|
الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقيّة يستقبل وزير خارجيّة هنغاريا بيتر زيجارتو
الاخبار | 04-05-2015
استقبل الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقيّة السيِّد بيتر زيجارتو وزير خارجيّة هنغاريا، وبحث الطرفان العلاقات الثنائيّة بين البلدين، وسُبُل تعزيز بما يخدم مصلحة الشعبين الصديقين. الجعفريّ أوضح: أنَّ العراقيِّين في معركتهم ضدَّ عصابات داعش الإرهابيّة يُدافِعون عن أنفسهم، ويُدافِعون عن كلِّ العالم؛ مُبيِّناً أنَّ: كلّ دول العالم مُعرَّضة للإرهاب، مُثمِّناً موقف هنغاريا في دعم العراق، ودعا معاليه إلى ضرورة إبرام الاتفاقات بين البلدين على الصعيد الاقتصاديِّ، ومصادر الطاقة، والاستثمار، والإفادة من التطوُّر الذي أحدثته هنغاريا في إعمار المُدُن، وتحريك مسألة التوأمة بين المُدُن الهنغاريّة والمُدُن العراقيّة، وفي الوقت نفسه تحريك الجانب التجاريِّ، وإعادة الإعمار والبناء. من جهته السيِّد بيتر زيجارتو وزير خارجيّة هنغاريا أكَّد على أهمّيّة تضافر الجُهُود في مُواجَهة الإرهاب، مُعتبـِراً أنـَّه عدوّ مُشترَك للدول كافة، مُعلِناً استعداد بلاده للمُساهَمة في إعادة الإعمار بعد هزيمة داعش من الأرض العراقيّة، وتوقيع اتفاقيّة الشراكة الاقتصاديّة، مُعبِّراً عن تطلـُّع بلاده لأن يكون شريكاً مُستقبَليّاً في شراكة الطاقة الاستراتيجيّة مع أوروبا. وعلى هامش اللقاء أدلى الدكتور الجعفريّ ونظيره الهنغاريّ بتصريحات صحافيّة إليكم نصّها: الدكتور إبراهيم الجعفريّ: بسم الله الرحمن الرحيم نـُرحِّب بكم جميعاً بعد تقديم الترحاب والشكر إلى السيِّد وزير خارجيّة هنغاريا السيِّد بيتر لزيارته العراق. جرى الحديث بيننا وبين الوزير عن عمق العلاقة الهنغاريّة-العراقيّة، وضرورة إبرام الاتفاقات بيننا سواء كان على الصعيد الاقتصاديِّ، ومصادر الطاقة، والاستثمار، أم الإفادة من التطوُّر الذي أحدثته هنغاريا في إعمار المُدُن، وتحريك مسألة التوأمة بين المُدُن الهنغاريّة والمُدُن العراقيّة، وفي الوقت نفسه تحريك الجانب التجاريِّ، وإعادة الإعمار والبناء. استمعنا من طرفهم إلى دعم حقيقيٍّ للعراق على الجانب الأمنيِّ خُصُوصاً أنـَّهم شاركوا في مُساعَدة العراق بالوقوف ضدّ داعش، والتأكيد على السيادة العراقيّة، ووحدة العراق في وقت نسمع من هنا وهناك مَن يتحدَّث، أو يُحدِّث نفسه من بعض الشخصيّات السياسيّة، ويُراهِنون على تقسيم العراق، وتجزئته، وتقطيعه؛ لذا ثمَّنا بدرجة عالية موقف هنغاريا من العراق، ونأمل أن تضطَرد هذه العلاقات، وتنعكس على شكل مزيج من العلاقات بيننا وبينهم. مرّة أخرى نـُرحِّب بالسيِّد بيتر وزير خارجيّة هنغاريا في بلده الثاني العراق. وزير خارجيّة هنغاريا: معالي الوزير شكراً جزيلاً لكم لاستضافتي هنا والوفد المُرافِق لي في بغداد. إنَّ أهمَّ سبب وراء قــُدُومي إلى هنا اليوم هو إنَّ بلدينا تـُواجهان تحدِّياً كبيراً، ويجب أن نقف معاً لمُواجَهة هذه التحدِّي. نحن نـُواجه منظمة إرهابيّة مُتوحِّشة شنـَّت هَجَمات ليس فقط على العراق، ولكن على الحضارة الإنسانيّة أجمعها، ويجب أن نـُقاتِل ضدَّ داعش معاً؛ لذا قرَّرت هنغاريا إرسال قوة قوامها 150 شخصاً للمُساهَمة في إنجاح الحرب ضدَّ داعش، ونحن أوَّل بلد أوروبيّ من وسط أوروبا يقوم بإرسال قوة عسكريّة إلى أربيل تقوم بمَهمّة حماية أمن نشاطات التدريب التي تجري هناك. نحن لا نـُريد هزيمة داعش، بل أن نكون مُستعِدِّين لمرحلة إعادة الإعمار لاحقاً؛ لذا أكّدتُ لمعالي الوزير استعداد الشركات الهنغاريّة للمُساهَمة في إعادة إعمار المُدُن العراقيّة بعد هزيمة داعش. ونحن على أتمِّ الاستعداد لتوقيع اتفاقيّة الشراكة الاقتصاديّة، واتفاقيّة إلغاء الازدواج الضريبيِّ في نهاية العام الجاري، وأخيراً نتطلع للعراق من وجهة نظر أوروبيّة بأن يكون شريكاً مُستقبَليّاً مُحتمَلاً في شراكة الطاقة الاستراتيجيّة مع أوروبا؛ لذا قرَّرت الحكومة الهنغارية المُصادَقة على اتفاقيّة شراكة الطاقة المُوقـَّعة بين العراق والاتحاد الأوروبيّ. شكراً جزيلاً معالي الوزير.
وزير خارجيّة هنغاريا: بوصفنا مُجتمَعاً يُؤمِن بمنظومة من القِيَم فعلينا التزامات، وعندما يتعرَّض بلد لهُجُوم، أو تهديد ما يجب علينا أن نـُساهِم في حماية هذا القِيَم، وهذه المُجتمَعات؛ لذا قرَّر البرلمان لصالح إرسال القوات إلى العراق. في البداية أرسلنا 224 طناً من الذخيرة إلى حكومة إقليم كردستان، كما قـُمنا بتأمين المُساعَدات الإنسانيّة للنازحين. وهذا الصباح عقدتُ اجتماعاً مع وزير الدفاع، وأبلغني باحتياجات وطلبات إضافية للعراق، وأخبرني بأنَّ الحكومة العراقية ستـُشارِك الحكومة الهنغاريّة بهذه المُتطلـَّبات قريباً، وسنقوم بالنظر بما نـُقدِّمه؛ من أجل إنجاح الحرب ضدَّ داعش، وهزيمتها. الدكتور إبراهيم الجعفريّ: أعتقد أنـَّنا كنا في بداية الرحلة التي كانت محطتها الأولى نيويورك -بتقديري- مُستبشِرين خيراً، ومازلنا نستبشر، لكنَّ حجم الدعم، والتظاهرة الإعلاميّة، والسياسيّة التي بدأت مسيرتها في الشهر التاسع من العام الماضي كنا نتوقع منها أكثر ممّا حصل. لا أريد أن أوهِّن من حجم الدعم المعنويِّ، والسياسيِّ، والإعلاميِّ، وكذا الماليّ، والعسكريّ، ولكن إذا أردنا أن نعقد مُقارَنة بين حاجة العراق للدعم على هذه الصُعُد، وبين ما قدَّمته الدول فهو أقلُّ ممّا كنا نطمح؛ حتى أكون صريحاً معكم، وأسجِّلها للتاريخ. إذا أردتُ أن أذكر بما حصل لألمانيا في الحرب العالميّة الثانية، وكيف انبرى مشروع مارشال لمُساعَدة ألمانيا رغم أنها كانت طرفاً تسبَّب في الحرب العالميّة الثانية التي قضت على أكثر من 50 مليون ضحيّة، ولكنـَّهم تعاملوا معها بعقلانيّة، وأعادوا بناء المُدُن التي تضرَّرت في ألمانيا، وصرفوا مليارات الدولارات من أجل إعادتها -وهو الصحيح- العراق لم يعتدِ على أحد، ولم يتسبَّب بالاعتداء على أحد، وتعرَّض لحرب غير مشروعة البداية، ولكنها مشروعة الدفاع. الذي بدأ بالاعتداء علينا لا يملك مشروعيّة إنما مُجرَّد نزوة، وتدخـَّل، ومسَّ بالسيادة. والعراقيِّون يُدافِعون عن أنفسهم، ويُدافِعون عن كلِّ العالم. كلُّ دول العالم مُعرَّضة لتدخـُّل الإرهاب؛ لذا ينبغي أن تضع دول العالم هذه الحقيقة ماثلة أمام أعينها؛ لأنَّ البلد الذي يتعرَّض لضرر، ويتعرَّض لحرب ستقف دول العالم إلى جانبه؛ لذا كان خطابنا الأوَّل في نيويورك قد قسَّم المُساعَدات المطلوبة على ثلاثة أقسام، أولاً: الدعم الأمنيّ باعتباره قضيّة طارئة، ثانياً: الدعم الخدميّ والإنسانيّ، وثالثاً: إعادة البناء. نحن الآن نـُذكِّر دول العالم بأن يفي بالتزاماته، ونعتقد أنـَّه يجب أن نعمل من أجل تطبيقه، وإسناد الدول التي تتعرَّض لما تعرَّض له العراق.
الدكتور إبراهيم الجعفريّ: نحن نتمتـَّع بالسيادة الكاملة، ومعنى السيادة أنـَّنا لا نسمح بأيِّ اختراق سياديٍّ للعراق من أيّة دولة من دول العالم مهما كانت. العراق للعراقيِّين، والعراقيّون هم مَن يُقرِّرون ما يقبلون، وما يرفضون. وحدة السيادة هدف استراتيجيّ اتفقت عليه المُجتمَعات العراقيّة في سلسلة الانتخابات التي حصلت، وتحوَّلت إلى ثقافة مُجتمَعيّة يُحِسُّ الكرديُّ، والعربيّ سُنـّيّاً كان أم شيعيّاً، أم تركمانيّاً وكذا أبناء الديانات أنهم ينتمون إلى عراق واحد، ويجب الحفاظ على هذه الأمانة وإلا تلحقهم لعنة التاريخ، وأكثر من لعنة التاريخ هي لعنة الله. لا نتقبَّل أن يتعرَّض العراق لحالة من التجزئة، والتشظي. ما يتعلق بالحشد الشعبيِّ أنا أعتقد أنَّ الحشد الشعبيَّ هو مُقاوَمة مُسلـَّحة تعمل تحت عنوان القوات المُسلـَّحة العراقيّة، وقد سجَّلت أروع أنواع البطولة، والاستبسال، ويجب أن نذكرها بكلِّ احترام وتقدير؛ لأنها حضرت في الشارع العراقيِّ، وردَّت غائلة الاعتداء الذي تعرَّضت له المُدُن الأخرى بعدما انفرطت قضيّة الموصل، وكان العالم ذاك الوقت سادراً في نوم عميق، وبعد ذلك صار لقاء نيويورك وما شاكل ذلك. الحشد الشعبيّ سجَّل سبقاً مُبكـِّراً، وتضحية على مُستوى عالٍ جدّاً، وهم يُقاتِلون تحت لواء القوات المُسلـَّحة العراقيّة، وجاؤوا استجابة لنداء المرجعيّة الدينيّة عندما أصدر السيِّد السيستانيّ -حفظه الله- نداءه. أمَّا عن تسليح الجيش العراقيِّ فهو يُدير حواراً مع الدول التي يُمكِن أن تـُموِّله بالسلاح المطلوب لكلِّ معركة. يُوجَد نوع من أنواع السلاح. وما طلبناه في نيويورك هو الدعم الجوّيّ؛ لأنَّ المعركة غير مُتكافِئة، والطرف المُقابـِل يُمارِس أبشع الجرائم؛ إذ إنه يعتمد على أسلوب تفخيخ الحاملات المُختلِفة بأوزان ثقيلة من الموادِّ المُتفجِّرة؛ فتحتاج إلى غطاء جوّيّ، وفي الوقت نفسه لا نـُريد أن يتحوَّل هذا الدعم إلى قوة برّيّة مُستقِرّة على العراق، نعم.. قبـِلنا بمبدأ الاستشارة، وانفتحنا على بقيّة الدول. هذه الوتيرة -في تقديري- مُتصاعِدة وإن كانت مع بعض الدول في بعض الأحيان مُتعثـِّرة، وليست بالمُستوى المطلوب، ولكن استجابت كثير من الدول مشكورة، ونأمل أن تفي الدول الأخرى بالتزاماتها، وترتقي إلى مُستوى الحاجة الحقيقيّة خُصُوصاً أنَّ العراق يُقاتِل على جبهتين: جبهة الأصالة عن نفسه، وجبهة النيابة عن دول العالم.
وزير خارجيّة هنغاريا: قرار البرلمان ينصُّ على إمكانيّة إرسال قوة لا يزيد عددها عن 150 عنصراً إلى العراق، وينصُّ الاتفاق مع التحالف الدوليِّ على أن تقوم هذه القوة بمَهمّة حماية، وتوفير الأمن لنشاطات التدريب الجارية في مدينة أربيل وتحديداً في مطار أربيل الدوليِّ، وسوف تتحرَّك هذه القوة فقط أينما تتحرَّك مجموعة المُدرِّبين، وسوف تصل أوَّل قوة في نهاية الشهر الخامس، ويكتمل عدد قوة العسكريّة لهذه الوحدة في نهاية شهر آب كأقصى تقدير.
وزير خارجيّة هنغاريا: سنحت لي الفرصة أن أرى أجزاءً من بغداد عندما تنقـَّلنا من مكان إلى أخر، وعقدتُ أربعة اجتماعات قبل لقائي بمعالي الوزير، فالتقيتُ برئيس الجمهوريّة، ونائب رئيس الوزراء، ووزيرَي الدفاع، والسياحة. كان لديَّ فرصة النظر من نافذة السيارة، ولم أرَ شيئاً جديداً أو غير مُتوقـَّع، وأخبرتُ معالي الوزير أننا نحترم كثيراً إنجازات الشعب العراقيِّ، ونتمتع بأشياء مُشترَكة فيما يخصُّ تاريخ البلدين؛ إذ إنَّ كلتا أمّتينا قرَّرتا القتال من أجل الحفاظ، والحُصُول على استقلالها، ومن أجل التحرُّر من سطوة الدكتاتوريّة؛ ولأننا أمّة مُقاتِلين من أجل الحُرّيّة نحترم كثيراً الأمم والشُعُوب الأخرى التي تـُقاتِل من أجل حُرّيّتها، واستقلالها، وأعلم أنَّ بلدي تعرَّض لهُجُوم مُستمِرّ من قِبَل الصحافة؛ لذا أميِّز بشكل واضح بين ما أسمعه وبين ما تراه عيني؛ ولكي أوجز ما تكلمت به بجُمَل قليلة: على العراق أن يُعوِّل دائماً على تضامُن هنغاريا، ودعمها فيما يخصُّ وحدة العراق، وسلامة أراضيه. الدكتور إبراهيم الجعفريّ: أولاً: إنَّ أصل العلاقة مع دول العالم بالنسبة لنا ثابت استراتيجيّ دبلوماسيّ لا نحيد عنه؛ لأنـَّنا نعيش في عالم أبرز سماته إنـَّه عالم الاتصالات، وعالم التلاقي، والحوار المُباشِر، وتوضيح المواقف، واستيضاح المواقف من الدول الأخرى. فلا ينبغي أن نتأخـَّر عن هذا الركب المُتقدِّم، والمُتطوِّر. ثانياً: حصل العراق على دعم سياسيٍّ جيِّد في كلِّ المنابر الدوليّة سواء في مجلس الأمن، والأمم المُتحِدة، وجامعة الدول العربيّة، والتضامُن الإسلاميّ، أم في المناطق التي حضرنا فيها، إضافة إلى الحوارات المُباشِرة مع الزُوّار الذين قدِموا إلى العراق، أم زيارتنا عواصم العالم. كانت حِصّة إبراز حقائق ما يجري على الأرض وافرة؛ لذ نعتبره مكسباً أساسيّاً خـُصُوصاً أنَّ هناك بعض التشويه الإعلاميِّ الذي لا يصبُّ في الصالح العراقيّ. ثالثاً: أصدر مجلس الأمن قرارات للصالح العراقيِّ، وأدان الإرهاب، وفي الوقت نفسه شكَّل العراقيّ بحركته في كلِّ دول العالم المُعادِل الإسلاميَّ الذي يُبرز الوجه الإسلاميَّ المُشرِق مُقابل حركات تقتل، وتنهب، وتحرق الأحياء باسم الإسلام، وهي: داعش؛ فكان منبر الأمم المُتحِدة عابقاً بهذا الفهم، وكان يُقيِّم ما يحصل في العراق بأنـَّه لا يُمثـِّل الإسلام. ولعل السيِّد بيتر ذكر قبل قليل في الاجتماع وقال: هذا لا يمِتُّ إلى الإسلام بصلة، وهذا لم يأتِ بخطاب تليفونيّ إنما جاء من خلال نقل الصُوَر الحقيقيّة في العراق من خلال الحوارات المُباشِرة في كلِّ المُنتديات التي حضرنا فيها، ورددنا على كلِّ الشبهات الأخرى التي تـُصوِّر العراق وكأنه مُقدِم على حرب طائفيّة، أو حرب عنصريّة قوميّة. تبدَّدت هذه الشبهات من خلال الحُضُور المُتواصِل مع هذه الدول، إضافة إلى ذلك هناك دعم إنسانيٌّ وصل إلى العراق من كثير من دول العالم، ودعم عسكريّ حصلنا عليه سواء كان الدعم الجوّيّ، أم بعض المعلومات الاستخباريّة، أم حتى بعض الدورات، والتدريب وأمور أخرى تخصُّ الجانب العسكريَّ.. كلُّ هذه تدخل في جانب تقوية العراق، ولم تتأتَّ إلا من خلال الحُضُور الفاعل، والمُستمِرّ، واليوميّ، ويتجدَّد بشكل مُستمِرّ. أعتقد أنـَّنا استطعنا من خلال هذا التحرُّك أن نـُحقـِّق شيئاً ليس قليلاً، ونأمل أن نستمرَّ في تحقيق الأمور المُتبقـِّية الأخرى. العودة إلى صفحة الأخبار |
|