الجعفري: لابد من وقفة واعية ومسؤولة لتقييم التظاهرات المستمرة لأكثر من مائة يوم التي لم تسجل أيَّ سابقة مثيلة لها.. تقادم الزمن لا يسقط الحقوق ولا يعذر الجناة ممّا يستدعي تحديدا دقيقا في معرفتهم ومساءلتهم والابتعاد عن التوصيفات الغامضة كمصطلح الطرف الثالث الجعفريّ: جرائم الاغتيال والقتل والتمثيل بجُثث الموتى انتهاك سافر لحُقوق الإنسان وهو جرس إنذار بتهديد السلم المُجتمَعي وزرع الفتنة ونشر الفوضى في وقت يجب أن يتحمَّل الجميع مسؤوليته الوطنية عبر التعاون على حفظ وحدة الصفِّ الوطني وعدم زعزعة الأمن والاستقرار الجعفريّ: يجب مُحاسَبة كلّ من تورَّط في إراقة دماء أبنائنا المُتظاهِرين والقوات الأمنيّة وإنزال القصاص العادل بحقهم.. الردّ العراقيّ الوطنيّ المُوحَّد هو الذي جعل الهمَّ العراقيَّ فوق كلِّ الهُمُوم وإنسانه فوق كلِّ اعتبار وساهم في تجنب المزيد من الأزمات الجعفريّ: التظاهرات تعبيرٌ عن المُطالَبة عن كلِّ حقّ مهدور وكرامة مُنتهَكة ومال مسروق وسياسة فاسدة وتدخّل أجنبيّ فاحش!!.. يجب منع استخدام السلاح ضدّ المُتظاهِرين وتفقُّد عوائل الشهداء ورعايتهم.. وإلغاء بدعة المُحاصَصة "سيِّئة الصيت" في التشكيلات الحكوميّة رسائل الأيام للدكتور إبراهيم الجعفري الجعفريّ للعرب: لا تنظروا إلى حجم سكاننا بل انظروا إلى قوة إرادتنا وإصرارنا على حقوقنا.. المطلوب من الجامعة العربية أن ترسم أولوياتها على ضوء المصالح والمخاطر وتُفكـِّر بحجم الإنسان العربيِّ والقدر العربيِّ.. وأن ننتهي بنتائج ولا نكتفي بالكلمات والخطب الجعفريّ للعرب: أصبح صوت العراق مسموعاً وأصبحت إنجازاته موضع احترام العالم.. نحتاج إلى وُقوفكم إلى جانبنا ونحن لا نطلب دماء أبنائكم بدلاً من دماء أبنائنا ولكن عليكم مُساعَدتنا في مُواجَهة داعش خُصُوصاً أنَّهم جاؤوا من بلدانكم ومن أكثر من مئة دولة الجعفريّ لوزراء الخارجيَّة العرب: نحن لا نـُمثـِّل حُكـَّاماً وحكومات فقط، بل نـُمثـِّل شُعُوباً عربيَّة وإضعاف أيِّ دولة إضعاف لنا جميعاً.. داعش يستهدف كلَّ دول العالم خُصُوصاً الدول العربيَّة؛ لذا عليكم أن تُتابعوا ما يجري في العراق خطوة خطوة الجعفريّ من جنيف: العراق من الدول التي تعاني من نار الإرهاب ومن الدول المنتصرة على الإرهاب وحاولتْ بعض الجهات الدوليَّة التي تدعم الإرهاب إلى إرباك جهدنا و‏تزييف الحقائق واتهام مُؤسَّسة الحشد الشعبيِّ وبلا دليل، وهي لا تخدم في حقيقتها بذلك إلا الإرهاب الجعفريّ: تـُوجَد الآن دول عظمى تفكِّر بعقليَّة (كاوبوي) -رُعاة البقر-، بينما العراق يتعامل بطريقة إنسانيَّة حتى مع خصمه؛ لأنه تعلـَّم على شيء اسمه كيفيَّة غضِّ النظر عن الجزئيَّات، ويفكر بالحلول أكثر ما يفكر بالمشاكل

الجعفريّ: انتقلنا من مرحلة الأزمة إلى مرحلة الانتصار الذي شدَّ كلَّ المُحبِّين والمُحارِبين للإرهاب.. 70% من الأراضي تمَّ تحريرها ونؤكـِّد بأنَّ داعش الآن لا تمتلك منفذاً حُدُوديّاً لخارج الأراضي العراقـيَّة وسورية وانخفضت نسبة اجتذاب المُقاتِلين إلى 60%
الاخبار | 02-12-2016

أكـَّد الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيَّة العراقـيَّة أنَّ العراق خط المُواجَهة الأوَّل مع الإرهاب، وأنَّ الحرب هي حرب عالميَّة لم تبدأ بالعراق، ولن تنتهي فيه، مُبيِّناً: العراق لم يطلب جُنوداً من بلدان العالم ليُقاتِلوا بدلاً من جُنوده، وإنـَّما الجنود هم أبناء القوات المُسلـَّحة بمُختلِف مُكوِّناتهم هم الذين يُدافِعون عن العراق وإنما طلبنا دعماً خدميّاً، وإنسانيّاً، وسياسيّاً، وإعلاميّاً، مُضيفاً: لقد أدَّى اختلاف الدول في نظرتها إلى الإرهاب إلى صُعُوبة اتفاقها على المُستوى الدوليِّ بشأن التعاون لمكافحة هذه الظاهرة إذ إنَّ البعض منها تصنـِّفه على أنه يحارب للحُصُول على حُرِّيته كما يحصل الآن في سورية عندما أقدمت جبهة النصرة على فكِّ ارتباطها التنظيميِّ بالقاعدة؛ لتعطي لنفسها مساحة على رقعة اللعبة الدولـيَّة، فأبدلت اسمها لتتحايل على الرأي العامِّ العالميِّ بأنـَّها أصبحت شيئاً جديداً ومُسالِماً إلا أنَّ الاسم وإن اختلف لكنَّ مُحتوى هذه المنظمات واحد، وسياستها واحدة، وهو تجاوزها على حُقوق الإنسان.

مُوضِحاً: العراق اليوم استطاع أن يُسجِّل سلسلة انتصارات في مُختلِف المناطق التي تواجَدَ فيها داعش بدءاً بجرف الصخر بين كربلاء والحلة في جنوب بغداد، ومُرُوراً ببغداد، وتطهير مناطق حزام بغداد، ومناطق أخرى استطاعت القوات المسلحة العراقـيَّة بمُكوِّناتها كافة إلحاق الخسائر بالدواعش.

مُستطرداً بالقول: تبنـَّت وزارة الخارجيَّة مفهوم دبلوماسيَّة مُواجَهة الإرهاب أصالة عن العراق، ونيابة عن العالم في الحرب ضدَّ الإرهاب هذا أوَّلاً، وثانياً عدم مسؤوليَّة العراق، والإسلام عن إنتاج داعش الإرهابيِّ، وثالثاً مخاطر عودة الإرهابيِّين إلى دولهم، ورابعاً إعادة الاستقرار إلى المُدُن المُحرَّرة من داعش الإرهابيِّ، وخامساً مُعالجة العوامل البيئيَّة التي تـُساعِد على انتشار الإرهاب، وأخيراً التصدِّي للفكر الإرهابيِّ الذي يقف كقاعدة معرفيَّة فكريَّة وراء المُمارَسات الإرهابيَّة.

جاء ذلك في كلمة ألقاها معاليه في مُؤتمَر روما لحوارات البحر الأبيض المُتوسط (روما - ميد).

الجعفريّ أشار إلى أنَّ هناك مجموعة من المُؤشِّرات في الحرب على داعش، ومنها: أنَّ 70% من الأراضي العراقـيَّة قد تمَّ تحريرها من هذه العصابات، ونؤكـِّد بأنَّ داعش الآن لا تمتلك منفذاً حُدُوديّاً لخارج الأراضي العراقـيَّة وسورية، وانخفضت نسبة اجتذاب المُقاتِلين الأجانب إلى 60%.

مُشدِّداً بالقول: مرحلة ما بعد داعش تشغلنا كثيراً منذ أن وُضِعَت الخطط لتحرير الموصل وُضِعَت على ثلاثة مديات، المدى الأوَّل: الإعداد لتحرير الموصل، والثاني: الدخول في المعركة الميدانيَّة، وعملـيَّة تطهير الموصل من الدواعش، والمرحلة الثالثة: ما بعد تحرير الموصل.

داعياً إلى أهمية توافر الحلول العاجلة للنازحين، وإعادة الاستقرار في المناطق المُحرَّرة من قِبَل صندوقي إعادة الاستقرار الفوريِّ FFIS، وإعادة الاستقرار المُوسَّع FFES، ونعتقد أنَّ مُشارَكة الخبرات الدوليَّة في إعادة الاستقرار تمثل أفضل الخيارات المُتاحة في هذا المجال، وبالطبع نحن بحاجة إلى مُراجَعة مُستمِرَّة للأولويَّات في ضوء ما تفرزه معركة الموصل من تحدِّيات.

مُنوهاً: إنّ الذي يجعل هؤلاء الشباب الذين يدَّعون أنـَّهم ينتمون إلى الإسلام يُمارسون هذا العمل الإجراميَّ في تقديري ثقافة الشُعُور بالحرمان، هم يشعرون أنـَّهم ينتمون لأغنى أمَّة في العالم، فالعالم الإسلاميّ يمتلك ثلثي احتياطيِّ النفط في العالم، ويمتلك امتداداً ديمغرافيّاً سكانيّاً إلى 51 بلداً في العالم، ويمتلك نفوساً عالية تـُقدَّر بمليار وستمائة ألف، ويُمثـِّل مُلتقى القارَّات الثلاث: آسيا، وأفريقيا، وأوروبا، ويمتلك تاريخاً حضاريّاً عريقاً قديماً يمتدُّ إلى 1400 سنة، ومع ذلك يعيشون فقراء، والأنظمة فـُرِضت عليهم، فأصبح لديهم حالة من الشُعُور المُزدَوج أنـَّهم يعيشون في بلدان غنيّةٌ، بل من أغنى بلدان العالم، وهم يعيشون في الفقر، أُفقِروا بالقوة؛ فسبَّب لديهم حالة من الانتقام، فأتت نظريَّة داعش، وفلسفة داعش القائمة على إيجاد حالة الرعب عن طريق الترويع، إذ يمارسون الرعب الضحيَّة يقتلونه بطريقة بشعة حتى يُخيفوا الناس.. كلُّ نظريَّة داعش تقوم على هذا؛ لذا نحن بأمسِّ الحاجة لأن نطرح المُعادِل الثقافيَّ لهذه الثقافة المنحرفة، هذه الثقافة المنحرفة ستبقى تمتدُّ، وتؤثر في الشباب، والصغار.

وإليكم النصَّ الكامل لكلمة الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيَّة العراقـيَّة في مُؤتمَر روما لحوارات البحر الأبيض المُتوسط (روما - ميد):

بسم الله الرحمن الرحيم

جئتكم من العراق وأنا أعلم جيِّداً أنَّ أنظار الكثير من شُعُوب، وأمم العالم مشدودة إلى العراق؛ لوُجُود حرب مصيريَّة ليس فقط تـُوجَد أزمة وإنـَّما انتقلنا من مرحلة الأزمة التي كانت في العراق إلى مرحلة الانتصار الذي شدَّ كلَّ المُحبِّين، والمتطلعين للحُرِّية، والمُحارِبين للإرهاب.

في هذا العام يسعنا أن نشارك في مُؤتمَر روما مُمثـِّلاً لبلدي العراق الذي يُقاتِل الآن دفاعاً عن نفسه، ونيابة عن كلِّ دول العالم خُصُوصاً أنَّ جُنـُود داعش ينتمون بجنسيَّاتهم إلى أكثر من مئة دولة من دول العالم مبثوثة في مُختلِف القارَّات، والدول.

اعتمدنا كوزارة خارجيَّة تـُمثـِّل الوجه السياسيَّ، والدبلوماسيَّ للدولة العراقيَّة الجديدة دبلوماسيَّة مُواجَهة الإرهاب بعد أن أعلنت داعش في شهر حزيران عام 2014 عن إقامة الدولة المزعومة.. تبنـَّت وزارة الخارجيَّة مفهوم دبلوماسيَّة مُواجَهة الإرهاب أصالة عن العراق، ونيابة عن العالم في الحرب ضدَّ الإرهاب هذا أوَّلاً، وثانياً عدم مسؤوليَّة العراق، والإسلام عن إنتاج داعش الإرهابيِّ، وثالثاً مخاطر عودة الإرهابيِّين إلى دولهم، ورابعاً إعادة الاستقرار إلى المُدُن المُحرَّرة من داعش الإرهابيِّ، وخامساً مُعالجة العوامل البيئيَّة التي تـُساعِد على انتشار الإرهاب، وأخيراً التصدِّي للفكر الإرهابيِّ الذي يقف كقاعدة معرفيَّة فكريَّة وراء المُمارَسات الإرهابيَّة.

أكـَّدنا دائماً في خطابنا في العراق الذي وجَّهناه إلى كلِّ دول العالم أنَّ العراق أصبح خط المُواجَهة الأوَّل مع الإرهاب، وأنَّ الحرب هي حرب عالميَّة لم تبدأ بالعراق، ولن تنتهي بالعراق، وأكـَّدنا أنَّ دور التحالف الدوليِّ على أهمِّيته في مكافحة الإرهاب ومنذ اليوم الأوَّل لظهور داعش الإرهابيّ بأنَّ العراق يُقاتِل أصالة عن نفسه، ونيابة عن دول العالم كلـِّه؛ وبذلك تحرَّكنا، وطلبنا المُساعَدات، والإسناد في حربنا ضدَّ الإرهاب عبر الوسائل الدبلوماسيَّة.

العراق لم يطلب جُنـُوداً، ولم يطلب أفراداً من بلدان العالم ليُقاتِلوا بدلاً عن جُنوده، وإنـَّما الجنود أبناء القوات المسلحة بمُختلِف مُكوِّناتهم هم الذين يُدافِعون عن العراق، ويُقدِّمون أنفسهم ضحايا من أجل تحرير مُدُنهم المسلوبة. نعم، طلبنا دعماً خدميّاً، وإنسانيّاً، وسياسيّاً، وإعلاميّاً؛ لأنَّ ذلك يهمُّنا كثيراً خُصُوصاً أنَّ العراق يمرُّ بظروف استثنائيَّة في حربه ضدَّ داعش، ويُواجه انخفاضاً في مُستوى المُوازَنة؛ بسبب انخفاض أسعار النفط، وارتفاع كلفة الحرب عسكريّاً ضدَّ داعش. ولابُدَّ لي أن أثبت أنَّ خطاباتنا لاقت صدى جيِّداً لدى كثير من دول العالم، وتصدَّرت في المُقدّمة من الولايات المتحدة الأميركيَّة، وإيطاليا التي وقفت معنا بشكل جيِّد، وكفوء إلى الآن، وهي تعطي الكثير من المُساعَدات سواء كان على مُستوى التدريب، أم التجهيز.

لقد أدَّى اختلاف الدول في نظرتها إلى الإرهاب إلى صُعُوبة اتفاقها على المُستوى الدوليِّ بشأن التعاون لمكافحة هذه الظاهرة إذ إنَّ البعض منها تصنـِّفه على أنـَّه يحارب للحُصُول على حُرِّيته كما يحصل الآن في سورية عندما أقدمت جبهة النصرة على فكِّ ارتباطها التنظيميِّ بالقاعدة؛ لتعطي لنفسها مساحة على رقعة اللعبة الدوليَّة، فأبدلت اسمها لتتحايل على الرأي العامِّ العالميِّ بأنـَّها أصبحت شيئاً جديداً ومُسالِماً إلا أنَّ الاسم وإن اختلف لكنَّ مُحتوى هذه المنظمات واحد، وسياستها واحدة، وهو تجاوزها على حُقوق الإنسان، ونعتقد بأنَّ رواية التهميش، والإقصاء التي كانت تردِّدها بعض المُؤسَّسات، والشخصيَّات الأجنبيَّة في اعتبار الإرهاب الذي اجتاح العراق بعد عام 2003 قد سقطت مع إعلان داعش الدولة الافتراضيَّة عام 2014.

يقول المُفكـِّر الصينيُّ المعروف "صن تزو": إذا كنتَ تعرف نفسك، وتعرف عدوَّك فلا حاجة بك للخوف من نتيجة مئة معركة؛ لأنك سوف تنتصر، أمَّا إذا كنت تعرف نفسك، ولا تعرف عدوَّك فكلّ نصر تحرزه سوف تقابله هزيمة تتلقاها، أمَّا إذا كنت لا تعرف نفسك، ولا تعرف عدوَّك فسوف تنهزم في كلِّ معركة.

العراق اليوم في مُواجَهته المُباشِرة لداعش استطاع أن يُسجِّل سلسلة انتصارات في مُختلِف المناطق التي تواجَدَ فيها بدءاً بجرف الصخر بين كربلاء والحلة في جنوب بغداد، ومُرُوراً ببغداد، وتطهير مناطق حزام بغداد، ومناطق أخرى كلها استطاعت القوات المسلحة العراقـيَّة بكلِّ مُكوِّناتها سواء كان الجيش، أم الحشد الشعبيّ، أم البيشمركة، أم أبناء العشائر جميعاً تتضافر جُهُودهم، وكلمتهم واحدة لإلحاق الخسائر بالدواعش.

من هذا المكان أشيد، وأحيِّي الانتصارات التي يُحقـِّقها أبناء قواتنا البطلة بمُساعَدة، وإسناد الدول الصديقة التي وقفت إلى جانبنا.

أيُّها السيِّدات والسادة.. كما تعرفون على مرِّ التاريخ بأنَّ المُؤسَّسة العسكريَّة رُبَّما تقسو في بعض الأحيان على أعدائها، وتمارس أعمالاً قد تكون أقرب إلى الوحشيَّة، إلا أنَّ القوات المسلحة العراقيَّة استطاعت أن تتعامل بشكل إنسانيٍّ مع المناطق المُلتهبة خُصُوصاً أنَّ هذه المناطق المدنيَّة في قبضة داعش، ولعلَّ هذا هو السبب الذي يجعل الوقت الذي تحتاجه القوات لتحرير هذه المُدُن أطول حرصاً منا على سلامة المُواطِنين آخذين بنظر الاعتبار أنَّ الدواعش يستخدمون أسلوباً وحشيّاً، وهو جعل المُواطِنين من النساء، والأطفال كدُرُوع بشريَّة؛ لحماية أنفسهم، ومواقعهم.

هناك مجموعة من المُؤشِّرات التي لاحظناها في الحرب على داعش، منها: أنَّ 70% من الاراضي العراقيَّة قد تمَّ تحريرها من هذه العصابات، ونؤكـِّد بأنَّ داعش الآن لا تمتلك منفذاً حُدُوديّاً لخارج الأراضي العراقيَّة وسورية، واستهدف التحالف الدوليّ قيادات مُهمَّة في داعش وهم يُعَدُّون نواباً للبغداديِّ أمثال "أبو أحمد العدنانيّ" وانخفضت نسبة اجتذاب المُقاتِلين الأجانب إلى 60% بناءً على قاعدة بيانات الآن تتوافر للمُقاتِلين الأجانب بالتعاون مع الإنتربول، والدول المعنيَّة بمكافحة الإرهاب.

لم يكن لدينا معرفة كاملة سابقاً بالإيرادات الماليَّة لداعش أمَّا الآن فقد أصبحت لدينا صورة واضحة لمقدار الدعم، والموارد الماليَّة التي تقدِّمها بعض الدول خُصُوصاً المُتعاطِفة مع داعش.

داعش مرفوض رفضاً كاملاً من قِبَلِ أبناء الشعب العراقيِّ في كلِّ المناطق التي تعرَّضوا لها..

إنَّ مكافحة التطرُّف، والإرهاب لا تكون من خلال استنساخ تجارب الآخرين؛ لأنَّ داعش تحاول أن تطوِّر نظريَّتها من بلد إلى بلد؛ ومن ثم علينا كردَّة فعل مُتوازية أن نستحدث أساليب مُتطوِّرة تنسجم مع تطوُّر عمل داعش، وتكاثفت الجُهُود السياسيَّة مثلما تكاثفت الجُهُود العسكريَّة في العراق، وحققت نصراً مُمتازاً.

العراق يعيش حالة من التضامن السياسيِّ بين كلِّ مُكوِّناته، ووحَّد خطابه، واتجه نحو رفض داعش، وتحقيق انتصارات، ودعم الحكومة العراقيَّة.. نحن لا نستطيع أن نستغني عن الحلول الأمنيَّة، وقد أصبحت لدى العراق خبرات كبيرة، وكثيرة في هذا المجال من خلال التعامل بشكل مُباشِر مع ملفِّ الإرهاب الذي ضرب العراق منذ 2003، ومن الضروريِّ تجديد الإجراءات، والتضييق على مصادر تمويل داعش الإرهابيِّ بخاصّةٍ التي يحصل عليها من خلال تبرُّعات المُتعاطِفين معه.

التصعيد الإرهابيُّ في العراق لا ينفكُّ عن خارج العراق سواء كان على الصعيد الإقليميِّ، أم الصعيد الدوليِّ؛ لذا فالمطلوب من دول الجوار الجغرافيِّ أن تـُراعِي الدور التاريخيَّ والإنسانيَّ الذي يقوم به العراق، وأن تبتعد عن أيِّ بؤرة يُمكِن أن تشغل العراق عن مهمَّته الإنسانيَّة، وهو يُدافِع عن العالم كلـِّه.

مرحلة ما بعد داعش تشغلنا كثيراً منذ أن وُضِعَت الخطط لتحرير الموصل وُضِعَت على ثلاثة مديات، المدى الأوَّل: الإعداد لتحرير الموصل، والثاني: الدخول في المعركة الميدانيَّة، وعمليَّة تطهير الموصل من الدواعش، والمرحلة الثالثة: ما بعد تحرير الموصل.

الموصل ثاني أكبر مدينة في العراق بعد بغداد، وهذه المدينة مُتعدِّدة التكوين؛ لذا ينبغي التفكير فيها، وإعادة بنائها، وقد تحدَّثتُ في الشهر التاسع عام 2014 عندما كان لي خطاب في الأمم المتحدة منذ ذلك الحين عن أهمِّية الإعداد للمرحلة الثالثة، وهي كيفيَّة إعادة البنية التحتيَّة إلى المناطق التي يتمُّ تحريرها.

التحدِّي الأهمُّ الذي يواجه الموصل في الوقت الحاضر هو تحدٍّ إنسانيٌّ؛ نتيجة ما خلـَّفته عصابات داعش الإرهابيَّة من أزمة إنسانيَّة..

تعلمون جيِّداً أنَّ هنالك عدداً كبيراً من المُواطِنين من الموصل نزحوا خارج الموصل، وبعضهم هاجروا خارج العراق، وكلُّ هؤلاء عندما يعودون إلى الموصل مثلما عاد إخوانهم في الأنبار، وصلاح الدين يُريدون مُستشفيات لمرضاهم، ويُريدون مدارس لأبنائهم؛ لذا نتحرَّك من جانب في محور أمنيٍّ عسكريٍّ قويٍّ يحققه أبناء القوات المسلحة العراقيَّة، ومن جانب آخر نتطلع إلى دعم دوليٍّ لإسناد العراق في هذا الظرف الحادِّ؛ لتذليل العقبات أمام النازحين.

نحن مع توافر الحلول العاجلة للنازحين، وإعادة الاستقرار في المناطق المُحرَّرة من قِبَل صندوقي إعادة الاستقرار الفوريِّ FFIS، وإعادة الاستقرار المُوسَّع FFES، ونعتقد أنَّ مُشارَكة الخبرات الدوليَّة في إعادة الاستقرار تمثل أفضل الخيارات المُتاحة في هذا المجال، وبالطبع نحن بحاجة إلى مُراجَعة مُستمِرَّة للأولويَّات في ضوء ما تفرزه معركة الموصل من تحدِّيات.

العراق كلـُّه يقف خلف حكومته باتجاه تحرير الأراضي العراقيَّة من سيطرة العصابات الداعشيَّة، وأمَّا الحوار السياسيُّ، وطبيعة التحدِّيات في المناطق المُحرَّرة فهو متروك لإرادة السكان، وهذه هي نظريَّة الحكم في هذه المناطق بعد أن يتمَّ تحريرها ستـُترَك إدارة هذه المناطق لأبناء المحافظات أنفسهم؛ ليختاروا مجلس المحافظة وهو بمنزلة مجلس تشريعيٍّ، أو برلمان مُصغـَّر، واختيار المُحافِظ وهو بمنزلة رئيس حكومة محليَّة.

في النهاية لا يسعني إلا أن أشكر دولة إيطاليا حكومة وشعباً، والقائمين على هذا المُؤتمَر، والسادة الحُضُور لما نتوسَّم من إثرائهم البنـَّاء، كما أوجِّه خالص شكري إلى كلِّ الدول التي وقفت إلى جانب العراق، وساهمت في تحقيق الانتصارات. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وعقب كلمة لوزير الخارجيَّة الأندونيسيّ أدلى الدكتور الجعفريّ بمُداخَلة إليكم نصَّها الكامل:

أثار انتباهي السيِّد الوزير الإندونيسيّ عندما ذكر مجموعة نقاط في تقديري تحتاج إلى جواب..

ما الذي يجعل هؤلاء الشباب الذين يدَّعون أنـَّهم ينتمون إلى الإسلام يُمارسون هذا العمل الإجراميَّ، وبعضهم لديهم شهادات علميَّة، وبعضهم من طبقة لديهم قدرة ماليَّة جيِّدة، وبعضهم يعيشون في دول العالم المُتطوِّر والمُتقدِّم، وأكبر دول العالم في النادي الديمقراطيِّ، إذ جاؤوا من كندا، وأستراليا، وأميركا، وبريطانيا، وبقيَّة مناطق أوروبا، وما الذي جعل هؤلاء يتناسون كلَّ هذا، ويمارسون عملاً وحشيّاً لا يسمح به الإسلام، وهم يعرفون جيِّداً أنَّ الإسلام دين السلم، وأوَّل شيء يبدأ به المُسلِم نهاره هو (السلام عليكم)، وعندما ينتهي من صلاته يقول: (السلام عليكم)، والسلام من أسماء الله -سبحانه وتعالى- المائة، ما الذي يجعل هؤلاء يمارسون هذا العمل؟

في تقديري أنَّ هناك ثقافة، ثقافة الشُعُور بالحرمان، هم يشعرون أنـَّهم ينتمون لأغنى أمَّة في العالم، العالم الإسلاميّ يمتلك ثلثي احتياطيِّ النفط في العالم، ويمتلك امتداداً ديمغرافيّاً سكانيّاً إلى 51 بلداً في العالم، ويمتلك نفوساً عالية تـُقدَّر بمليار وستمائة ألف، ويُمثـِّل مُلتقى القارَّات الثلاث: آسيا، وأفريقيا، وأوروبا، ويمتلك تاريخاً حضاريّاً عريقاً قديماً يمتدُّ إلى 1400 سنة، ومع ذلك يعيشون فقراء، والأنظمة فـُرِضت عليهم، ولا يتمُّ اختيارها مثلما يفعل العالم الأوروبيُّ، والعالم الأميركيّ.

أصبحت لديهم حالة من الشُعُور المُزدَوج أنـَّهم يعيشون في بلدان غنيٌّة، بل من أغنى بلدان العالم، وهم يعيشون في الفقر، أُفقِروا بالقوة؛ فسبَّب لديهم حالة من الانتقام، فأتت نظريَّة داعش، وفلسفة داعش القائمة على إيجاد حالة الرعب عن طريق الترويع، إذ يمارسون الرعب الضحيَّة يقتلونه بطريقة بشعة حتى يُخيفوا الناس.. كلُّ نظريَّة داعش تقوم على هذا؛ لذا نحن بأمسِّ الحاجة لأن نطرح المُعادِل الثقافيَّ لهذه الثقافة المنحرفة، هذه الثقافة المنحرفة ستبقى تمتدُّ، وتؤثر في الشباب، والصغار؛ لأنـَّه ليس لديه تحصيل ثقافيٌّ كافٍ؛ لذا سيتقبَّل هذه النظريَّة، وطبيعة المُراهِق مُجازِف، ولديه روح انتقاميَّة ولاسيَّما عندما يشعر أنـَّه مُنتهَك الحُرمة، هذا سيبقى يمتدَّ بمُرُور الزمن، وهذه ليست أوَّل حالة تنشأ في العالم.

اقرأوا في تاريخكم في القرن السابع عشر 1618 إلى 1648 حرب الثلاثين عاماً، وما حصل بين البروتستانت والكاثوليك ما كان منشأها، واستمرَّت ثلاثين سنة كانت ألمانيَّةـ ألمانيَّة بين الجنوب والشمال، ثم انتقلت إلى السويد، والدانمارك.. فنحن يجب أن نطرح مُعادِلاً ثقافيّاً؛ لنحفظ هذا الجيل؛ لئلا ينحرف، وأن يبدأ يُحبُّ الإنسان.. كلُّ الأنبياء يُحِبُّون الناس، وكلـُّهم يُحِبُّون الله -سبحانه وتعالى- والله خلق الناس، وهو يُحِبُّهم.

يجب أن نـُشِيع ثقافة المَحبَّة، والثقة؛ لنحسم موضوع داعش.


العودة إلى صفحة الأخبار


 الرئيسية  |  الأخبار  |  إبراهيم الجعفري  |  تيار الإصلاح الوطني  |  رسائل الأيام  |  كلمات  |  الصور  |  المكتبة  |  الفيديو  |  اتصل بنا 
E-mail : med@al-jaffaary.net
جميع الحقوق محفوظة لـموقع الدكتور ابراهيم الجعفري©2010 - 2024
استضافة وتصميم وبرمجة ويب اكاديمي

Powered by web academy