{.. قيمة المرء مُستمَدّة من شرف مبادئه، وصدق تفاعُله معها في داخل نفسه، ومصداقيّة تعامُله على ضوئها مع الناس.. مثل هذه القيمة لا تزول مع الزمن، وتقلـُّب الظروف. وصدق عليّ (ع): "قيمة كلِّ امرئ ما يُحسِنه" وحتى يتحقق الإحسان بالعمل لابدَّ من تأمين قاعدة الفكر، وأخلاقيّة الصدق، وإرادة التطبيق؛ بغيرها ﻻ تنبعث نفسه للعطاء، والبذل، والتضحية.. المُحسِنون موضع مَحبّة الله، ومحط رعايته، وعندهم أسرار توفيقه.. والمُحسِن مَن يكتفي بأقلَّ من حقه، ولا يكتفي إﻻ أن يُعطي الآخر أكثر من حقه.. والناس يتطلعون إلى المُحسِن مَن كان، وكيف كان، وأين كان؟ وهو سِرُّ انشداد الفاسدين إلى المُصلِحين كالذي حصل مع يوسف (ع) وهو في السجن: ((إنا نراك من المُحسِنين)) اللهم وفقنا للإحسان، وهداية المُسيء، والصبر على إساءته: ((إنه من يتقِّ ويصبر فإنَّ الله ﻻ يضيع أجر المُحسِنين))...}.