|
لقاء التلفزيون الحكوميّ البيلاروسيّ القناة الأولى بالدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقيّة 10/4/2015
الاخبار | 17-04-2015
الدكتور إبراهيم الجعفريّ: أوجِّه التحيّة إلى الشعب البيلاروسيِّ جميعاً. العراق فيه زوايا مُتعدِّدة كلـّها مُشرِقة، وجاذبة. يُذكَر العراق بحضارته؛ لأنَّ حضارة العالم كلـَّها بدأت من العراق، ويُذكَر النفط باعتباره العصب الاقتصاديَّ لكلِّ أنواع المُنتجات، لكنَّ هذا لا يمنع من أن نتحدَّث عن شُؤُون اقتصاديّة أخرى، وعن الخدمات، والصِحّة، والصناعات بخاصّةٍ أنَّ بيلاروسيا فيها بوَّابات اقتصاديّة مُتعدِّدة فمن الطبيعيِّ أن ندخلها بعناوينها الاقتصاديّة.
الدكتور إبراهيم الجعفريّ: العلاقات العراقيّة-البيلاروسيّة قابلة لأن تتحرَّك على أكثر من صعيد. وفي هذه الزيارة فـُتِحت كلُّ الملفات، وتعاطينا كلَّ ملفٍّ بما يستحقه، واحتلَّ الملفُّ الاقتصاديُّ حجماً كبيراً يتناسب مع أهمّيّة الاقتصاد؛ لخدمة الدولتين في مجالات الصناعة، والزراعة، والتجارة. زرتُ معمل لصناعة الجرّارات البيلاروسيّة، وأُعجـِبتُ به، ويُمكِن أن يُساهِم في تطوير الزراعة في العراق، كما تحدَّثنا عن الجانب الأمنيِّ، وهناك مجال للتعاون بطائرات السوخوي، أو مثلاً: هناك فرصة لتدريب الشرطة العراقيّة في بيلاروسيا، وتحدَّثنا في مجال العليم العالي والبحث العلميّ -هناك ثلاث عشر جامعة بيلاروسيّة مُعترَف بها في العراق ورُبّما قد يُعترَف بثلاث جامعات إضافيّة فتصبح ست عشرة جامعة-، وتحدَّثنا في المجال الصِحّيِّ وإمكانيّة تقديم الخدمات الصِحّيّة، والإفادة من الخبرات البيلاروسيّة في المجال الطبيِّ سواء كان بالأجهزة، أم الخدمات، نعم.. كلُّ هذه ستـُفعَّل مع الوزراء أصحاب الاختصاص من كلا الطرفين خُصُوصاً أنـَّنا ننتظر الجلسة السابعة للجنة المُشترَكة التي من شأنها أن تـُفعِّل هذه الاتفاقات.
الدكتور إبراهيم الجعفريّ: بكلِّ تأكيد المنطقة التي أجهزت عليها داعش، وعاثت بها الفساد، والخراب -ولاتزال الموصل تحت قبضة الإرهاب الداعشيّ، وبعض المناطق امتدَّت إليها داعش-، وفي الأشهُر الأخيرة بدأت تتراجع بشكل واضح، وتـُهزَم مقابل الانتصارات الباهرة التي حقـَّقتها القوات المُسلـَّحة العراقيّة. أمّا المحافظات الأخرى فهي آمنة سواء كانت في الوسط، أم الجنوب، أم في الشمال. المنطقة الغربيّة تحرَّرت بفعل القوات المُسلـَّحة العراقية، والعشائر التي تسكن هذه المنطقة، واستطاعوا أن يتخلـَّصوا من شُرُور داعش. ننتظر الفرحة الكبرى في تطهير مدينة الموصل من دنس داعش.
الدكتور إبراهيم الجعفريّ: بدأت داعش في البداية تـُخرِّب هذه الآثار، وتقتل الإنسان العراقيَّ، وتشيع ثقافة القتل، ولكنها الآن تتراجع بشكل حادّ. علّمتنا دُرُوس التاريخ أنَّ بعض الدول عندما تتعرَّض لمشاكل قد تخسر، ولكن فيما بعد تكسب الجولة. ولعلَّ ما حصل في مينسك في بيلاروسيا أنها خسرت ثلث سكانها في الحرب العالميّة الثانية، ولكنها انتصرت فيما بعد.
الدكتور إبراهيم الجعفريّ: أولاً داعش ليست دولة إسلاميّة. الإسلام منها براء. في تاريخ أوروبا كانت الدول تتحارب باسم الكاثوليكيّة. هتلر، وموسوليني وأطراف أخرى، ومنهم: تشرشل، وديكول، وروزفلت، وترومن كانوا يـُدافِعون عن أوروبا، وانتهوا، لكنَّ الكاثوليكيّة بقيت، والمُجتمَعات الكاثوليكيّة بقيت. داعش يُقاتِلون باسم الإسلام والإسلام منهم براء. يقتلون المُسلِمين باسم الإسلام، ويقتلون أبناء الديانات الأخرى كاليزيديّة والمسيحيِّين وهم جزء من العراق، ومن تاريخ العراق، ومن حاضر العراق، ويحبّون العراق، ويتعايشون مع أبناء العراق من المُسلِمين. داعش ظاهرة شاذة طرأت على المُجتمَع العراقيِّ. والعراق ليس أوَّل بلد، بل كان قبله في الشام، وفي بلدان أخرى، وسيُهاجرون إلى بلدان أخرى. العراق تحرَّك ضدَّهم حركة مُتوازية بين العمل السياسيِّ القويِّ، ومُستوى الخدمات، وحلِّ مشاكل الناس، والأداء الأمنيِّ للقوات العراقيّة المُسلَّحة.
الدكتور إبراهيم الجعفريّ: مثلما العراق قويّ بحضارته، وتاريخه ستعود إليه قوّته قريباً، وهو الآن قويٌّ وأن وُجدت فيه بعض المشاكل. كلُّ دول العالم تعرَّضت لمشاكل، وتحدِّيات خـُصُوصاً في مرحلة التحوُّل. تحوَّلت بريطانيا في الثورة الكبرى إلى حرب أهليّة، ونحن لا تـُوجَد لدينا حرب أهليّة، وكذا الثورة الفرنسيّة، والثورة الأميركيّة، والثورة الصينيّة، والثورة الروسيّة تعرَّضت لمشاكل كثيرة، وكذا كلُّ دول العالم تعرَّضت لمشاكل، وحُرُوب في التحوُّلات. العراق بلد عريق، ويستطيع أن يبثَّ ثقافة التعايش، والانسجام بين مُكوِّناته.
الدكتور إبراهيم الجعفريّ: السياحة عصب اقتصاديّ مُهـِمٌّ جدّاً. والسائح عندما يأتي إلى بلد ما سينقل معه ثقافة، ويأخذ من ثقافة البلد الذي يأتي إليه. أنا أبارك للسُيّاح الذين يأتون من مُختلِف مناطق العالم بما فيهم الخليج أن يأتوا إلى هنا لأسباب السياحة، وأتطلـَّع أن يأتي العراقيّون للسياحة، والاطلاع على حاضركم، وتاريخكم، وعلى التقدُّم الموجود في بيلاروسيا.
العودة إلى صفحة الأخبار |
|