|
الجعفريّ: يجب مُحاسَبة كلّ من تورَّط في إراقة دماء أبنائنا المُتظاهِرين والقوات الأمنيّة وإنزال القصاص العادل بحقهم.. الردّ العراقيّ الوطنيّ المُوحَّد هو الذي جعل الهمَّ العراقيَّ فوق كلِّ الهُمُوم وإنسانه فوق كلِّ اعتبار وساهم في تجنب المزيد من الأزمات
الاخبار | 02-12-2019
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ))يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} ((الحجرات/13{.. في ظروف الشدّة، وعلى محكّ الابتلاء تتّضح صُوَر المُخلِصين، والمُتفانِين من أجل شعبهم، وبلدهم، وكرامتهم.. عندما لاحت علاماتٌ لمُحاوَلة التخريب ببعض أجواء التظاهرات؛ سعياً لحرفها عن مسارها الوطنيِّ المُحدَّد لها!! اهتزَّت ضمائر المُخلِصين من القوى الوطنيَّة، وأبناء العشائر وبتوجيهٍ من المرجعيّة الرشيدة للتصدِّي لدفع الخطر عن شعبهم، وبلدهم، وكرامتهم، ليُجلّوا الوجه المُشرِق في التفاني؛ من أجل صون العراق، وردِّ الأخطار عنه، وحفظه من كلِّ سوء؛ كان لشعبنا العراقيِّ البطل بكلِّ مُكوِّناته عرباً وأكراداً وتركماناً مسلمين وغير مسلمين ليُعطِوا درساً بالوعي، والصمود، والردِّ الشجاع على كلِّ أعدائه مثلما كان عليه أن يعرف إخوانه، والمُتفانِين من أجله.. إنّه زاخر بالإمكانات الخيِّرة التي نذرت نفسها من أجله بكلِّ سخاء، وهي على أتمِّ الاستعداد لبذل أقصى الجُهُود لبنائه، وتوفير ما يحتاجه من الخدمات، والأمن، والاستقرار، ويصون وحدته، ويُعِينه على تحقيق العدالة، والقضاء على كلِّ أنواع الفساد.. أسأل الله أن يرفع في الجنان من مكانة الشهداء، وأن يمنَّ على الجرحى بالصحَّة والعافية، ويُبارك بكلِّ الجُهُود التي ساهم فيها "الشباب الثائر المُضحِّي"، وأبناء العشائر الكريمة إلى جانب كلِّ القوى الخيِّرة، ومَن وقف إلى جانب العراق في مِحنته، وأن يردَّ كيد الأعداء إلى نُحُورهم خائبين.. إنَّ درس الردِّ العراقيِّ الوطنيِّ المُوحَّد الذي جعل الهمَّ العراقيَّ فوق كلِّ الهُمُوم، وإنسانه فوق كلِّ اعتبار هو مَن ساهم في تجنيب البلد المزيد من الأزمات.. في مثل هذا الظرف تستدعي الحاجة أكثر من أيِّ وقت آخر لصبِّ الجُهُود كلِّها؛ من أجل البناء لحاضر العراق المنشود، ومستقبله المأمول، واستثمار الوقت، وتعبئة الجُهُود الخيِّرة لذلك مُتجنِّبين الاستهلاك بالماضي؛ حتى يُقطَع الطريق أمام المُتصيِّدين بالماء العكر من الأعداء، وبعناوينهم المُختلِفة عبر الإسراع في اختيار رئيس وزراء، والفريق الوزاري الذي يتميّز بالكفاءة، والأمانة، والتضحية ليُلبّي حاجات المُواطِنين، والمُتظاهِرين السلميِّين بعيداً عن المُحاصَصة المقيتة، ومنع التدخُّلات الخارجيَّة، ومُحاكَمة كلِّ مَن تورَّط في إراقة دماء المُتظاهِرين، وأبناء القوات الأمنيّة المسلحة، وإنزال القصاص العادل بهم، والمُضِيِّ قُدُماً لإرساء قواعد التجربة الديمقراطيّة في العراق الجديد، وتشريع قانون مُنصِف للانتخابات، واختيار أعضاء المُفوَّضيَّة العليا المُستقِلّة للانتخابات خارج إطار المُحاصَصة، والحالة الحزبوية.. إنَّ أمانة العراق التي سلّمها الشهداء عبر دمائهم الطاهرة، وأيتامهم، وأراملهم وثكالاهم، وملامحهم البطوليّة، وبإمكاناتهم العلميّة والعمليّة لهذا الجيل غير قابلة للتفريط، وهي مظهر إنسانيّ توافقت عليه كلُّ أمم العالم التي صنعت ثوراتها، وأقامت بعدها دولها على قواعد العدل، والأمن، والإصلاح.. ((وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ...)) {التوبة/105{.. والله المُوفّق، وهو المُستعان.. الدكتور إبراهيم الاشيقر الجعفريّ رئيس تـيَّار الإصلاح الوطني الإثنين 5/ربيع الآخر/1441/هج المُوافِق 2019/12/2 م
|
|