الجعفري: لابد من وقفة واعية ومسؤولة لتقييم التظاهرات المستمرة لأكثر من مائة يوم التي لم تسجل أيَّ سابقة مثيلة لها.. تقادم الزمن لا يسقط الحقوق ولا يعذر الجناة ممّا يستدعي تحديدا دقيقا في معرفتهم ومساءلتهم والابتعاد عن التوصيفات الغامضة كمصطلح الطرف الثالث الجعفريّ: جرائم الاغتيال والقتل والتمثيل بجُثث الموتى انتهاك سافر لحُقوق الإنسان وهو جرس إنذار بتهديد السلم المُجتمَعي وزرع الفتنة ونشر الفوضى في وقت يجب أن يتحمَّل الجميع مسؤوليته الوطنية عبر التعاون على حفظ وحدة الصفِّ الوطني وعدم زعزعة الأمن والاستقرار الجعفريّ: يجب مُحاسَبة كلّ من تورَّط في إراقة دماء أبنائنا المُتظاهِرين والقوات الأمنيّة وإنزال القصاص العادل بحقهم.. الردّ العراقيّ الوطنيّ المُوحَّد هو الذي جعل الهمَّ العراقيَّ فوق كلِّ الهُمُوم وإنسانه فوق كلِّ اعتبار وساهم في تجنب المزيد من الأزمات الجعفريّ: التظاهرات تعبيرٌ عن المُطالَبة عن كلِّ حقّ مهدور وكرامة مُنتهَكة ومال مسروق وسياسة فاسدة وتدخّل أجنبيّ فاحش!!.. يجب منع استخدام السلاح ضدّ المُتظاهِرين وتفقُّد عوائل الشهداء ورعايتهم.. وإلغاء بدعة المُحاصَصة "سيِّئة الصيت" في التشكيلات الحكوميّة رسائل الأيام للدكتور إبراهيم الجعفري الجعفريّ للعرب: لا تنظروا إلى حجم سكاننا بل انظروا إلى قوة إرادتنا وإصرارنا على حقوقنا.. المطلوب من الجامعة العربية أن ترسم أولوياتها على ضوء المصالح والمخاطر وتُفكـِّر بحجم الإنسان العربيِّ والقدر العربيِّ.. وأن ننتهي بنتائج ولا نكتفي بالكلمات والخطب الجعفريّ للعرب: أصبح صوت العراق مسموعاً وأصبحت إنجازاته موضع احترام العالم.. نحتاج إلى وُقوفكم إلى جانبنا ونحن لا نطلب دماء أبنائكم بدلاً من دماء أبنائنا ولكن عليكم مُساعَدتنا في مُواجَهة داعش خُصُوصاً أنَّهم جاؤوا من بلدانكم ومن أكثر من مئة دولة الجعفريّ لوزراء الخارجيَّة العرب: نحن لا نـُمثـِّل حُكـَّاماً وحكومات فقط، بل نـُمثـِّل شُعُوباً عربيَّة وإضعاف أيِّ دولة إضعاف لنا جميعاً.. داعش يستهدف كلَّ دول العالم خُصُوصاً الدول العربيَّة؛ لذا عليكم أن تُتابعوا ما يجري في العراق خطوة خطوة الجعفريّ من جنيف: العراق من الدول التي تعاني من نار الإرهاب ومن الدول المنتصرة على الإرهاب وحاولتْ بعض الجهات الدوليَّة التي تدعم الإرهاب إلى إرباك جهدنا و‏تزييف الحقائق واتهام مُؤسَّسة الحشد الشعبيِّ وبلا دليل، وهي لا تخدم في حقيقتها بذلك إلا الإرهاب الجعفريّ: تـُوجَد الآن دول عظمى تفكِّر بعقليَّة (كاوبوي) -رُعاة البقر-، بينما العراق يتعامل بطريقة إنسانيَّة حتى مع خصمه؛ لأنه تعلـَّم على شيء اسمه كيفيَّة غضِّ النظر عن الجزئيَّات، ويفكر بالحلول أكثر ما يفكر بالمشاكل

الدكتور إبراهيم الجعفريّ من محافظة ميسان: لا يُوجَد مَن يستطيع أن يختزل العراق بانتماءات مُعيَّنة، ويُقصي الآخرين، وإنما ينبغي الاتساع إلى الآخر
الاخبار | 17-04-2014

زار الدكتور إبراهيم الجعفريّ رئيس التحالف الوطنيِّ العراقيِّ محافظة ميسان، والتقى فور وصوله مُرشَّحي تحالف الإصلاح الوطنيِّ، وجمعاً من المُواطِنين.

 

وأشار سيادته إلى أنَّ ميسان اليوم تختلف عن الأمس مُقارَنة مع بقية المحافظات في تطوُّرها، ولكنها ليست بمُستوى ما يتلاءم مع مواردها.

 

الجعفريّ أوضح: أنّ التنافس الشريف بين القوائم الانتخابيّة يُعطي صورة حضاريّة لتطبيق الديمقراطيّة؛ لإنجاح الموسم المقبل، فلا ينبغي التناكُف، والاستدراج لمُمارَسات سيِّئة تخدش الصفَّ الوطنيَّ، بل يجب تعميق روح المُواطَنة، والتأكيد على المُشترَكات التي من شأنها خدمة المُواطِن.

 

وأكّد الجعفريُّ على أهمّية استحضار الهموم الوطنيّة، والتكاتف بين الجميع؛ بهدف وضع المعالجات، والتسابق لخدمة البلد، والقضاء على الفساد المُستشري في مُؤسَّسات الدولة.

 

وشدَّد على ضرورة أن يشهد الموسم الانتخابيُّ المقبل نقلة نوعيّة على مُستوى التشريعات، والخدمات، وبناء الدولة وفق أسس صحيحة من شأنها حفظ سيادة العراق، فضلاً عن تحويل الثروة من الحكومة إلى الشعب.

 

وأكّد على أنَّ بناء الدولة لا يقتصر على حزب، أو شخص بذاته، ولا يُوجَد مَن يستطيع أن يختزل العراق بانتماءات مُعيَّنة، ويُقصي الآخرين، وإنّما ينبغي الاتساع إلى الآخر، وتقييمه على أساس الوطنيّة بغضِّ النظر عن الانتماءات الأخرى.

 

ونوَّه سيادته بعدم استخدام موارد الدولة، وتسخير إمكاناتها، وتعييناتها لصالح للكسب الانتخابيِّ، وإنما يجب أن تُستخدَم بضوابط، ومعايير قياسيّة بما يحتاجه البلد.

 

النص الكامل لكلمة الدكتور إبراهيم الجعفريّ في محافظة ميسان

16/4/2014

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

قال الله -تبارك وتعالى- في مُحكَم كتابه العزيز:

((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ)) [النساء : 58]

بوافر التقدير، والمَحبّة، وعميق المشاعر، وبذهن تزدحم فيه الذكريات في مثل هذه المدينة التي عملتُ فيها عام 1977، وتواصلتُ الترداد عليها بين فترة وأخرى أحيّي جمهوركم هذا علماءَ، ورؤساءَ قبائل، ومسؤولين في الحكومة، وأبنائي، وأعزائي، وبناتي، وأخواتي جميعاً.

هذه الزيارة جاءت استجابة لبعض مَن أشار عليَّ من إخواني، وأخواتي؛ حتى ترتبط، وتتجدَّد في ذاكرتي مرة أخرى الكثير من الذكريات في السنوات التي مضت.

مدينة العمارة مدينة ليست سِرّاً على أحد تسنّمت موقعاً مُتقدِّماً، وتربَّعت على عرش التاريخ بحضارتها المُمتدة والمُوغِلة بالقدم، وبثرواتها المُتعدِّدة.

فإذا كانت بعض بلدان العالم تشتهر بصفة ما فإن مدينة العمارة تجمَّعت فيها صفات عدة، هي في الحضارة أبت إلّا أن تكون في أعالي جبال الحضارة، وهي في التاريخ مُوغِلة، وهي بالثروات مُتعدِّدة، وبأصالتها، وفكرها، وشعرها، وبدماء الشهداء التي تشخّبت، وتدفّقت من عروق أبنائها وبناتها قدّمت الكثير الكثير، وكانت إحدى الشهيدات من محافظة ميسان الشهيدة عالية علي، والكثير من الشهداء والشهيدات حتى تُطرِّز العمارة أرض العراق بأزكى الدماء، وتقف شامخة، أو صامدة كالطود، وتكون إلى جانب شقيقاتها من أخواتها المحافظات الأخرى.

مثلما ساهمت بالثورات المُتعدِّدة ساهمت بالثورة الشعبانية، وساهمت بكلِّ المجالات التي تجسَّدت فيها الشجاعة، والإباء، والتضحية.

أبت العمارة إلّا أن تكون بالصدارة، وثروات العمارة ثروات كثيرة، ومُتعدِّدة فمن ثروة النفط إلى ثروة الماء إلى الثروة السياحية إلى الثروة الزراعيّة إلى ثروة الموقع، إلّا أنَّ السؤال المطروح: هل إنَّ إنسان العمارة يتناسب مُستواه المعاشيّ مع ثروات محافظة ميسان؟

إنَّ إنسانها ليس بمُستوى كافٍ من المُستوى المعاشيِّ الذي يتناسب مع هذه الثروات، وليس بعيداً أن تكون هذه البصمة سيّئة من الأنظمة السابقة التي تدوَّرت عبر تاريخ العراق، وكان أبشع هذه الحلقات في مسلسل الحكومات هو الفصل المُعتِم والمُظلِم الذي امتدَّ منذ عام 1969 حتى عام 2003.

اليوم وأنا في السيارة دقّقت النظر في بعض ملامح ميسان بشكل إجماليّ رُبّما أنتم تنظرون إلى العمارة بمنظور يوميّ قد لا تدركون الفروق بين حاضر العمارة وماضيها تماماً كالذي ينظر إلى أولاده وبناته في البيت لا يستطيع أن يتصوَّر الاضطراد والنمو في شخصياتهم؛ لأنه يعايشهم بشكل يوميٍّ أمّا الذي يرى أبناءك، ويرى بناتك بين فترة وفترة أخرى فيجد الفرق واضحاً.

لا أريد أن أحكم، ولا أن أقول: إنّ ما رأيته اليوم على عجالة ليس بمُستوى ما طمح إليه بكلِّ تأكيد هو يجب أن نُثبت أنَّ العمارة اليوم اختلفت عن العمارة السابقة، بدأت الابتسامة ترتسم على شفاهها، وبدأت معالم المَدَنيّة والرفاه ترتسم عليها.

لاتزال هناك فجوة كبيرة بين ما نطمح إليه وبين واقع العمارة تماماً، كما هو في بقية المحافظات (بغداد، والحلة، والنجف، والناصرية، والبصرة، والأنبار، وديالى، وكذلك محافظات إقليم كردستان) كلّها نتطلّع أن ترتقي على سُلّم البناء، والتنمية، ولا ندّعي أنها وصلت إلى ما وصلت إليه.

جئتُ حتى أشهد بأمِّ عيني ما آلت إليه مدينة العمارة بشكل حسيّ ومُباشِر، وفي الوقت نفسه أوصِل خطابي، ومحبّتي، وعتزازي بهم؛ حتى لا تكون علاقتي التاريخية أيّام كنت طبيباً هنا تنقطع عن حاضر تعامُلي مع هذه المدينة المُبارَكة.

جئتُ أجدِّد حُبّي، واعتزازي، وحرصي، وتقديري لهذه المدينة مُتمنّياً لها النمو والازدهار على سُلّم البناء والتنمية.

تطلّعاتنا في المرحلة القادمة كثيرة، ونظرتنا إلى أبنائنا، وبناتنا، وإخواننا، وأخواتنا من المُرشَّحين والمُرشَّحات أن يعملوا ما باستطاعتهم؛ لتحقيق هذه الطموحات، وتحقيق هذه الأماني. حيث الشوارع بالعمارة مُزدانة بالصُوَر، وتعكس باقة مُتنوِّعة من الورد، تتعدَّد أسماؤهم، وتتعدَّد اختصاصاتهم، وتتعدَّد اهتماماتهم، لكنَّ الجامع لهم، والشعور الوطنيَّ، والإصرار على بناء مدينة العمارة؛ حتى تكون نموذجاً لبقية المحافظات..

لا نتعقّل أن ينظر البعض من المُرشَّحين إلى البعض الآخر نظرة عدائيّة، وهو على موعد في  الغد القريب لأن يجلس معهم تحت سقف واحد، ويُفكّرون كيف يبنون العراق، وكيف يكونون عقلاً تشريعيّاً يُفرِز مجموعة قوانين، ويكونون بصيرة ترصد الحكومة؛ لتُمارِس دورها كجهاز رقابيٍّ، وتتفحَّص بملفات الفساد؛ لتضع حداً، وتقطع دابر الفساد، والتدنّي.

لابدَّ أن نُشعِر العالم بأنَّ الذين يتنافسون بالانتخابات لا يتنافسون بمعنى أنّهم يتغالبون كتغالب الأعداء، إنّما يتنافسون على الطريقة القرآنيّة:

((خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)) [المطففين : 26]

كلُّ واحد منهم -وهذا حقّ طبيعيّ- يتسابق لخدمة البلد لإعماره، والنهوض به، وقطع دابر الفساد، ورفع مُستوى المعيشة، ورفع مستوى الخدمات.

أهدافنا كبيرة بالعدد والحجم، وثقيلة بالوزن، ولو اجتمعت كلُّ هذه الجهود ما استطاعت أن تنهض بهذه المهمة؛ إذن لا ينبغي أن نتحلّى بعقليّة إقصاء الآخرين، والاستغناء عنهم.

نحن بحاجة للأكفاء منهم جميعاً، العراق بحاجة لكم جميعاً بأن تُشمِّروا عن ساعد الجد تماماً كما يقف أبناؤنا وبناتنا في دوائر الدولة، وأحدهم يُكمِل دور الثاني في خدمة المُواطِنين.

العمليّة السياسيّة تتعرَّض لتحدّيات، وهذه التحدّيات أثبت الواقع أنَّها تُحرِّكها أصابع من الخارج العراقيِّ، ووجدت تلقّيات -للأسف- من الداخل العراقيّ.

هذه المُؤامَرات لم يكن اعتاد عليها الشعب العراقي، ولم هناك شيء اسمه (الطائفيّة).

نحن اليوم بأمسِّ الحاجة إلى الوحدة الوطنيّة، وإشاعة ثقافة المُواطنة، وتعميق روح الانتماء للوطن، وتجسيد العقد بين الوطن والمُواطِن، ونحن بأمسِّ الحاجة إلى هذه الحالة.

أمن العراق مُهدَّد، وتعرفون مَن الذي يُهدِّده، ومَن الذي يحاول أن يشيع ثقافة الإرهاب، والتفجير، وينقضَّ على كلِّ الإنجازات.

إنّه لا يُعادي هذه القائمة أو تلك القائمة إنما يعادي الوطن كله..

أمّا الخلافات فمُحترَمة، ولسنا بصدد ذكرها في مثل هذه المجالس، لكنّي أتكلّم عن المُشترَكات الوطنيّة، مُشترَكات الأهداف، والمخاطر، والتحدّيات.

أن نتنافس من أجل أن نُوصِل الأقوى إلى البرلمان شرف، تماماً كما نتنافس لنُوصِل المُعلِّم الأجدر إلى المدرسة، والمهندس الأجدر إلى المعمل؛ حتى يتضاعف الإنتاج.

حين نُقدّم الأكفأ على الكفوء، وحين نُودِع الأمانة بذمة الأمناء سيكون هو العرس الوطنيّ، وهو التسابق القرآنيّ الذي يُعبِّر عن روح عالية إيماناً بالله تبارك وتعالى:

((خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)) [المطففين : 26] 

أن تتنافسوا، وتكسبوا ثقة الشعب من أيِّ قائمة كانت، ومن أيِّ كتلة كانت فهذا حقٌّ مشروع، ولك أن تتحدَّث، وتطرح برنامجك، وتوضح للمُواطِنين، وتعدهم، وتلتزم بما تقول فهذا شرف لكم جميعاً.

إننا نجد أبناءنا وبناتنا يتنافسون من أجل بناء العراق، ويطرحون برامجهم، ويُحاوروا ننظر إليهم بعين الإعجاب، ويصل الإعجاب إلى حدِّ الفخر حين أجد المُتحدِّث بلغة الآخر، وهو لا يتحدَّث بلغة الذات، ويهمُّه العراق كثيراً.

نفوز عندما تفوز الوطنيّة، ونفوز عندما يأتي إلى البرلمان الحالة الإجماليّة التي تتمتع بكفاءة عالية، ونزاهة عالية، وتضحية من أجل الفقراء.

هؤلاء ليس حكراً على قائمة دون أخرى، أو كتلة دون أخرى، أو محافظة دون أخرى. هؤلاء مبثوثون في كلِّ القوائم؛ لذا لا داعي لأن نُخاصِم قائمة، أو نُخاصِم كتلة، أو حتى نُخاصِم مُرشَّحين. نحن نُخاصِم الفساد، ونُخاصِم الفاسدين.

حذاري حذاري أن نُستدرَج في مثل هذه المُناسَبات الوطنيّة الرائعة إلى مُمارَسات لا تعكس خُلقاً يتناسب مع أخلاق نبينا العظيم وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين؛ لذا آلينا في التحالف الوطنيِّ أن نُواصِل الاجتماعات، وكتبنا ميثاق عهد، وميثاق شرف وقّع عليه كلُّ أعضاء ومُمثلين الكتل السياسيّة التي تنتمي للتحالف الوطنيِّ أنه لا ينبغي أن يُستدرَجوا إلى معارك، وانفعالات، واتهامات، وفضائح، وكشف أسرار في أجواء الانتخابات، وأكّدنا على ذلك، ونحن نتواصل بالاجتماعات أسبوعياً؛ من أجل أن نُذكّر بضرورة الالتزام بالعهد:

((وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا)) [البقرة : 177]

يجب أن نحترم الآخر، فهو جزء من حياتنا، والله -عزّ وجلّ- خلقنا مُتعدِّدين:

((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)) [الحجرات : 13]

الله خلقنا هكذا..

أعجبُ شيء أن يستبيح الإنسان دم الآخر بمُجرَّد أن يختلف معه، بل يستبيح كرامته.

افرحوا عندما تجدون الجداران مُزيَّنة بالصور، لا تسألوا كثيرا القائمة بل اسألوا كم يُوجَد عنده التزام، وأخلاق، وقِيَم، وصدق.

ابحثوا عمَّن يرتقي إلى مُستوى وعوده، ويتحوَّل إلى شمعة، ويقبل أن يحترق حتى يُضيء الدرب للآخرين. اسألوا عن هؤلاء، رحم العراق مِعطاء بالكفاءات والقابليّات.

هذه القدرات، وهذه القابليّات الرائعة الخلّاقة شقت طريقها، ولن تقف، وسيكون ركبها مُبارَكاً.

نُريد من أبنائنا وأعزائنا نتائج عمليّة في المرحلة القادمة، نُريد بناء دولة، نُريد الحفاظ على السيادة، نُريد أن يتحرَّر اقتصادنا، وتتحوَّل هذه الثروة إلى ملك لأبناء الشعب.

لا يكفي أن تكون الخزينة والموازنة عالية، ومُستوى الدخل قليل، وحكومة غنيّة وشعب فقير. هذا تناقض لابدَّ للشعب أن يتمتع بهذه الثروة، ويستمرئ ما لديه من قدرة وقابلية.

 

الأسئلة التي تُواجِه المُرشَّحين واضحة، والناخبون يُريدون إجابات عملية، يُريدون إجابات عن رفع مُستوى الخدمات.

أنا سعيد اليوم إذ سمعت بأنَّ عدد المدارس كان 430 واليوم أصبح 1200 مدرسة، وأسجِّل هذا الفارق الإيجابيَّ، لكنه لايزال دون مُستوى الطموح، ولا يكفي أن يكون لدينا عدد كبير من المدارس إنما نُريد المدرسة النوعيّة، والمُدرِّس النوعيّ، والمنهج النوعيّ، ووسائل الإيضاح النوعيّة. كلّها مطلوبة.

العالم اليوم يتسابق، ويضع كمبيوترات في خدمة الطالب، والأمّيّة الآن أصبحت تُعرَف بشكل آخر لا تعني أنك لا تقرأ، ولا تكتب إنما الأمّيّة عندما لا تدخل عالم الكمبيوتر، وعالم النت، وتوظفه في خدمة البلد.

نتطلع أن يرتقي العراق على مُستوى الخدمات الطبية، والمُستشفيات صفحة من صفحات الخدمات.

كم عدد المستشفياتـ وما هو مُستوى الخدمات الصحيّة، ومتى نضع حدّاً لمُشكِلة أنَّ المُواطِن عندما يمرض خصوصاً إذا كان مرضه خطيراً يُولّي وجهه إلى هذه الدولة أو تلك، ويبيع كلَّ ما يملك.

ومن المصيبة أنّه عندما يدخل إلى بريطانيا ليتعالج يجد أطباء عراقيين في المستشفيات البريطانيّة كأنّه على موعد.

لماذا لا نفكر بإرجاع الأطباء العراقيين إلى العراق، فعندنا أكثر من 4000 طبيب في بريطانيا فقط، هل تعلمون أنَّ الطبيب العراقيَّ في الخارج موضع احترام الناس، وموثوق بهم على المُستويين العلميِّ والجهد الذي يبذله يتفوَّق، ويتميَّز على كلِّ أطباء العالم.

 

لذلك عندما نُريد من أبنائنا وبناتنا أن يبدأ حركته في البرلمان فهو على موعد مع التشريعات، والدور الرقابيّ، لا الكيديّ. يُراقِب الأداء التنفيذي، ويمارس دوره في تقويم العمل.

الهدف أن تُحدِث فرقاً في تشريع القوانين، وراقب الحكومة من باب التسديد، وحلِّ مشاكل الناس.

المُعوَّل على أعضاء البرلمان رجالاً ونساءً، وعلى أعضاء الحكومة والحكومات المحليّة أن يشيعوا هذه الثقافة، والقضية في العمق ثقافيّة، وقد لخّصت ابنة شعيب ذلك بكلمتين:

((يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ)) [القصص : 26]

الكفوء والأمين.. نحن نبحث عن هكذا أناس؛ حتى يبنوا البلد.

أعلن لكم هنا، كما قلتها في غير مكان: لست أسير قائمة، ولا أسير كتلة أنا أسبح بالبحر الوطنيِّ، وأحلّق بالأفق الوطنيّ، وقدري أنّ يحقق الله لي هذا الطموح.

 

والله أسعد أيَّما سعادة عندما أجد شخصية كفوءة في السلطة التشريعيّة، أو التنفيذيّة، أو مجالس المحافظات، وأضعه على رأسي.

نبحث الآن عن العدالة، والعدالة غائبة، وقد تغيبت عن الرسول -صلى الله عليه وآله- ضاقت به به مكة بما رحبت، وهو سيِّد مكة، فقال لهم: (اذهبوا إلى الحبشة فإنَّ فيها ملكاً لا يُظلَم عنده أحد).

العدالة الاجتماعية هي التي تجعل المُواطِنين أمام قانون عادل، وموظف عادل وأمين، كما لا يُوجَد بديل عن الوطنيّة، والعراق كله أمانة بأعناقكم، وإن كانت العشائر مُتعدِّدة، وغن تعددت القوميات، والمذاهب، والاتجاهات السياسيّة، فهذا التعدد ليس مكانه الدوائر، ولا المُؤسَّسات الحكوميّة.

يجب أن نتخلّص من آفة المُحاصَصة..

العراق لكلِّ للعراقيين ضمن مقاسات وطنيّة، ويجب أن نُكمِل أجهزة الدولة بتعيين أفضل عناصرنا، وشخصيّاتنا؛ ليسدّوا ما لا يشغله إلا القويّ.

إخواني.. أخواتي..

مازلنا في بداية الديمقراطيّة، ويُراد لنا وقت، فبداية دول العالم كانت أسوأ من بدايتنا، فقد مضى على أميركا 240 عاماً وإلى الأمس القريب جاؤوا بأسود (باراك أوباما) أول مرة في تاريخ أميركا، وإلى الأمس القريب لم تكن المرأة تمتلك حق التصويت، وفي سويسرا عام 1977 سمحوا للمرأة أن تُصوِّت، وكذا في بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا.

ونحن في بداية الديمقراطيّة ولدينا 82 سيّدة في البرلمان، وفي الحكومة الانتقاليّة كان هناك  ست وزيرات.

العراق يتقدَّم ببطء، وأمامنا تحدّيات، لكن يُوجَد تطوُّر في المُجتمَع، ويُوجَد اندفاع، وإصرار على التقدُّم نحو الأمام. ومسألة أن يُعاد العراق إلى العهد السابق حلم لا يتحقق، ودعاء لا يُستجاب، فالآن -الحمد لله- شعبنا عرف معنى الحرية، والتعبير عن الرأي، وحالة التفاعل المُجتمَعيِّ، ومواسم الانتخابات منذ يوم سقط النظام المقبور تجرى بحُرّية، عام 2005 كان عام الانتخابات، إذ جرت فيه ثلاثة انتخابات.

إخوانكم وأبناؤكم الذين يُسطّرون ملاحم البطولة بالدفاع بالأجهزة الأمنيّة يستحقون كلَّ الاحترام والتقدير، ولا أحد يتصوَّرها قضيّة منطقة ضدَّ منطقة، ولا أحد يتصوَّرها قضيّة طائفة ضدَّ طائفة.

أبناء القوات المُسلّحة يمثلون كلَّ المذاهب، وكلَّ القوميّات، وضحايا الإرهاب من مُختلِف المناطق.

آمل من المُرشَّحين أن يُقاربوا المُواطِنين بحالة من الالتصاق، والتحاور المُباشِر، وأن يعقدوا هذه العلاقة، فهي ليست صفقة موسميّة، فلتبدأ العلاقة بين المُرشّح فاز أم لم يفُز.

حاربوا الفساد، واختاروا الجيِّدين، وإذا كانت الديمقراطيّة تُشير إلى الكبير اجتماعيّاً فيجب أن يكون كبيراً في البرلمان، فالكبار هنا عندكم الذين تجاوزوا ثمانية آلاف، ولكن لم يصعدوا إلى البرلمان.. هذا سببه الأنظمة الانتخابيّة البائسة.

آمل من كلِّ المُرشَّحين والمُرشَّحات أن يُوصِلوا أهدافهم إلى أبنائنا الأعزاء، ويُطالِبوهم بأن ينتصروا لهذه الأهداف، ويرسموا نسيج العراق الجديد من الخيوط الوطنيّة القويّة المُتفانية؛ من أجل إقامة صرح العراق الجديد، ولتكن هذه العلاقة بدايتها الانتخابات، ولا نهاية لها.

تمنياتي للمُرشَّحين والمُرشَّحات جميعاً أن يدخلوا إلى الانتخابات، ويحققوا الأهداف الوطنيّة، ويُساهِموا في بناء العراق الجديد، ويكونوا رافداً جديداً من روافد الإثراء البرلمانيِّ، والتشريعيّ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


العودة إلى صفحة الأخبار


 الرئيسية  |  الأخبار  |  إبراهيم الجعفري  |  تيار الإصلاح الوطني  |  رسائل الأيام  |  كلمات  |  الصور  |  المكتبة  |  الفيديو  |  اتصل بنا 
E-mail : med@al-jaffaary.net
جميع الحقوق محفوظة لـموقع الدكتور ابراهيم الجعفري©2010 - 2024
استضافة وتصميم وبرمجة ويب اكاديمي

Powered by web academy