|
الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقيّة يلتقي نظيره الروسيَّ سيرغي لافروف في موسكو
الاخبار | 19-03-2015
التقى الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقيّة نظيره الروسيَّ سيرغي لافروف، وبحث الجانبان تطوُّرات الوضع السياسيَّ في العراق. وأوضح الجعفريّ: أنَّ هناك تقدُّماً في العمليّة السياسيّة بالعراق. وعلى الصعيد الأمني أكـَّد معاليه أنَّ القوات المُسلـَّحة العراقيّة، وقوّات الحشد الشعبيِّ تـُحرز تقدُّماً كبيراً على المُستوى الميدانيِّ، يقابله خسائر وانتكاسات تتعرَّض لها عصابات داعش الإرهابيّة. الجعفريّ كشف عن عزم الحكومة العراقيّة على تعزيز العلاقات العراقيّة- الروسيّة، والارتقاء بها؛ بما يخدم مصلحة الشعبين الصديقين، مُشيداً بما قدَّمه الجانب الروسيُّ من دعم، ومُساعَدة إلى العراق في حربه ضدَّ تنظيمات داعش الإرهابيّة. من جانبه السيِّد لافروف أكـَّد تضامُن روسيا مع العراق في مُكافـَحة الإرهاب، والاستمرار في تقديم المُساعَدات اللازمة، مُشدِّداً على ضرورة الحفاظ على وحدة العراق، وسلامة أراضيه. وعقب اللقاء أدلى الوزيران بتصريحات صحفيّة أمام وسائل الإعلام إليكم نصَّها: المُؤتمَر الصحفيّ لوزير الخارجيّة الروسيّ سيرغي لافروف، ووزير الخارجيّة العراقيّة الدكتور إبراهيم الجعفريّ في موسكو 19/3/2015
لافروف: أولينا اهتماماً للتعامُل الثنائيِّ بين البلدين، وأشرنا إلى الديناميكيّة الإيجابيّة في التعامُل التجاريِّ، والاقتصاديِّ، وأهمّيّة التعامُل الثنائيِّ في مجال الطاقة، والتعامُل العسكريِّ الفنيِّ، والنقل، وغيرها من المجالات. تعمل في العراق الكثير من الشركات الروسيّة في مجال النفط بما في ذلك (لوك اويل وغازبروم)، وغيرهما من الشركات التي تـُساهِم في قسط كبير في دُخُول الميزانيّة العراقيّة. وصل حجم التبادُل التجاريِّ بين بلدينا زُهاء مليارَي دولار أميركيّ، ولدينا احتياطات لدفع علاقاتنا قـُدُما، ونتطلـَّع إلى وزير الخارجيّة العراقيّ أن يلتقي غداً نائبَ رئيس الوزراء الروسيِّ، ورئيس الجانب الروسيّ للجنة الحكوميّة المُشترَكة، ومن خلال هذا اللقاء سيتمكـَّنان من البحث في الخطوات اللازم تبنـِّيها لدفع علاقاتنا الثنائيّة إلى الأمام. تجمع بين بلدينا العلاقات الوثيقة في المجال الثقافيِّ، والإنسانيِّ، ونـُشير إلى أنَّ الجانب العراقيَّ استعمل جميع المِنـَح الدراسيّة المطروحة من قِبَل الجانب الروسيِّ، إضافة إلى ذلك أنـّه منذ عام 2012 أظهرت التجربة فعاليّتها في قبول الطلاب العراقيِّين في الأكاديميّة الدبلوماسيّة لوزارة الخارجيّة في روسيا الاتحاديّة على أساس سَنَويّ، وأنَّ وزير الخارجيّة العراقيّ سيحضر في الأكاديميّة الدبلوماسيّة، ويُلقي خطاباً هناك، كما تفضَّل معالي الوزير بتحليل الوضع في العراق، ونحن أشرنا ألى أنـَّنا مُتضامِنون مع العراقيِّين في مكافحتهم للإرهاب في بلادهم، ونـُقدِّم في هذا الغرض المُساعَدات اللازمة، وكلّ ما من شأنه مُساعَدة العراقيِّين في التسوية النهائيّة، ووضع حدٍّ للإرهابيِّين، والحفاظ على وحدة العراق، وسلامة أراضيها، وكذلك أشرنا إلى ضرورة احترام، وعدم التدخل في الشؤون العراقيّة الداخليّة، كما شجَّعنا على الجُهُود البنـَّاءة من قِبَل الجانب العراقيِّ للدفع بعمليّة الحوار الوطنيِّ الشامل. أشار معالي الوزير، ونحن نـُوافِق على ذلك إلى أنه من الأغراض الأهمِّ الآن هو مكافحة الإرهاب، وأعتقد أنَّ هذا الغرض مُهـِمٌّ لنا، وكذلك الأصدقاء. تبادلنا وجهات النظر حول سورية، واليمن، وفي هذا الإطار اتفقنا على أنـَّه لتحقيق استقرار الوضع في هاتين الدولتين لابدَّ من إنشاء أساس قويٍّ لاستقرار النظام، ووضع الحلِّ في هاتين الدولتين، كما عبَّرنا عن القلق تجاه القضيّة الإسرائيليّة-الفلسطينيّة، ومن المُهـِمِّ التفاوُض، وعدم إفشالها، كما ناقشنا الوضع حول الملفِّ النوويِّ الإيرانيِّ، وعبَّرنا عن رأينا المُشترَك، ونحن مُهتمّون بإنجاح هذه العمليّة، وإتمامها في الفترة المُتفـَق عليها سابقاً، وأشرنا إلى ضرورة المُشارَكة الفعّالة لإيران في تسوية مُختلِف القضايا الإقليميّة. أنا على يقين أن مُفاوَضاتنا اليوم ستـُساهِم في ترسيخ الكثير من المشاريع في علاقاتنا الثنائيّة؛ لما فيه مصلحة شعبينا .
الدكتور الجعفريّ: شكراً جزيلاً سيِّد لافروف. أنا أؤكـِّد أنَّ جوَّ اللقاء كان مُنسجـِماً، وسادته الثقة، والمودّة، وناقشنا عِدّة ملفات على أكثر من صعيد، منها المحليّ، والإقليميّ، وكذلك الصعيد الدولي. على مُستوى الوضع الداخليِّ كان لابدَّ أن نـُعرِّف بحقيقة ما يجري في الساحة العراقيّة، فتناولتُ الموضوع من زاويتين من زاوية سياسيّة، وكذلك من الزاوية الأمنيّة على ضوء آخر التطوُّرات. القوات المُسلـَّحة العراقيّة، ومعها الحشد الشعبيّ، والبيشمركة، والعشائر العراقيّة كلها تضافرت جُهُودها؛ لمُواجَهة داعش، وإدارة عمليّة المُواجَهة على الأرض العراقيّة حصراً بيد القوات المُسلـَّحة العراقيّة، ولم تتدخـَّل أيُّ قوة أجنبيّة من خارج العراق. على الصعيد السياسيِّ: العمليّة السياسيّة تتقدَّم نحو الأفضل، والحكومة تجتمع بكامل وزرائها، ولا تـُعاني من شواغر في الوزارات، كما كانت سابقاً، وفي الوقت نفسه تقلـَّصت الفجوة إلى حدٍّ كبير بين الحكومة الاتحاديّة في بغداد وبين الحكومة المحليّة في أربيل، وهناك تنسيق على مُستوى عالٍ انعكس على الإنتاج النفطيِّ، وهذان الأمران انعكسا بشكل مُباشِر على المُستوى العسكريِّ، والأمنيِّ؛ وهو سبب التقدُّم الواضح في العمليّات الأمنيّة، وتراجُع الإرهاب وداعش إلى الخلف؛ بشكل أثار إعجاب العالم الذي يُراقِب ما يحصل في الساحة العراقيّة. أكـَّدنا مع السيّد الوزير لافروف على ضرورة التعاون الثنائيِّ، وكلِّ ما يخدم البلدين في المجالات كافة بخاصّةٍ أنَّ هناك آفاقاً للتعاون سابقة سواء كان في الجانب النفطيِّ، أم الجانب التجاريِّ، أم الجانب الأمنيِّ، وكذلك المِنـَح التي قدَّمتها روسيا مشكورةً لدعم الدورات الأكاديميّة، أو الطلاب. كلُّ هذه النقاط جرت مُناقشتها بشكل جيِّد. ومن الطبيعيِّ أن يحظى الملفُّ النفطيُّ بحِصّة من الوقت؛ لأنـَّه مع خسارة العراق، وكذلك روسيا، وكلِّ دول العالم؛ بسبب الانخفاض الحادِّ في أسعار النفط، وليس هناك من مُعادِل لهذه الخسارة إلا زيادة الإنتاج النفطيِّ؛ لذا فإنَّ تضاعُف إنتاج الشركات النفطيّة من شأنه أن يُعدِّل من خسارة العراق التي تسبَّبت بعاملين، العامل الأوَّل: انخفاض الأسعار، والعامل الثاني: تقلـُّص حجم التجارة النفطيّة، أو تصدير النفط إلى الخارج. لم يكن هناك أيُّ خلاف حول آليّات حلِّ المشاكل في المنطقة سواءً كانت في سورية أم اليمن، أم أيّ منطقة أخرى، وأكـَّدنا على اعتماد الحُلول السلميّة السياسيّة؛ لتجنيب المنطقة مغبّة الحرب، والاقتراب من الحرب الأهليّة. مرّة أخرى أكرِّر شكري للسيِّد سيرغي لافروف على دعوته، وعلى تفاعُله، ومن خلاله أوجِّه إلى الحكومة، والشعب الروسيِّ تفاعُل، وإسناد العراق حكومة ًوشعباً. أخيراً قرأت كثيراً عن روسيا، عن تاريخها، وعن حاضرها، وعن تطوُّراتها، لكني اليوم أزور روسيا أوَّل مرّة. والقراءة مهما كانت مُفصَّلة لا تـُغني، ولا تـُعوِّض عن الرؤية العينيّة، فكنتُ سعيداً أن أرى موسكو، وقد وجدتـُها مدينة مُبتسِمة، وأتمنـَّى لها كلَّ الخير .
الدكتور الجعفريّ: عندما أقيِّم كلَّ مُباحَثاتنا من خلال حجم التوافق بين أطراف الحوار أجد أنـَّه يبعث على الأمل، والتفاؤل؛ لأني لم أجد تقاطعات حادّة، أو بُعداً في الفهم. كان الفهم مُتطابـِقاً. وهذه نقطة إيجابيّة، وكان تحليل الأحداث مُتقارِباً إلى حدٍّ كبير. أمّا عن استعداد روسيا لإسناد العراق، والاستمرار فيه، والإصرار على مُواجَهة داعش، وتقديم المعونات الأمنيّة وغيرها تجعلني أقول ومن دون تردُّد: إنَّ المُباحَثات كانت ناجحة جدّاً. لافروف: نحن نبذل قصارى جهدنا لمُساعَدة العراق في مكافحة التحدِّي الناجم عمّا يُسمّى داعش. وفيما يتعلق بالتحالف تحت القيادة الأميركيّة في العراق لمُحارَبة داعش فلابدَّ من الإشارة إلى أنـَّها تـُنفـِّذ عمليّاتها تحت ترخيص ومُوافـَقة كاملة من قِبَل السلطات العراقيّة، ولكن -للأسف الشديد- لا تـُوجَد هناك أيُّ قاعدة قانونيّة لتنفيذ العمليّات نفسها في سورية، أمّا قادة التحالف فتبنـَّوا في عمليّة مكافحة الإرهاب موقفاً غير بنـّاء تجاه سورية؛ لأنه اتخذ قراراً بعدم التعامُل مع القوات المُسلـَّحة السوريّة، والحكومة السوريّة. وأكرِّر: أنا أعتقد أنَّ هذا الموقف غير بنـّاء تماماً. وتجدر الإشارة إلى أنه لما تمَّ التوصُّل إلى اتفاق حول نزع السلاح الكيمياويّ عن سورية لم يقـُل أحد شيئاً عن شرعيّة الحكومة السوريّة آنذاك، أمّا الآن فقد تغيَّرت الأمور. أعتقد أنَّ الإرهاب خطر، وتهديد أكثر من خطر الموادِّ السامّة، والكيميائيّة؛ لذا نحن مُستعِدّون للتعامُل مع شركائنا الغربيِّين فيما يخصُّ مُكافـَحة الإرهاب على قاعدة متينة من الشرعيّة الدوليّة، وكذلك على قاعدة من الهيئات الدوليّة بما في ذلك الأمم المُتحِدة؛ لذا طرحنا فقرة إجراء الاجتماع تحت رعاية الأمم المُتحِدة لتحليل جميع الأسئلة المُرتبـِطة بالإرهاب؛ لمُكافـَحة الإرهاب بصورة مُوحَّدة، وبالإجماع؛ ولكي نتجنـَّب الاستراتيجيّات، والتكتيكات ذات المعايير المُزدوَجة حين نـُحارِب الإرهابيِّين، كما نتعامل مع شركائنا لتحقيق المصالح الشخصيّة، ولكنَّ أهمَّ شيء في هذا الاتجاه هو أن نـُشدِّد على التعامُل العسكريِّ الفنيِّ مع الأصدقاء العراقيِّين، ونأمل بمُساهَمة فعّالة وحقيقيّة في مُحارَبة الإرهاب على أرض الواقع كما تفضَّل معالي الوزير.
الدكتور الجعفريّ: منذ زمن ونحن نسمع كلاماً يُنسَب إلى قوات التحالف بأنها تدعم داعش، وتـُنزِل بعض المُؤَن جوّيّاً، ولدى مُراجَعة المصادر الموثوقة، وأصحاب القرار العسكريِّين وعلى رأسهم الأخ رئيس الوزراء باعتباره القائد العامّ للقوات المُسلـَّحة نفى أن يكون هناك أيُّ رقم يدلُّ على ذلك، فلا يُوجَد رقم حقيقيٌّ يُشير إلى هذا حتى نـُرتـِّب أثراً. الدول التي تـُسنِدنا، وتقف إلى جانبنا لم يثبت أنَّ لها دوراً مُزدوَجاً مُعاكِساً، وتـُسنِد داعش، ولكننا بكلِّ عزم، وشدّة لن نتهاون في أمن بلدنا، ولن نسمح بأن تكون هناك أيُّ يد تمتدُّ لمُساعَدة داعش على حساب أمننا، وعلى حساب سيادتنا، وعلى حساب مُواطِنينا. أؤكـِّد أنـَّنا لم نعثر على رقم يُشير إلى أنَّ هناك جهة ما مُرتبـِطة بالتحالف الدوليِّ على الأرض العراقية تـُنزِل مُساعَدات لداعش ضدَّ القوات المُسلـَّحة، أو ضدَّ المناطق العراقيّة الآمنة. العودة إلى صفحة الأخبار |
|