|
كلمة العراق التي ألقاها الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيَّة العراقـيَّة في المؤتمر الدوليِّ حول ضحايا العنف الدينيِّ، والعِرقيِّ الذي أقيمت أعماله في العاصمة الاسبانيَّة مدريد
الجعفريّ بالمؤتمر الدوليِّ حول ضحايا العنف الدينيِّ والعِرقيِّ في مدريد: أنتم مدعوون أكثر من أيِّ وقت آخر للوقوف إلى جانبنا بوجه الإرهاب وقفة شجاعة جريئة.. نحن لم نطلب أن يأتي أبناؤكم ليقاتلوا بدلاً عنا فأبناؤنا يدفعون الضريبة الكبرى في الحرب وهي الدم
الاخبار | 25-05-2017
أكـَّد الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيَّة العراقـيَّة أنَّ: العنف وإن كان ذا طابع دينيّ، لكنـَّه لا يمتُّ إلى الدين بصلة؛ لأنـَّه ما من دين يُبيح العنف، ويسمح بإلحاق الضرر بالإنسانيَّة، مُبيِّناً: نجدِّد التضامن ضدَّ الإرهاب الذي يعصف بدول المنطقة، ومنها: بلدي العراق الذي يمثل خط المُواجَهة الأوَّل ضدّ الإرهابيِّين الذين جاؤوا من أكثر من 100 دولة، بل وصلوا إلى 120 دولة كلهم اصطفوا في العراق، وحاولوا تدمير البنية الاجتماعيَّة، والعمرانيَّة للعراق، ووقف المُجتمَع العراقيّ صفاً واحداً بتنوُّعاته المختلفة في مُواجهته بمُسلميه سُنة وشيعة، ومسيحيين وإيزيديَّة وصابئة، والديانات والقوميَّات كافة التي تكوِّن المُجتمَع العراقيَّ منذ مئات السنين كلهم توحَّدوا لمُواجَهة الإرهاب دفاعاً عن أنفسهم، ونيابة عن العالم. موضحاً: لابُدَّ أن يشعر العالم أنَّ البلد الذي يتعرَّض للإرهاب لا يجد الإرهاب شعب ذلك البلد ضدَّه فقط، وإنما يجد كلَّ شُعُوب العالم تقف إلى جانب ذلك الشعب ضدَّه.. لو كنا وقفنا كلنا مع شعب فلسطين، ولو وقف العالم إلى جانب شعب العراق بهذه الطريقة لأخذ الإرهاب درساً بأنه لا يستطيع التجاوز على كرامة أيِّ شعب.. مبيناً: أنتم مدعوون الآن أكثر من أيِّ وقت آخر للوقوف إلى جانب العراق بوجه الإرهاب وقفة شجاعة جريئة. مشدداً: نحن لم نطلب أن يأتي أبناؤكم ليقاتلوا بدلاً عن أبنائنا، فأبناء العراق يدفعون الضريبة الكبرى في الحرب، وهي الدم، واليوم تشهد المحافظات التي تعرَّضت للإرهاب، وكانت الضحيَّة تشهد مُشارَكة، وسير أبناء محافظات التضحية مشياً إلى الأنبار، وصلاح الدين، والموصل ليُقاتلوا ذوداً عن كرامة هذه المحافظات.. الجميع يقاتلون عرباً، وكرداً، وتركماناً، ومُسلِمين وغير مُسلِمين، وسُنـَّة وشيعة، ومن الديانات الأخرى كافة يُقاتلون جميعاً ضدَّ الإرهاب. مُوضِحاً أهمَّ الإجراءات العاجلة التي اتخذتها الحكومة العراقـيَّة في التعامل مع الأزمة الحاليَّة للتخفيف من مُعاناة النازحين، وضحايا العنف العِرقيِّ، والدينيِّ الذي طال كلَّ مُكوِّنات شعب العراق بلا استثناء، ومنها: تمّ تشكيل اللجنة العليا لإغاثة، وإيواء النازحين الذين بلغت أعدادهم (4) ملايين نازح مُوزَّعين على محافظات العراق كافة التي قامت بإنشاء (60) ألف وحدة إيواء على شكل مُخيَّمات جاهزة لاستقبالهم، ورُصِدَت للجنة العليا ميزانيَّة خاصة تـُقدَّر بـ(500) مليون دينار؛ لغرض تقديم المساعدات الإنسانيَّة اللازمة بما فيها الغذاء، والدواء، والإسعافات الأوليَّة، وقامت اللجنة العليا بوضع خطة لاستيعاب الطلبة النازحين في المدارس، والجامعات الآمنة ضمن المناطق التي لجأوا إليها، كما قامت بإصدار بطاقات مصرفيَّة لأغلب الموظفين النازحين ليتمكنوا من تسلـُّم رواتبهم، مُشدِّداً: تسعى بلادي إلى صون التنوُّع، والتعدُّديَّة من خلال تحسين الظروف الأمنيَّة، والاقتصاديَّة، والمُشارَكة السياسيَّة، وتكافؤ الفرص للأقليّات في الدولة الوطنيّة، وإقامة العدل من خلال توثيق الجرائم، ومُقاضاة مرتكبيها، ودعم المحكمة الجنائيَّة الوطنيَّة فيما يخصّ الجرائم المرتكبة على خلفية عِرقـيَّة، أو دينيَّة، ومكافحة التعصُّب، والتطرُّف، والتمييز بكلِّ أشكاله، مُعرباً عن تقدير العراق لمواقف المُجتمَع الدوليِّ في توفير الدعم الإنسانيِّ، والاحتياجات الضروريَّة، والماسَّة كالغذاء، والمأوى للمحتاجين، والمساعدة في خلق الظروف التي تسمح بالعودة الطوعيَّة، والآمنة للأسر النازحة من المناطق التي كانت تحتلها داعش الإرهابيّ إلى المناطق المُحرَّرة. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها الدكتور الجعفريّ في المؤتمر الدوليِّ حول ضحايا العنف الدينيِّ، والعِرقيِّ الذي أقيمت أعماله في العاصمة الاسبانيَّة مدريد. ونوّه الدكتور الجعفريّ: أن العراق هو البلد الأكثر تأثـُّراً بالإرهاب حيث يحتلُّ المرتبة الأولى، وعلى الرغم من ذلك يُواصل العراقيون بفصائل قواتهم المسلحة كافة من جيش، وشرطة، وحشد شعبيّ، وعشائريّ، وبيشمركة تضحياتهم لتحرير كامل أراضيهم من قبضة إرهابيِّي داعش، داعياً المُجتمَع إلى دعم النازحين في العودة إلى مناطق سكناهم من خلال توفير المستلزمات الأساسيَّة للبنى التحتية، وإعادة إعمار مُدُنهم، وتعاون المنظمات الدوليَّة لهذا الهدف ضمن الدولة الوطنيَّة، وبالتعاون مع الحكومات المحليَّة، وتشجيع الأمم المتحدة، والمُجتمَع الدوليّ للأقليات بعدم ترك بلدانهم، ومساعدة الدول الوطنيَّة في إيجاد الفرص اللازمة للاستقرار، وإعادة الإعمار، مُضيفاً: المساعدة في إنشاء مراكز مُتخصِّصة لعلاج الجرحى، والمرضى، إضافة إلى مراكز مُتخصِّصة للعلاج النفسيِّ للأشخاص الذين عانوا من العنف، والإرهاب، وتعزيز التعاون بين المنظمات الدوليَّة، والحكومات المحليَّة لإقامة المشاريع الصغيرة والمُتوسِّطة، وتوفير التدريب، وبناء القدرات لإعادة تأهيل ضحايا العنف لسوق العمل في القطاع الخاصّ. وختم كلمته بالقول: معركتنا ضدّ الإرهاب معركة ستراتيجيَّة تقوم على أساس الإنسان، وعدوِّ الإنسان، لا مجال لأن نقسِّم الحرب على أسس دينيَّة، فالذي يُؤمِن بالدين يُؤمِن باحترام الإنسان، والذي يُؤمِن بالله -تبارك وتعالى- يحبُّ ما يحبُّه الله تعالى. هؤلاء يدَّعون أنهم ينتمون للدين، والدين منهم براء..
وإلى حضراتكم النص الكامل لكلمة العراق التي ألقاها الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيَّة العراقـيَّة في المؤتمر الدوليِّ حول ضحايا العنف الدينيِّ، والعِرقيِّ الذي أقيمت أعماله في العاصمة الاسبانيَّة مدريد السيِّدات، والسادة أصحاب المعالي.. الحضور الكرام.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في البدء أودّ أن أتقدَّم بوافر الشكر وعظيم الامتنان إلى وزير خارجيَّة مملكة اسبانيا معالي ألفونسو داستيس كثيدو، ووزير خارجيَّة المملكة الأردنيَّة الهاشميَّة الشقيقة معالي أيمن الصفدي على تنظيمهم للمؤتمر الثالث، والخاصّ بضحايا العنف الدينيِّ، والعِرقيِّ في الشرق الأوسط. هذا العنف وإن كان ذا طابع دينيّ، لكنه لا يمتُّ إلى الدين بصلة؛ لأنه ما من دين يُبيح العنف، ويسمح بإلحاق الضرر بالإنسانيَّة.. إننا اليوم في هذا المحفل نجدِّد التضامن ضدَّ الإرهاب الذي يعصف بدول المنطقة، ومنها: بلدي العراق الذي يمثل خط المُواجَهة الأوَّل ضدّ الإرهابيِّين الذين جاؤوا من أكثر من 100 دولة، بل وصلوا إلى 120 دولة كلهم اصطفوا في العراق، وحاولوا تدمير البنية الاجتماعيَّة، والعمرانيَّة للعراق، ووقف المُجتمَع العراقيّ صفاً واحداً بتنوُّعاته المختلفة في مُواجهته بمُسلميه سُنة وشيعة، ومسيحيين وإيزيديَّة وصابئة، والديانات والقوميَّات كافة التي تكوِّن المُجتمَع العراقيَّ منذ مئات السنين كلهم توحَّدوا لمُواجَهة الإرهاب دفاعاً عن أنفسهم، ونيابة عن العالم. مدينة الموصل، والأنبار، وصلاح الدين كانت إلى الأمس القريب في قبضة داعش، وقد تحرَّرت، ولله الحمد الأنبار، وصلاح الدين، واليوم القسم الأكبر من مدينة الموصل قد تحرَّر، ولم يبقَ إلا جزء يسير وبسيط في طريقه للتحرير.. لا أحتاج أن أذكركم بالمآسي التي جرت على أبناء شعبنا العراقيِّ من مختلف الشرائح، ولعلَّ ما حصل في جريمة سبايكر، وكيف راح ضحيتها أكثر من 1800 شاب من أبناء الشيعة، بل كلّ العراقيين كانوا ضحايا الإرهاب. مرَّ الآن عامان إلا نيف على انعقاد مؤتمر باريس حول ضحايا العنف العِرقيِّ، والدينيِّ الذي شدَّد في أهدافه على عدم الوقوف مكتوفي الأيدي أمام ستراتيجيَّة تنظيم (داعش) الإرهابيّ التي يعمد بموجبها إلى دثر جماعات بكاملها؛ بسبب انتمائها العِرقيِّ، أو الدينيِّ، وأمام رغبة هذا التنظيم المنهجيَّة في محو أيِّ نوع من أنواع التنوُّع الثقافيِّ في الشرق الأوسط.. فالقضيَّة من حيث المبدأ هي قضيَّة وجود إنسانيّ، وبقاء للتنوُّع الثقافيِّ، والعِرقيِّ، والدينيِّ في المنطقة، ومسؤوليَّة مُلقاة على عاتق المُجتمَع الدوليّ.. ومما نثمَّنه من نتائج المُؤتمَر، خطة عمل باريس لمعالجة الوضع المأساويِّ الذي تعاني منه دول المنطقة، والتي اتخذت جوانب أربعة: الجانب الإنسانيّ، والجانب السياسيّ، والجانب القضائيّ، والجانب الثقافيّ. وفي هذا السياق أود أن أشير إلى أهمِّ الإجراءات العاجلة التي اتخذتها حكومتي في التعامل مع الأزمة الحاليَّة للتخفيف من مُعاناة النازحين، وضحايا العنف العِرقيِّ، والدينيِّ الذي طال كلَّ مُكوِّنات شعب العراق بلا استثناء:
تسعى بلادي بكلِّ جهد إلى:
أصحاب المعالي.. يُقدِّر العراق عالياً دعم المُجتمَع الدوليِّ لتوفير الدعم الإنسانيِّ، والاحتياجات الضروريَّة، والماسَّة كالغذاء، والمأوى للمحتاجين، والمساعدة في خلق الظروف التي تسمح بالعودة الطوعيَّة، والآمنة للأسر النازحة من المناطق التي كانت تحتلها داعش الإرهابيّ إلى المناطق المُحرَّرة؛ وذلك من خلال مُؤتمَر المانحين في 20/تموز/2016 لدعم العراق حيث سعى المُجتمَع الدوليُّ لتلبية متطلبات التمويل على المدى القريب للعراق في أربعة مجالات، هي: المساعدات الإنسانيَّة، وإزالة الألغام، وصندوق التمويل الفوريّ لتحقيق الاستقرار، وصندوق التمويل الجديد لتحقيق الاستقرار المُوسَّع التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائيّ، وفي الوقت الذي تشكل فيه الدول الصديقة التي أدت بالتزاماتها في هذا الخصوص نأمل من الدول المُشارِكة كافة رفع مُستوى مساهماتها الإنسانيَّة، والإيفاء بالتزاماتها، وبما تمَّ الاتفاق عليه. من اللافت للنظر أنَّ 70% من الهجمات الإرهابيَّة تضرب الشرق الأوسط، وأنَّ 44% من القتلى من ضحايا الإرهاب عالميّاً هم من منطقة الشرق الأوسط، وأنَّ العراق هو البلد الأكثر تأثـُّراً بالإرهاب -للأسف- حيث يحتلُّ المرتبة الأولى. وعلى الرغم من ذلك يواصل العراقيون بفصائل قواتهم المسلحة كافة من جيش، وشرطة، وحشد شعبيّ، وعشائريّ، وبيشمركة تضحياتهم لتحرير كامل أراضيهم من قبضة إرهابيِّي داعش، وأنَّ ما تحقق من انتصارات كبيرة، وتطوّر في الحرب ضدّ الإرهاب جاء بجُهُود أبطالهم الذين بذلوا دماءهم دفاعاً عن بلدهم، ونيابة عن بلدان العالم أجمع، ولشُعُوب العالم الحقّ في أن تفخر بما تحقق من انتصارات على يد العراقيين ضدّ الإرهاب، وعليها واجب دعم العراق، وشعبه الذي يُقدِّم تضحيات دفاعاً عن شُعُوب العالم كافة. ويُقدَّر مجموع الخسائر التي تكبَّدتها المُدُن المحررة بأكثر من 70 مليار دولار تشمل البنى التحتية لتلك المُدُن، كشبكات الطرق، والجسور، والسدود، ومحطات الكهرباء، والماء، والصرف الصحيّ، والاتصالات، والمستشفيات، والمدارس، والمعاهد، والجامعات، والقطاع الزراعيّ والحيوانيّ، فضلاً عن مباني ومُؤسَّسات الدولة الخدميَّة الأخرى. لتحقيق الأهداف المرجوة تتركز احتياجات بلدي حول دعم هذه القضايا: أوَّلاً: دعم المُجتمَع الدوليّ للنازحين في العودة إلى مناطق سكناهم من خلال توفير المستلزمات الأساسيَّة للبنى التحتية، وإعادة إعمار مُدُنهم، وتعاون المنظمات الدوليَّة لهذا الهدف ضمن الدولة الوطنيَّة، وبالتعاون مع الحكومات المحليَّة. ثانياً: تشجيع الأمم المتحدة، والمُجتمَع الدوليّ للأقليات بعدم ترك بلدانهم، ومساعدة الدول الوطنيَّة في إيجاد الفرص اللازمة للاستقرار، وإعادة الإعمار. ثالثاً: استجابة دوليَّة أقوى لمساعدة الأقليّات، وتعزيز التعاون بين المنظمات الدوليَّة، والسلطات المحليَّة لتنفيذ المشاريع التي تحتاجها المناطق المُتضرِّرة من خلال البرامج الخاصَّة. رابعاً: المساعدة في إنشاء مراكز مُتخصِّصة لعلاج الجرحى، والمرضى، إضافة إلى مراكز مُتخصِّصة للعلاج النفسيِّ للأشخاص الذين عانوا من العنف، والإرهاب. خامساً: دعم جُهُود الحكومة لإيجاد آليَّات للتعاون مع الآثار الاجتماعيَّة الناجمة عن اغتصاب إرهابيِّي داعش للنساء، وما نجم عنه من الأطفال الذي وُلِدُوا نتيجة لذلك، والعمل على إيجاد منظومة قانونيَّة خاصّة بحالاتهم. سادساً: تعزيز التعاون بين المنظمات الدوليَّة، والحكومات المحليَّة لإقامة المشاريع الصغيرة والمُتوسِّطة، وتوفير التدريب، وبناء القدرات لإعادة تأهيل ضحايا العنف لسوق العمل في القطاع الخاصّ. سابعاً: توفير القدرات الفنية لإزالة الألغام عن المُدُن المُحرَّرة، وتوفير الدعم اللوجستيّ للسلطات المحليَّة. ثامناً: إعادة تأهيل، وبناء المراكز الثقافـيَّة، وأماكن العبادة، والمتاحف التي تحوي الموروث التاريخيَّ، والحضاريّ. تاسعاً: مساهمة الدول المُشارِكة في المؤتمر لدعم مشروع مؤتمر المانحين برعاية الحكومة الكويتـيَّة لإعادة إعمار المناطق المُحرَّرة. إخواني الأعزاء.. تبقى هذه العلاجات، وغيرها علاجات عَرَضِيَّة، وآنيَّة قد لا تمسُّ سلامة المُجتمَعات الدوليَّة من هذا الخطر العالميِّ الذي يندر أن نجد له نظيراً في التاريخ، ومَنْ يُراجع الحروب لن ينجد حرباً أكثر ضراوة من حرب الإرهاب؛ لأنها حرب تستبيح الإنسانيَّة كلـَّها.. الإرهاب له فلسفة، وثقافة؛ وما لم نضع فلسفة، ومُعادِلاً ثقافيّاً لن نستطيع أن نـُوقِف هذا المدَّ الإرهابيَّ، وسيبقى يتموَّج عبر الأجيال، ويُهدِّد كلَّ جيل، وقد شهدنا قبل يومين الاعتداء الذي استهدف مدينة مانشستر في بريطانيا، وأوقع 42 شخصاً بين جريح، وقتيل.. إلى متى نبقى ننتظر، ونلهث وراء الأحداث؟ لابُدَّ أن نأخذ بزمام المُبادَرة، ولابُدَّ أن يشعر العالم أنَّ البلد الذي يتعرَّض للإرهاب لا يجد الإرهاب شعب ذلك البلد ضدَّه فقط، وإنما يجد كلَّ شُعُوب العالم تقف إلى جانب ذلك الشعب ضدَّه.. لو كنا وقفنا كلنا مع شعب فلسطين، ولو وقف العالم إلى جانب شعب العراق بهذه الطريقة لأخذ الإرهاب درساً بأنه لا يستطيع التجاوز على كرامة أيِّ شعب.. أنتم مدعوون الآن أكثر من أيِّ وقت آخر للوقوف إلى جانب العراق بوجه الإرهاب وقفة شجاعة جريئة.. نحن لم نطلب أن يأتي أبناؤكم ليقاتلوا بدلاً عن أبنائنا، فأبناء العراق يدفعون الضريبة الكبرى في الحرب، وهي الدم، واليوم تشهد المحافظات التي تعرَّضت للإرهاب، وكانت الضحيَّة تشهد مُشارَكة، وسير أبناء محافظات التضحية مشياً إلى الأنبار، وصلاح الدين، والموصل ليُقاتلوا ذوداً عن كرامة هذه المحافظات.. الجميع يقاتلون عرباً، وكرداً، وتركماناً، ومُسلِمين وغير مُسلِمين، وسُنـَّة وشيعة، ومن الديانات الأخرى كافة يُقاتلون جميعاً ضدَّ الإرهاب.. معركتنا ضدّ الإرهاب معركة ستراتيجيَّة تقوم على أساس الإنسان، وعدوِّ الإنسان، لا مجال لأن نقسِّم الحرب على أسس دينيَّة؛ فالذي يُؤمِن بالدين يُؤمِن باحترام الإنسان، والذي يُؤمِن بالله -تبارك وتعالى- يحبُّ ما يحبُّه الله تعالى.. فرَبُّ العالمين خلق الناس لأنه يحبُّهم.. هؤلاء يدَّعون أنهم ينتمون للدين، والدين منهم براء.. أتمنى لمؤتمركم هذا أن يُشكـِّل إضافة ضافية، ورائعة نلمس آثارها، ونتائجها، وتداعياتها على الإرهاب.. وأتمنى لكم النجاح والموفقية.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. العودة إلى صفحة الأخبار |
|