|
الدكتور إبراهيم الجعفريّ والشيخ صباح خالد الحمد الصباح يوقـَّعان على محضر الدورة السادسة للجنة الوزاريَّة العليا المُشترَكة العراقيّة-الكويتيَّة المُنعقِدة في بغداد والمتضمن بحث 21 ملفاً مُشترَكاً والتوقيع على ثلاث مذكرات تفاهم
الاخبار | 28-12-2016
وقـَّع الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيَّة العراقية، والشيخ صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتيّ وزير الخارجيَّة على محضر الدورة السادسة للجنة الوزاريَّة العليا المُشترَكة العراقيّة-الكويتيَّة المُنعقِدة في بغداد للمُدَّة من 27-28 كانون الأول 2016، والذي تضمَّن بحث 21 ملفاً مُشترَكاً، والتوقيع على ثلاث مذكرات تفاهم في المجالات الأمنيَّة، والصناعيَّة، والتشغيل الجوّي، والتوقيع على برنامج للتعاون الثقافيّ. وعقب مراسم توقيع المحضر أكد الجانبان أنَّ العلاقات بين البلدين تسير في وتيرة مُتصاعِدة بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين. الجعفريّ أفصح بالقول: حِرْصُنا كبير على بناء علاقات ستراتيجيَّة متينة مع الجارة دولة الكويت؛ لتكون نموذجاً لعلاقات الدول الشقيقة الأخرى، اليوم العلاقة العراقيّة-الكويتيّة مُتميِّزة تقوم على قاعدة مُجتمَعيَّة عريضة يسودها جوُّ التفاهم المُشترَك، وتبادل المصالح، والتبني الحقيقيّ في كلِّ مُؤتمَرات العالم، وأروقته لإسناد العراق، مُشيداً بجهود الجانبين التي تـُوِّجَت اليوم بتوقيع هذه الاتفاقيَّة. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها معاليه في المُؤتمَر الصحافيِّ المُشترَك مع الشيخ صباح خالد الحمد الصباح. مُعرباً عن شكر العراق: أستثمر هذه الفرصة لأشكر دولة الكويت على مواقفها السياسيَّة التي عبَّرت عنها في أندية العالم كافة، وفي أروقة المؤتمرات الدوليَّة المختلفة إذ ساندت العراق، وتحدَّثت بجرأة لإسناد العراق، والوقوف إلى جانبنا مع شقيقاتها الدول الأخرى، وإخواننا، وأصدقائنا من دول العالم البقـيّة. من جهته الشيخ صباح خالد الحمد الصباح أكد موقف دولة الكويت الثابت، والراسخ لمُساعَدة العراق في تخطـِّي الآثار الناجمة عن الأعمال الإرهابيَّة الإجراميَّة، وتداعياتها التي أدَّت إلى نـُزُوح أبناء الشعب العراقيِّ في العديد من المناطق، مُضيفاً: نحن اليوم بحاجة إلى تكثيف جُهُودنا المُشترَكة من أجل مُواجَهة ظاهرة الإرهاب بأشكالها كافة، والقضاء على هذه الآفة التي أصبح خطرها يُهدِّد الجميع. مُشيراً: إذا كان العراق حُرّاً طليقاً مستقلاً آمناً فهذا يعني أمناً، واستقراراً لنا؛ ومن ثم كلُّ ما نستطيع تقديمه لأشقائنا في العراق فنحن سنكون أوَّل المُتقدِّمين لفعل ذلك، وهذا ما سوف نبحثه مع إخواننا في العراق -إن شاء الله- في القادم من الأيام. وإلى حضراتكم النصَّ الكامل للمؤتمر الصحافيّ للدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيَّة العراقية، والشيخ صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتيّ وزير الخارجيَّة: الدكتور إبراهيم الجعفريّ: باسمكم جميعاً أقدِّم أسمى آيات الترحيب لسُمُوِّ الشيخ صباح خالد الحمد الصباح في بلده الثاني العراق. ما كان لهذا النتاج أن يشقَّ طريقه إلى التطبيق لولا تضافر جُهُود خيِّرة من قبل أعضاء فريقـَي العمل العراقيِّ والكويتيِّ انكبُّوا على هذا العمل منذ فترة؛ ليصل إلى ما وصل إليه. يتقدَّم هذا السعي الجادّ توفيق الله -تبارك وتعالى- إذ وفـَّق بأن نصل إلى تحقيق هذه الأحلام التي طالما تمنيناها منذ زمن بعيد، وهكذا يقطع الشقيقان العراق والكويت الطريق شوطاً بعد شوط، ويبنون العلاقات فيما بينهما كما ينبغي أن تكون لبنة لبنة، ويمرون بالطريق شوطاً بعد آخر. أستثمر هذه الفرصة لأشكر دولة الكويت على مواقفها السياسيَّة التي عبَّرت عنها في أندية العالم كافة، وفي أروقة المؤتمرات الدوليَّة المختلفة إذ ساندت العراق، وتحدَّثت بجرأة لإسناد العراق، والوقوف إلى جانبنا مع شقيقاتها الدول الأخرى، وإخواننا، وأصدقائنا من دول العالم البقيّة. الشكر كذلك لدعمها الإنسانيِّ الذي تقدَّمت به خُصُوصاً أنَّ العراق يمرُّ بظروف استثنائيَّة، وما قدَّمت من مُساعَدات مادِّية. حِرْصُنا كبير على بناء علاقات ستراتيجيَّة متينة مع الجارة دولة الكويت؛ لتكون نموذجاً لعلاقات الدول الشقيقة الأخرى.. اليوم العلاقة العراقيّة-الكويتيّة مُتميِّزة تقوم على قاعدة مُجتمَعيَّة عريضة يسودها جوُّ التفاهم المُشترَك، وتبادل المصالح، والتبني الحقيقيّ في كلِّ مُؤتمَرات العالم، وأروقته لإسناد العراق.. أمَّا بالنسبة لانعقاد اجتماعات اللجنة المُشترَكة للمرَّة السادسة فأنا أشيد بهذا المُؤتمَر، وأقدِّر عالي التقدير أنه لولا هذه الجُهُود المُبارَكة التي تـُوِّجَت اليوم بتوقيع هذه الاتفاقيَّة ما وصلت إلى ما وصلت إليه. الروح التي سادت أجواء الاجتماعات، والإرادة الجادَّة والقويَّة من قِبَل الوزارات المعنيَّة كافة كانت علامة رائعة، ومُتميِّزة؛ لتحقيق ما وصلنا إليه. نعمل بشكل جادٍّ على حسم الملفات التي تهمُّ البلدين في المجالات كافة، ولاسيَّما الحُدُود، والأسرى، والمفقودين، والممتلكات الكويتيَّة. تركـَّزت النقاشات عبر الجلسات التي مضت خلال هذه الأيَّام مُتابعة الإنجازات التي تمّ تحقيقها خلال العام المنصرم، وإيجاد آليَّات لتفعيل الاتفاقيَّات والبرامج التنفيذيَّة التي اعتـُمِدَت من قِبَل الدولتين، وتتعلق بمجال الأمن، وهو مجال حسَّاس، بل على أعلى درجات الحساسيَّة خُصُوصاً أنَّ العراق يواجه أصالة عن نفسه، ونيابة عن دول العالم أشرس عدوٍّ عرفه التاريخ؛ لما يُمارس من عمل ترويعيٍّ؛ لبثِّ الرعب في نفوس الآمنين في مُختلِف المناطق. الملفات الاقتصاديَّة، والاستثمار تعطي العلاقات طابعاً مُميَّزاً في العلاقات بين الدول، وكذلك النقل السككيّ والمنافذ الحُدُوديَّة، وتوسيع النقل الجوِّي، والتعاون الصناعيِّ، والمجال الثقافيِّ، وملفات أخرى للتعاون. يحدونا الأمل أنَّ العلاقات العراقـيَّة-الكويتيَّة تصعد على وتيرة مُرتقية على سفح تبادل المصالح، وتكون نموذجاً لكلِّ دول العالم وخُصُوص دول المنطقة. إنَّ العلاقات بين الدول هي علاقة مَحبَّة، وثقة، وتبادل مصالح.. نتمنى لدولة الكويت كلَّ الخير، والمُوفـَّقيَّة، وإلى تحقيق مزيد من الإنجازات. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. الشيخ صباح خالد الحمد الصباح: أودُّ في البداية أصالة عن نفسي، وبالنيابة عن أعضاء وفد دولة الكويت أن أعبِّر عن شكرنا، وامتنانا على حفاوة الاستقبال، وحسن الوفادة التي حظينا بها من الأشقاء في جمهوريَّة العراق. لقد تشرَّفنا اليوم بإجراء عدد من اللقاءات المُثمِرة، والناجحة بإذن الله -تعالى- كان على رأسها لقاء فخامة الدكتور فؤاد معصوم رئيس جمهوريَّة العراق، ودولة رئيس الوزراء الدكتور حيدر العباديّ، ومعالي رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوريّ، وأجرينا مباحثات مع أخي العزيز معالي الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة إذ تمَّ التأكيد على موقف دولة الكويت الثابت، والراسخ لمُساعَدة الأشقاء في العراق في تخطـِّي الآثار الناجمة عن الأعمال الإرهابيَّة الإجراميَّة، وتداعياتها التي أدَّت إلى نـُزُوح أبناء الشعب العراقيِّ في العديد من المناطق، ونحن اليوم بحاجة إلى تكثيف جُهُودنا المُشترَكة من أجل مُواجَهة ظاهرة الإرهاب بأشكالها كافة، والقضاء على هذه الآفة التي أصبح خطرها يُهدِّد الجميع. إنَّ العلاقات الثنائيَّة بين البلدين الشقيقين أحرزت تقدُّماً مُستمِرّاً؛ وهو ما يعكس حرص البلدين، وقيادتيهما على تعزيز، وتطوير التعاون في المجالات كافة بما يُساهِم في الارتقاء بالعلاقات الوطيدة والعريقة الجامعة بين البلدين، والشعبين الشقيقين، كما أودُّ أن أشير إلى المُباحَثات الثنائيَّة التي عُقِدَت قبل قليل مع أخي الدكتور إبراهيم الجعفريّ، والتي عكست الروح الأخويَّة، والعلاقات المُتميِّزة بين البلدين الشقيقين، ولا أود أن أضيف إلى ما ذكر معالي الأخ الوزير بشأن استعراض بنود أعمال لجنتنا المُشترَكة اليوم سوى أننا بحثنا مجالات التعاون الثنائيِّ المُشترَك بين البلدين الشقيقين، وأنَّ المُشارَكة الواسعة من قِبَل القطاعات، والجهات المُختلِفة التي بلغ عددها 28 جهة من كلا الجانبين يُعَدُّ مُؤشِّراً إيجابيّاً؛ وإيماناً راسخاً وتعاوناً صادقاً بين تلك القطاعات، والجهات؛ للدفع بالعلاقات الثنائيَّة المُشترَكة الوطيدة بين البلدين الشقيقين، التي تـُوِّجت اليوم بالتوقيع على أربع وثائق مِحوريَّة في مجالات الثقافة، والصناعة، والأمن، والنقل الجوِّي تـُضاف إلى 49 اتفاقيَّة، ومُذكـَّرة تفاهم بين البلدين الشقيقين آملين الاستمرار في هذا النسق التصاعديِّ في علاقاتنا الثنائيَّة، والحفاظ على هذه الروح الصادقة، والتعاون المُثمِر البنـَّاء؛ بما يخدم مصالح بلدينا وشعبينا الشقيقين، ونتطلع إلى انعقاد الدورة السابعة للجنة العليا المُشترَكة بين دولة الكويت وجمهوريَّة العراق، واستقبالكم في بلدكم الثاني الكويت في العام المُقبل، وكلَّ عام وأنتم بخير.
الشيخ صباح خالد الحمد الصباح: فيما يتعلق فيما ذكر الأخ من الدور السلبيِّ لدول المنطقة تجاه العراق.. أحبُّ أن أؤكد بأنَّ كلَّ الدول المجاورة للعراق ضمن التحالف الدوليِّ لمُحارَبة تنظيم داعش الإرهابيِّ، ولهم مُشارَكات؛ لأنَّ أمن واستقرار العراق من أمن واستقرار المنطقة؛ من هذا المنطلق حريصون على المُشارَكة في مُساعَدة العراق لدحر هذا الفكر الإرهابيِّ المجرم. فيما يتعلق بدور الكويت في إرسال المُساعَدات الإنسانيَّة فهذا واجبنا تجاه أشقائنا، وأصدقائنا، وشركائنا في الإنسانيَّة عُمُوماً، وأمَّا ما يتعلق بدور الكويت في الجانب العسكريِّ فالكويت عضو فاعل في التحالف الدوليِّ لمُحارَبة ما يُسمَّى داعش.. الكويت تستضيف عدداً من الدول للقيام بواجبها لمُساعَدة العراق في دحر هذا الخطر؛ ومن ثم فالكويت تساهم مساهمة كبيرة في دعم العراق للقضاء على هذا الخطر الإرهابيِّ المجرم. ما يتعلق بتخفيف إجراءات دخول الإخوة العراقيين للكويت فهذا البند موجود في اجتماعاتنا، وفي المحضر الذي وقـَّعنا عليه اليوم، ويسعى البلدان؛ لتذليل كلِّ الصعاب من أجل انسياب الحركة بين الجانبين. نحن اليوم وقـَّعنا على مذكرة تفاهم في النقل الجوِّي؛ لأننا حريصون على انسيابيَّة الحركة. ونحن بهذه المناسبة نشكر إخواننا في جمهوريَّة العراق لتسهيل دخول الزوار الكويتيِّين إلى الأراضي العراقيَّة، وهذا محلُّ تقدير لتسهيلهم كلَّ الإجراءات، وفيما يتعلق بدخولهم إلى الكويت للزيارة فمن جانبنا ندرس كلَّ الإمكانيَّات لإتاحة الفرصة لانسيابيَّة الحركة بين الجانبين. خروج العراق من الفصل السابع: نحن نقول، ونفعل.. تتذكرون قبل ثلاث سنين كان لأشقائكم في الكويت دور كبير في خروج العراق من الفصل السابع في قرارات مُتعدِّدة، وهذا دون منٍّ أو أذى. إذا كان العراق حُرّاً طليقاً مستقلاً آمناً فهذا يعني أمناً، واستقراراً لنا؛ ومن ثم كلُّ ما نستطيع تقديمه لأشقائنا في العراق فنحن سنكون أوَّل المُتقدِّمين لفعل ذلك، وهذا ما سوف نبحثه مع إخواننا في العراق -إن شاء الله- في القادم من الأيام. فيما يتعلق بموقف بعض الدول الخليجيَّة أنا أؤكد أنَّ دول الخليج وهي مُمثلة في العراق، ولها تواجد، وسفارات موجودة في العراق حرصاً على علاقتها مع العراق الشقيق. لعل هناك وجهات نظر مُتباينة، وهذا أمر طبيعي، ولكن تحرص الدول الخليجيَّة على أمن، واستقرار العراق؛ لأنه جزء من أمن المنطقة، وأستطيع أن أؤكد أنَّ وُجُودهم في التحالف الدوليِّ لمُحارَبة هذا التنظيم الإرهابيِّ هو جزء من هذه الأهمِّية التي توليها هذه الدول لأمن واستقرار العراق. العراق بلد جار، وشقيق، وبلد كبير بشعبه، وإمكانياته.. إذا كان اليوم يواجه بعض المصاعب فسينهض -إن شاء الله- عمَّا قريب، وسيكون خير عون، وركيزة للأمن، والاستقرار في المنطقة، وهذه قناعة عندنا نحن -دول الجوار- للعراق الشقيق. الدكتور إبراهيم الجعفريّ: بخصوص الخرائط فإنها تحظى بمُصادَقة الحكومة العراقيَّة، وتصادق عليها في محضر الاجتماع في نيويورك، وليس لدينا تردُّد في ذلك، ونحن حريصون على التزامات العراق في كلِّ ما أعطى من التزامات؛ لذا يدرس مجلس الوزراء قريباً هذا الطلب، ونحن مع ما يصل إلى مجلس الوزراء حتى يأخذ القرار حجماً عراقيّاً كاملاً. ما يتعلق بخروج العراق من الفصل السابع أعتقد أنَّ مواقف الكويت كانت إيجابيَّة، وعبَّرتُ عن ذلك في أكثر من مناسبة.. نعم، أنا أحترم لفتة السائل الكريمة من أنَّ أملنا بأنَّ الكويت تواصل دورها الإيجابيَّ بإسناد العراق، ودعمه، والعراق -بدوره- لن ينسى مَن يقف إلى جانبه خُصُوصاً في الظروف الصعبة آخذين بنظر الاعتبار أنَّ ما يمرُّ به العراق من تحدِّيات يُواجهها رغم ظروفه الاستثنائيَّة الاقتصاديَّة، لكنه أبى إلا أن يُواصِل هذه المَهمَّة، ويُصِرَّ مرَّة أصالة عن نفسه، وأخرى نيابة عن كلِّ دول المنطقة، بل عن كلِّ دول العالم. العراق يستحقُّ أن يُبادَل من الآخرين، وليس أجدر من الكويت، وكذلك دولة الجوار الجغرافيّ أن تقف، وتقدِّر هذا الموقف للعراق، وقد فعلت ذلك، وتواصل جهدها. أملنا أنَّ يستمر الكويت في دعمه المُتنوِّع للعراق باعتباره دولة شقيقة، ومجاورة. مرّة أخرى وافر الشكر، والتقدير لمعالي نائب رئيس الوزراء، ووزير الخارجيَّة المُحترَم على أمل أن نلتقيه في أقرب وقت لنـُواصِل كلَّ ما من شأنه تقوية العلاقات بين العراق وبين الكويت. شكراً لسُمُوِّ الشيخ صباح خالد الحمد الصباح.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. العودة إلى صفحة الأخبار |
|