|
الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقـيّة، والشيخ الدكتور عبد اللطيف الهميم رئيس ديوان الوقف السُنـّي يلتقيان جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين في العاصمة الأردنية عمَّان، ويُسلـِّمانه رسالة من الدكتور حيدر العباديّ
الاخبار | 06-06-2016
التقى الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيَّة العراقـيَّة، والشيخ الدكتور عبد اللطيف الهميم رئيس ديوان الوقف السُنـِّي في العاصمة الأردنيَّة عمّان جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، وسلـَّم الدكتور الجعفريّ، والدكتور الهميم رسالة خاصّة من رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العباديّ لجلالة الملك تضمّنت الدعوة للوقوف إلى جانب العراق في حربه ضدَّ عصابات داعش الإرهابيّة، وآخر التطوُّرات الأمنيّة، والانتصارات الكبيرة التي يحققها العراقـيُّون في حربهم ضدَّ الإرهاب، وواقع ما يجري على الأرض خلال العمليَّات العسكريَّة في الفلوجة، وجُهُود الحكومة العراقـيَّة، والقوات المُسلـَّحة بصنوفها كافة في الحفاظ على أرواح المدنيِّين، وتأمين الممرَّات الآمنة لخروجهم من المدينة. وجرى خلال اللقاء بحث عدد من القضايا التي تهمُّ البلدين الشقيقين، والانتصارات التي تحققها القوات المُسلـَّحة العراقـيَّة في حربها ضدَّ عصابات داعش الإرهابيّة. من جانبه أكـَّد جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين على أهمّية زيادة التعاون، والتنسيق بين بغداد وعمّان في المجالات كافة، مُوجِّهاً الدعوة لرئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العباديّ لزيارة الأردن؛ لتفعيل العديد من القطاعات بين البلدين، مُؤكـِّداً استعداد المملكة الأردنيّة الهاشميّة لمساعدة العراق خُصُوصاً أنه يواجه تحدِّيات مُتعدِّدة في ظلِّ الحرب ضدَّ عصابات داعش الإرهابيّة.
وعقب اللقاء أدلى الدكتور الجعفريّ، والشيخ الهميم بتصريحات لوسائل الإعلام، إليكم نصَّها: المُؤتمَر الصحافيّ للدكتور الجعفريّ والشيخ الدكتور عبد اللطيف الهميم في عمّان
الجعفريّ: فرصة طيِّبة أن نلتقي الأسرة الإعلاميَّة بهذا التنوُّع، ونودّ أن نـُوصِل رسائل إلى أبناء أمّتنا في طول وعرض العالم العربيِّ، وأبناء شعبنا في العراق عبر قنواتكم: المَهمَّة في الأساس هي حمل رسالة من دولة الأخ رئيس الوزراء حيدر العباديّ إلى جلالة الملك، وتمَّ فعلاً تسليم الرسالة بعد أن جئتُ من مصر، وكانت لها رسالة أيضاً إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعلى هامش هذه الرسالة جرى حديث تفصيليّ حول ما يتعلق بتطوُّرات الساحة العراقيّة خُصُوصاً أننا نعيش وإيّاكم أعراس الانتصار على الإرهاب، وتحديداً ضدَّ داعش. تكلـَّلت العمليّات بشكل مُستمِرّ بتوجيه الضربات المُوجـِعة من قبل القوات المسلحة العراقيّة. العمليات بدأت تحديداً في 23/5/2016، وماتزال مستمرّة، وكانت فيها صفحات مُتعدِّدة. كانت الصفحة الأولى في منطقة الكرمة، والصفحة الثانية في منطقة الصقلاوية، والصفحة الثالثة -إن شاء الله- ستكون الحاسمة في مدينة الفلوجة. التوزيع، والتنسيق بين فصائل القوات المسلحة العراقية، والتوزيع الميدانيّ خاضع لأدقِّ المعايير، ويُبدِّد أيَّ شبهة -لا سمح الله- قد تـُستغـَلُّ من قبل أعداء العراق. قوات الحشد الشعبيّ تتولـَّى بعض المَهمَّات المُكلـَّفة بها خارج مدينة الفلوجة، وخارج المُدُن، واعتـُمِدَ -أيضاً- مبدأ الاستفادة من قوات الشرطة العراقية، والحشد العشائريّ من أهل المُدُن أنفسهم، وأدَّوا دورهم على أحسن ما يكون. المعارك تتطلب وقتاً، وجهداً، وتضحية، ولكن عندما تأبى أخلاقـيّة القوات المسلحة العراقية إلا أن تتجنب إيقاع الضرر في أوساط المدنيين، وأخلاقيّة داعش تحاول أن تتخذ من المدنيين دُرُوعاً بشريّة فبالتأكيد فإنَّ العمليّات تأخذ زمناً أطول، وفي الوقت نفسه تضحيات أكثر، وجهداً أكثر؛ وهذا ما جعل العمليّات على الأرض تأخذ وقتاً أكثر، ومع ذلك تحرَّرت الكرمة، وتحرَّرت الصقلاوية، والصفحة القادمة -إن شاء الله- هي صفحة مدينة الفلوجة. داعش يعدُّ مدينة الفلوجة قلعة، وحصناً ستراتيجيّاً للإرهاب، مثلما اتخذ درعا في الشام، وما شاكل ذلك؛ لذا يُصِرُّ أبناؤنا وبهذه الأخلاقيّة العالية على الحفاظ على سلامة المواطنين. أعلنت داعش في داخل الفلوجة بأنها حكمت بالقتل على كلِّ مَن يخرج من مدينة الفلوجة، وهذا كلـَّف القوات المسلحة العراقية جهوداً إضافيّة، وأن تفعل كلَّ ما باستطاعتها من أجل سلامة المواطنين نساءً، وأطفالاً، وكباراً. بُذِلت جُهُود مُتواصِلة، ومُضنية من أجل الحفاظ عليهم. سير العمليات إيجابيّ، والجميع يتعاونون، ويُنسِّقون مع بعضهم. بالنسبة للرسائل تتضمَّن تفاصيل عن سياسة العراق، وما كتبه الأخ رئيس الوزراء للرؤساء، وأبلغناهم بالرسالة أنَّ القوات المسلحة العراقية مُصمِّمة على تحرير الفلوجة، وتحقيق النصر -بإذن الله تعالى- خُصُوصاً أننا نستثمر هذا الشهر المُبارَك شهر العطاء، شهر الصبر، شهر الصمود، الشهر الذي نزل فيه القرآن الكريم، شهر الخير على كلِّ الأمّة الإسلاميّة. أبارك لكم هذا الشهر.
الجعفريّ: نحن لا نـُفرِّق بين العدوِّ والعدوِّ الآخر، كما لا نـُفرِّق بين الصديق والأخ الآخر. الإرهاب هو الإرهاب لا يتجزَّأ، وضحايا الإرهاب لا يتجزَّاؤن سواء كان هذا الإرهابيّ من خلفيّة عراقيّة، أم أردنيَّة، أم مصريّة، أم أوروبيّة، ومهما كانت خلفيّة الضحيّة نحن نـُدين بأشدِّ الإدانة كلَّ عمليّات الإرهاب. نحن بلد مُبتلى، ويدفع ثمن ضريبة الإرهاب، وقلنا منذ عام 2004: إنَّ الإرهاب لا دين له، ولا مذهب له، ولا وطن له. وهذه الحوادث تدلُّ على أنَّ الإرهاب يُعادي كلَّ الشعوب ، وهو عدوّ للإنسان، ولا يُفرِّق بين دين وآخر.
الجعفريّ: لا نـُنكِر وُجُود بعض الدعم، ولكنه ليس بالحجم المطلوب. العراق يُقاتِل أصالة عن نفسه دفاعاً عن أرضه، وسيادته، وثرواته، كما أنـَّه يُدافِع وكالة عن كلِّ دول العالم. الآن رغم الاندحار، والتقهقر الذي أصاب داعش إلا أنها من حيث عدد الجنسيّات فهي تنتمي إلى أكثر من 100 دولة، لا أقول هذه الدول هي التي دفعتهم لنا، لكنَّ عناصر داعش من أكثر من 100 دولة. ما الذي يمنع هؤلاء من أن يعودوا إلى بلدانهم، ويُمارسوا نفس العمل الإجراميِّ؛ إذن نحن نـُدافِع عن أنفسنا أصالة، ونـُدافِع عنهم وكالة. أوجِّه من خلال قنواتكم أنه لولا أبطال القوات المسلحة العراقـيّة، وأبطال الحشد الشعبيِّ لتحوَّلت شوارع عواصم الدول العربيّة، وغيرها إلى ساحات اقتتال، ولدخل الإرهاب بُيُوتهم، ومنازلهم، واعتدى عليهم. العراق يُدافِع ليس مِنـَّة على أحد، ولكنه يُدافِع عن شرف العراقيين، وشرف العرب، وشرف المُسلِمين، بل عن شرف الإنسانيَّة كلها؛ لذا يستحقّ أن يحصل على دعم. نحن لا نـُريد دماءهم بدلاً من دمائنا، ولا نـُريد أولادهم يأتون إلى العراق بدلاً من أبنائنا، ولكننا نريد دعماً يُوازي إن لم تكن مُقاتِلاً بنفسك فكن مُقاتِلاً بأموالك، وبقلمك. أعتقد أنَّ كلَّ هذه القوى على المحكّ، وأوّلها الإعلام العربيّ عموماً، والإعلام الدوليّ بشكل أعمّ، والإعلام العراقيّ بصورة خاصّة على المحك، ويجب أن ينبض مع نبض عُرُوق المُجاهِدين الذين يُقاتِلون في العراق.
الجعفريّ: الانفتاح على هاتين الدولتين، بل الانفتاح على عُمُوم الجامعة العربيّة سبق هذه الزيارة. أنا شرعتُ في مَهمَّة الانفتاح منذ الشهر التاسع عام 2014، بل تحرَّكت على مسرح العلاقات الدبلوماسيّة قبل أن أباشر دوري في وزارة الخارجيّة، وخلال هذه الفترة لم تكن دولة عربيّة وغير عربيّة إلا وقد زُرتها، وكذلك استقبلناها، والجميع يشهد بذلك، والأروع هو صورة الإجماع العربيِّ الذي حصل لأوَّل مرّة في تاريخ الجامعة العربيّة ضدَّ تغلغل القوات التركيّة في بعشيقة، ولم يأتِ هذا اعتباطاً؛ إذن لم نكن نـُعاني من أزمة انفتاح، نعم.. استثمرنا هذه الفرصة من أجل أن ننشر ظلَّ علاقة جديدة، ونـُعمِّقها، ونضع أشقاءنا العرب في حقيقة ما يجري في الداخل خصوصاً. لم تزل هناك بعض الخروقات الإعلامية كما هي الخروقات الأمنيّة تحاول أن تـُشوِّش الصورة؛ لذا بادَرَ دولة رئيس الوزراء الأخ العباديّ بكتابة رسائل أوصلت يوم أمس رسالة، واليوم رسالة، وبعد يومين أو ثلاثة أيّام اذهب إلى دولة أخرى، لأوصل نفس الرسالة.
الجعفريّ: ما يتعلق بالسفراء كلهم نحن نحتضنهم في بغداد، ويجب أن يعرفوا أنَّ هناك ضوابط في العمل الدبلوماسيِّ تخصُّ البلدين الدولة المُضيَّفة ودولة الضيف الذي يأتي إلى العراق، وغير مسموح بالتدخل في الشؤون الداخليّة، ونستثمر كلَّ سفير من أجل تعميق العلاقات بيننا وبين تلك الدولة. ما يتعلق بقاسم سليماني هو يتصرَّف كمُستشار. وظاهرة الاستشارة العسكريّة موجودة على الأرض العراقـيّة، وضمَّت دولاً كثيرة، ومنها: أميركا، وبريطانيا، وكندا، وكثير من دول العالم بطلب عراقيّ، أو بإذن عراقيّ يأتون بفيزا، ويمارسون دورهم كمُستشارين. الذي لا نسمح به هو أن تكون هناك قطع عسكريّة، ومجاميع ميلشياوية تأتينا من خارج الحدود، ولكن أن يأتي مُستشار، ويحمل روحه على راحة كفه فنـُرحِّب به. اسمحوا لي أن نستثمر وُجُود فضيلة الدكتور عبد اللطيف الهميم ليُنوِّركم ببعض المعلومات حول ما حصل في الفلوجة، وإذا كان هناك سؤال خاصّ يتوجَّه له؛ ليجيبكم عنه.
الدكتور عبد اللطيف الهميم: هذه الزيارة تأتي في سياق الزيارات لتوطيد العلاقة بين العراق والشقيقة الأردن، والدول العربيّة كافة، وكنا نحمل رسالة قد أوضح معالي وزير الخارجيّة طبيعتها، وشكلها. سأتحدَّث عن موضوع آخر. المُؤسَّسة العسكريّة تـُحقـِّق انتصارات في مُختلِف القواطع: في قواطع الأنبار إذ حققت انتصارات كبيرة في قاطع الفلوجة، وفي قاطع الرمادي، وكذلك في قاطع الغربيّة، وهي تحقق انتصارات حقيقيّة اليوم في قاطع نينوى. نعتقد أن داعش وأخواتها ستغادر العراق في القريب العاجل، وسيعود النازحون إلى ديارهم، ومساكنهم، ونحن نعمل ليل نهار لأجل أن يعود النازحون إلى دُورهم. أعدكم أنه في الكرمة، والفلوجة بعد التحرير في أقرب فرصة سيعود النازحون إلى هذه المُدُن تماماً كما حصل في الرمادي، وكما حدث في يثرب إذ بدأ النازحون بالعودة، وسيعود كلُّ النازحين إلى بُيُوتهم، ومُدُنهم. نعتقد أنه لا أمن، ولا استقرار إلا بعودة النازحين إلى هذه المُدُن بعد تحريرها من قبضة داعش الإرهابيّ. بهذه المناسبة نـُدين بأشدِّ عبارات الإدانة، ونشجب بأشدِّ عبارات الشجب ما حدث في البطحة من اعتداء سافر من قبل الإرهاب. وهذا الإرهاب يضربنا جميعاً دولةً ومُجتمَعاً في كلِّ الوطن العربيّ.
الهميم: أؤكـِّد أنَّ تحرير نينوى قريب جدّاً، ورُبَّما أقرب ممَّا نتصوَّر.. قبل نهاية العام ستـُحسَم معظم المعارك الرئيسة في القواطع كافة إن شاء الله.
الهميم: نحن نـُرحِّب بأيِّ دور مُثمِر، وبنـَّاء ما لم يتعارض مع دور العراق السيِّد، الحُرِّ، المُستقِلّ، ونطلب من كل الدول العربية أن يكون لها دور مُثمِر، وإيجابيّ، وبنـَّاء في دعم العراق، ودعم مسيرته سواء كان على المُستوى السياسيِّ، أم الاقتصاديِّ، أم على المُستويات الأخرى. العودة إلى صفحة الأخبار |
|