الجعفري: لابد من وقفة واعية ومسؤولة لتقييم التظاهرات المستمرة لأكثر من مائة يوم التي لم تسجل أيَّ سابقة مثيلة لها.. تقادم الزمن لا يسقط الحقوق ولا يعذر الجناة ممّا يستدعي تحديدا دقيقا في معرفتهم ومساءلتهم والابتعاد عن التوصيفات الغامضة كمصطلح الطرف الثالث الجعفريّ: جرائم الاغتيال والقتل والتمثيل بجُثث الموتى انتهاك سافر لحُقوق الإنسان وهو جرس إنذار بتهديد السلم المُجتمَعي وزرع الفتنة ونشر الفوضى في وقت يجب أن يتحمَّل الجميع مسؤوليته الوطنية عبر التعاون على حفظ وحدة الصفِّ الوطني وعدم زعزعة الأمن والاستقرار الجعفريّ: يجب مُحاسَبة كلّ من تورَّط في إراقة دماء أبنائنا المُتظاهِرين والقوات الأمنيّة وإنزال القصاص العادل بحقهم.. الردّ العراقيّ الوطنيّ المُوحَّد هو الذي جعل الهمَّ العراقيَّ فوق كلِّ الهُمُوم وإنسانه فوق كلِّ اعتبار وساهم في تجنب المزيد من الأزمات الجعفريّ: التظاهرات تعبيرٌ عن المُطالَبة عن كلِّ حقّ مهدور وكرامة مُنتهَكة ومال مسروق وسياسة فاسدة وتدخّل أجنبيّ فاحش!!.. يجب منع استخدام السلاح ضدّ المُتظاهِرين وتفقُّد عوائل الشهداء ورعايتهم.. وإلغاء بدعة المُحاصَصة "سيِّئة الصيت" في التشكيلات الحكوميّة رسائل الأيام للدكتور إبراهيم الجعفري الجعفريّ للعرب: لا تنظروا إلى حجم سكاننا بل انظروا إلى قوة إرادتنا وإصرارنا على حقوقنا.. المطلوب من الجامعة العربية أن ترسم أولوياتها على ضوء المصالح والمخاطر وتُفكـِّر بحجم الإنسان العربيِّ والقدر العربيِّ.. وأن ننتهي بنتائج ولا نكتفي بالكلمات والخطب الجعفريّ للعرب: أصبح صوت العراق مسموعاً وأصبحت إنجازاته موضع احترام العالم.. نحتاج إلى وُقوفكم إلى جانبنا ونحن لا نطلب دماء أبنائكم بدلاً من دماء أبنائنا ولكن عليكم مُساعَدتنا في مُواجَهة داعش خُصُوصاً أنَّهم جاؤوا من بلدانكم ومن أكثر من مئة دولة الجعفريّ لوزراء الخارجيَّة العرب: نحن لا نـُمثـِّل حُكـَّاماً وحكومات فقط، بل نـُمثـِّل شُعُوباً عربيَّة وإضعاف أيِّ دولة إضعاف لنا جميعاً.. داعش يستهدف كلَّ دول العالم خُصُوصاً الدول العربيَّة؛ لذا عليكم أن تُتابعوا ما يجري في العراق خطوة خطوة الجعفريّ من جنيف: العراق من الدول التي تعاني من نار الإرهاب ومن الدول المنتصرة على الإرهاب وحاولتْ بعض الجهات الدوليَّة التي تدعم الإرهاب إلى إرباك جهدنا و‏تزييف الحقائق واتهام مُؤسَّسة الحشد الشعبيِّ وبلا دليل، وهي لا تخدم في حقيقتها بذلك إلا الإرهاب الجعفريّ: تـُوجَد الآن دول عظمى تفكِّر بعقليَّة (كاوبوي) -رُعاة البقر-، بينما العراق يتعامل بطريقة إنسانيَّة حتى مع خصمه؛ لأنه تعلـَّم على شيء اسمه كيفيَّة غضِّ النظر عن الجزئيَّات، ويفكر بالحلول أكثر ما يفكر بالمشاكل

الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيَّة العراقـيَّة يصل العاصمة الهنغاريَّة بودابست في زيارة رسميَّة؛ تلبية لدعوة وجَّهها له السيِّد بيتر شيزارتو وزير خارجيَّة هنغاريا
وزير خارجيَّة هنغاريا للجعفريّ: نحن مُنفتِحون على طلب العراق بأن يتمَّ معالجة الجرحى العراقيِّين في مستشفياتنا.. استقرار العراق هو أحد أهمِّ المسائل بالنسبة لأمننا، ومن دون استقرار العراق لا يُمكِن الحديث بأنَّ أوروبا آمنة
الاخبار | 23-11-2016

وصل الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيَّة العراقيَّة العاصمة الهنغاريَّة بودابست في زيارة رسميَّة تستغرق عِدَّة أيام؛ تلبية لدعوة وجَّهها له السيِّد بيتر شيزارتو وزير خارجيَّة هنغاريا يبحث خلال مع المسؤولين الهنغاريِّين الملفات المُشترَكة بين بغداد وبودابست.

والتقى الدكتور الجعفريّ بنظيره الهنغاريَّ السيِّد بيتر شيزارتو في مقرِّ وزارة الخارجيَّة الهنغاريَّة، وبحث الجانبان أبرز القضايا التي تهمُّ البلدين، وسُبُل الارتقاء بالعلاقات إلى مُستوى يُلبِّي طموح الشعبين الصديقين.

وأكد الدكتور الجعفريّ أنَّ القوات المسلحة من القوى والتشكيلات كافة حققت هذا الانتصار، ويحِقُّ لدول العالم أن تفرح به؛ لأنـَّه ليس انتصاراً للعراقيِّين فقط، مُشيراً إلى أنه تمَّ تحرير عدد ليس قليلاً من الأقضية والنواحي، وقتل 1700 إرهابيٍّ من الدواعش في معركة الموصل، وتفجير 650 سيارة مُلغـَّمة، كما وقع في أسر القوات المسلحة العراقيَّة 120 من عناصر داعش، وتدمير أنفاق بطول 50 كيلو متر، وبلغت المساحة المُحرَّرة الآن من مدينة الموصل ثلث محافظة نينوى.

مُبيِّناً: أنَّ ستراتيجيَّة داعش هي تفجير أكبر عدد مُمكِن من الأهداف المدنيَّة، وتدريع البنايات بالدروع البشريَّة؛ وانطلاقا من حرص الحكومة العراقيَّة، والقوات المسلحة على تحاشي إيقاع القتل والأذى على المُواطِنين؛ فهذا يتطلب أن نعطي وقتاً أكثر، وننتظر حتى يتمَّ التحرير بأقلِّ تضحية مُمكِنة.

مُوضِحاً: أنَّ هناك ثلاث طرق تربط الموصل بسورية، وتمَّ قطع طريقين، ولم يبقَ سوى طريق واحد فقط بين الموصل وسورية، ومن الأقضية المُحرَّرة النمرود، والآشوريّ، والحمدانيّة، وبرطلة، وبعشيقة، وكذا مطار تلعفر، وغيرها من المناطق، وهي الآن بيد القوات المسلحة العراقيَّة، والآن قضاء تلعفر على أبواب التحرير.

داعياً إلى تقوية العلاقات العراقيّة-المجريَّة، ونعتقد أنَّ الاقتصاد يُؤدِّي دوراً كبيراً جدّاً في توطيد هذه العلاقة، ويُوجَد هناك تبادل مصالح بيننا، ونعمل على تعزيز هذا الجانب، وتنشيط الجانب الاقتصاديِّ، وتوسعة دائرة حجم التجارة الخارجيَّة بين البلدين.

كاشفاً: أنه فاتح السيِّد وزير الخارجيَّة الهنغاريّ بضرورة استيعاب بعض الجرحى العراقيِّين كمُشارَكة من المجر في رعاية الجانب الإنسانيّ.

من جانبه قال وزير خارجيَّة هنغاريا: إنَّ استقرار العراق هو أحد أهمِّ المسائل بالنسبة لأمننا، ورُبَّما استقرار أوروبا فمن دون تدمير داعش لا يُمكِننا أن نتكلم على الأمان في أيِّ نقطة من نقاط العالم، ومن دون تدمير داعش لن يكون هناك حلٌّ لمسألة الهجرة غير الشرعيَّة، باختصار شديد أودُّ أن أقول: من دون استقرار العراق لا يُمكِن الحديث بأنَّ أوروبا آمنة.

داعياً العالم كله لأن يقف مع العراق كخطوة أولى؛ حتى ندمِّر داعش، وبعد الانتصار على داعش يتحقق الأمان، والاستقرار، والسلام في العراق، والمنطقة المجاورة، ويجب أن نقف إلى جانب العراق لأنه بعد تحرير المناطق من داعش فإنَّ هذه المناطق ستستقرُّ، وعلينا إعادة إعمارها.

مُشيداً بما يتحقق في الموصل من انتصارات، ولكن مازلنا بعيدين عن القول بأننا انتصرنا نهائيّاً على داعش، مُشدِّداً أنَّ هناك خطراً كبيراً على أوروبا من المحاربين الأجانب الموجودين في العراق حاليّاً إذا لم نستطع تحقيق الاستقرار بسرعة في العراق لا يُمكِننا أن ننتصر على داعش بسرعة؛ لأنَّ داعش سيفتعل مشاكل كبيرة في أوروبا، مُضيفاً: يُوجَد حاليّاً 10 ملايين يعيشون على المساعدات الإنسانيَّة منهم 4 ملايين ونصف المليون من عراقي نازح داخليّ، وإذا لم نستطع الانتصار على داعش فإنَّ هؤلاء الناس أولاً وأخيراً سوف ينطلقون إلى خارج العراق، وسيأتون إلى أوروبا، مُحذراً من أنَّ عصابات داعش قد تستغلُّ موجة الهجرة؛ وتحاول إعادة المُقاتِلين الذين يحاربون في العراق إلى أوروبا، وهذا سيشكل تهديداً كبيراً لأوروبا.

وبخصوص تدريب القوات العراقية قال وزير خارجيَّة هنغاريا: بناءً على مُبادَرة إيطاليا فإنَّ المجر ستشارك في تدريب أفراد الشرطة العراقيَّة، ونحن مُنفتِحون على طلب العراق بأن تتمَّ معالجة الجرحى العراقيِّين في مستشفيات المجر، وستكون هناك الفرصة لمعالي الوزير ليُناقِش هذه المسألة مع وزير دفاع المجر.

كاشفاً: أنَّ المجر لا تتكلم فقط على مساعدة العراق، وأنَّ الحديث اليوم عن المُشارَكة في الصراع ضدَّ داعش فنحن نشارك بـ146 عسكريّاً مجريّاً يخدمون في شمال العراق، وفي الصراع ضدَّ داعش، وسوف نرسل في شهر كانون الثاني شحنة أسلحة جديدة لدعم العراق ضدَّ داعش، منها 110 آلاف رصاصة، وحاليّاً هناك 15 ضابطاً عراقياً ندرِّبهم في المجر على تفكيك العبوات، والمتفجرات، ودفعنا حتى الآن 3 ملايين يورو لصندوق الاتحاد الأوروبيِّ، وأرسلنا حوالى 600 ألف يورو لدعم المُشارَكة في الصراع.

وحول التعاون في مجال التعليم أشار وزير خارجيَّة هنغاريا إلى أنَّ بلاده تؤمِّن 100 مقعد كمنحة للطلبة العراقيِّين وهذه الاتفاقيَّة سينتهي مفعولها نهاية هذا العام، واتفقنا على تجديد الاتفاقيَّة حتى نستمرَّ على هذا الإطار، أي: توفير الـ100 منحة للعام الدراسيِّ المقبل.

كما تمَّ توقيع مُذكـَّرة تفاهم خاصَّة بتجنـُّب الازدواج الضريبيّ.

وعقب اللقاء أدلى الطرفان بتصريحات صحافيَّة إليكم نصها الكامل:

وزير الخارجيَّة الهنغاري: أرحِّب بكم، وأرحِّب بمعالي وزير الخارجيَّة العراقيَّة الدكتور إبراهيم الجعفريّ، وأشكره على زيارته إلى بودابست في هذا العام..

هذا ليس اللقاء الأوَّل بيننا فقد حصل لقاء بيني وبين وزير الخارجيَّة العراقيَّة في أميركا، ونحن سعداء جدّاً بأنَّ معالي الوزير شرَّفنا بزيارته إلى المجر شخصيّاً إذا ما طرحنا سؤالاً على أنفسنا، أو لبعضنا بأنه ما البلد الذي استقراره هو أحد أهمِّ المسائل بالنسبة لأمن أوروبا؟ فالجواب سيكون بشكل واضح بأنه العراق، العراق بلد استقراره له أهمّية خاصّة بالنسبة لأمن أوروبا؛ لأنَّ العراق يخوض معركة حاسمة ضدَّ ما يُسمَّى تنظيم الدولة الإسلاميَّة الإرهابيّ، وهو عدوُّ العالم، وعدوُّ الإنسانيَّة؛ لذا فإنَّ استقرار العراق هو أحد أهمِّ المسائل بالنسبة لأمننا، ورُبَّما استقرار أوروب؛ا فمن دون تدمير داعش لا يُمكِننا أن نتكلم على الأمان في أيِّ نقطة من نقاط العالم؛ من دون تدمير داعش لن يكون هناك حلٌّ لمسألة الهجرة غير الشرعيَّة.

باختصار شديد أودُّ أنَّ أقول: من دون استقرار العراق لا يُمكِن الحديث عن أنَّ أوروبا آمنة، والآن العالم كله يجب أن يقف مع العراق كخطوة أولى حتى ندمِّر داعش، وبعد الانتصار على داعش يتحقق الأمان، والاستقرار، والسلام في العراق والمنطقة المجاورة، ويجب أن نقف إلى جانب العراق؛ لأنه بعد تحرير المناطق من داعش فإنَّ هذه المناطق ستستقرُّ، وعلينا إعادة إعمارها..

 

معالي الوزير أخبرنا بشكل مُفصَّل عمَّا يحصل في الموصل، وأكيد هو سيُخبركم الآن، يُمكِن أن نقول: إنَّ الأخبار إيجابيَّة من الموصل، لكن مازلنا بعيدين عن القول بأننا انتصرنا نهائيّاً على داعش.

المجر تسعى إلى توطيد علاقاتها مع العراق، وزيادة حجم التعاون الإنسانيِّ بين البلدين، وهناك خطر كبير على أوروبا من المحاربين الأجانب الموجودين في العراق حاليّاً إذا لم نستطع تحقيق الاستقرار بسرعة في العراق لا يُمكِننا أن ننتصر على داعش بسرعة؛ لأنَّ داعش سيفتعل مشاكل كبيرة في أوروبا، وحاليّاً هناك 10 ملايين يعيشون على المُساعدات الإنسانية، منهم 4 ملايين ونصف المليون نازح داخليّ، وإذا لم نستطع الانتصار على داعش فإنَّ هؤلاء الناس أوَّلاً وأخيراً سوف ينطلقون إلى خارج العراق، وسيأتون إلى أوروبا، كما أنَّ عصابات داعش قد تستغلّ موجة الهجرة، وتحاول إعادة المقاتلين الذين يحاربون في العراق إلى أوروبا، وهذا سيشكل تهديداً كبيراً لأوروبا.

المجر لا تتكلم فقط على مساعدة العراق، وأنَّ الحديث اليوم عن المُشارَكة في الصراع ضدَّ داعش فنحن نشارك بـ146 عسكريّاً مجريّاً يخدمون في شمال العراق، وفي الصراع ضدَّ داعش، وسوف نرسل في شهر كانون الثاني شحنة أسلحة جديدة لدعم العراق ضدَّ داعش، منها 110 آلاف رصاصة، وحاليّاً هناك 15 ضابطاً عراقياً ندرِّبهم في المجر على تفكيك العبوات، والمتفجرات، ودفعنا حتى الآن 3 ملايين يورو لصندوق الاتحاد الأوروبيِّ، وأرسلنا حوالى 600 ألف يورو لدعم المُشارَكة في الصراع.

نحن نؤمِّن 100 مقعد كمنحة للطلبة العراقيِّين وهذه الاتفاقيَّة سينتهي مفعولها نهاية هذا العام، واتفقنا على تجديد الاتفاقيَّة حتى نستمرَّ على هذا الإطار، أي: توفير الـ100 مقعد منحة للعام الدراسيِّ المقبل.

ذكرت لمعالي الوزير أنه بناءً على طلب إيطاليا فإنَّ المجر ستشارك في تدريب أفراد الشرطة العراقيَّة.

في النهاية أعبِّر عن فكرتين، أوَّلاً: نحن دولة مسيحيَّة لذا نحن مسؤولون بشكل كبير عن مُساعَدة المُجتمَع المسيحيِّ الذي تعرَّض للاضطهاد في مناطق الشرق الأوسط من قبل داعش، ونحن سعداء جدّاً بأنه تمَّ تحرير أكبر دير في نينوى، هذا خبر سعيد جدّاً، وأخبرنا معالي وزير الخارجيَّة بأنَّ المجر تراقب من كثب الأحداث، وجاهزة لتقديم أيِّ دعم للمسيحيِّين حتى يعودوا إلى مناطقهم، وفي النهاية بالنسبة للعلاقات الاقتصاديَّة نحن اتفقنا على أنه يجب أن لا ننسى العلاقات الاقتصاديَّة حتى في أصعب الظروف، وهناك أخبار جيِّدة بشأن الصادرات المجريَّة إذ إنها ارتفعت في العام الماضي بنسبة 34% بعد أن كانت 29%، وهناك عدد من الاستثمارات الكبيرة الجارية في مجال الموادِّ الغذائيَّة منها ما هو قيد التحضير الآن، وهذا يُعبِّر عن أنَّ العلاقات الاقتصاديَّة بين البلدين مازالت وثيقة.

شكراً جزيلاً لمعالي الوزير على زيارته إلى المجر.

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: أشكر معالي الوزير لهذا اللقاء..

القوات المسلحة من القوى، والتشكيلات كافة حققت هذا الانتصار؛ ويحقُّ لكم أن تفرحوا؛ لأنَّ هذا ليس انتصاراً للعراقيِّين فقط خُصُوصاً أنَّ قوات التحالف الدوليِّ التي تشكـَّلت في الشهر التاسع عام 2014 إلى الآن قامت بتوفير الغطاء الجوِّي عند حاجة القوات المسلحة العراقيَّة، وبالتدريب، وتوفير بعض المُستلزَمات اللوجستيَّة، إذ ساعدت فيها كلُّ دول أوروبا، وساهمت في ذلك أميركا، وأستراليا، وغيرهما.. الدول التي ساهمت في دعم العراق لها الحقُّ أن تفرح بما يتحقق على الأرض.

اليوم في الموصل تمَّ تحرير عدد ليس قليلاً من الأقضية والنواحي، وتمَّ قتل 1700 إرهابيٍّ من الدواعش في معركة الموصل، وتمَّ تفجير 650 سيارة مُلغـَّمة، كما وقع في أسر القوات المسلحة العراقيَّة 120 من عناصر داعش، وتم أنفاق بطول 50 كيلو متر، وعدد النازحين من الموصل وصل إلى 62 ألف، وكان من المتوقع أن يكون العدد أكبر من هذا العدد، وكانت التحضيرات لاستقبال أعداد أكبر، ولكن عندما يكون العدد أقلَّ من المتوقع فإمكانيَّة القوات العراقيَّة على استيعاب هذا العدد وإدارتهم ستكون أسهل ممَّا لو كان ذلك العدد كبيراً.

المساحة المُحرَّرة الآن من مدينة الموصل هي ثلث محافظة نينوى، أمَّا ستراتيجيّة داعش فهي تفجير أكبر عدد مُمكِن من الأهداف المدنيَّة، وتدريع البنايات بالدروع البشريَّة؛ وانطلاقا من حرص الحكومة العراقيَّة، والقوات المسلحة على تحاشي إيقاع القتل والأذى على المُواطِنين فهذا يتطلب أن نعطي وقتاً أكثر، وننتظر حتى يتمَّ التحرير بأقلِّ تضحية مُمكِنة.

هناك ثلاث طرق تربط الموصل بسورية، وقد تمَّ قطع طريقين، ولم يبقَ سوى طريق واحد فقط بين الموصل وسورية، ومن الأقضية المُحرَّرة: النمرود الآشوريّ، والحمدانيّة، وبرطلة، وبعشيقة، ومطار تلعفر، وغيرها من المناطق، وهي الآن بيد القوات المسلحة العراقية، وقضاء تلعفر على أبواب التحرير.

أؤكـِّد على وحدة حركة الفصائل المسلحة العراقيَّة، وأؤكـِّد -أيضاً- على وحدة الخطاب السياسيِّ العراقيِّ باتجاه واحد.

من خلال هذا المنبر في عاصمة المجر في بودابست نقدِّم شكر وتقدير العراق للدول كافة التي وقفت إلى جانب العراق سواء كان بتأمين الغطاء الجوِّي، أم التدريب، وتأمين القضايا اللوجستيَّة، والأموال.

العراق بلد غنيّ، بل مُتعدِّد الثروات من نفط، وزراعة، وثروة مائيَّة، وثروة سياحيَّة، لكنه الآن يمرّ بظروف استثنائيَّة، وهو يُقاتِل نيابة عن كلِّ دول العالم؛ لأنَّ مُواطِني الكثير من الدول جاؤوا للقتال مع داعش، ونحن لا نقول: إنَّ هؤلاء يُمثلون دولهم، لكنهم جاؤوا إلى العراق، وتجاوزت البلدان الذين جاؤوا منها أكثر من 100 لمُحارَبة الشعب العراقيِّ، وتدمير الدولة العراقـيَّة.

العراق بلد حضاريّ قديم، وتاريخ الحضارة العالميَّة انطلق من العراق قبل 6000 سنة؛ لذا فالعراق له مُرتكـَز إنسانيّ، ومُجتمَعيّ، وينشر ظله للانسجام بين مُركـَّباته كافة، ويتمتع بوزن دوليّ، وما من أحد في العالم إلا وسمع بالعراق، وقرأ عنه.

نتطلع إلى تقوية العلاقات العراقيَّة-المجريَّة، ونعتقد أنَّ الاقتصاد يُؤدِّي دوراً كبيراً جدّاً في توطيد هذه العلاقة، ويُوجَد هناك تبادل مصالح بيننا، ونعمل على تعزيز هذا الجانب، وتنشيط الجانب الاقتصاديِّ، وتوسعة دائرة حجم التجارة الخارجيَّة بين البلدين.

يجب أن نشكر حكومة المجر لإيوائها العراقيين، ورعايتها لهم. واليوم فاتحتُ السيِّد وزير الخارجيَّة بمسألة بالنسبة لنا مُهمَّة قلت له: ضرورة استيعاب بعض الجرحى العراقيِّين كمُشارَكة من المجر في رعاية الجانب الإنسانيِّ، وكلّ الدعم الذي يأتي للعراق نحن نقدِّره، ونثمِّنه، ونؤكد على أنَّ العراق، وسيادته مُوحَّدة، والحكومة الاتحاديَّة تتعامل مع مُكوِّناتها كافة سواء كان مع إقليم كردستان، أم المحافظات الأخرى، وسواء كان مع العرب، أم الكرد، أم التركمان بشكل مُتكافئ، ومُتوازن. المشهد السياسيّ العراقيّ أمامكم جميعاً رؤساء الرئاسات مُتنوِّعون، وكذا الوزراء، ولا تـُوجَد هناك أيُّ مُشكِلة في داخل العراق بين مُكوِّنات الشعب العراقيِّ، وكلـَّما يتقدَّم الوقت تلتحم القوى السياسيَّة المُختلِفة.

نأمل أن يزداد حجم التجارة أكثر فأكثر، والتعاون بيننا وبينكم، وكذلك وُجُود الطلاب في الجامعات الهنغاريَّة.

مرَّة أخرى أجدِّد شكري للسيِّد وزير الخارجيَّة شيزارتو على كرم الضيافة، وأشكركم جميعاً.

 

  • بخصوص النفط العراقيِّ، وزيادة إنتاجه النفطيِّ هل سيُقلـِّص العراق من إنتاجه النفطيِّ، وماذا بعد تحرير الموصل؟

 

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: ما يتعلق بالسؤال عن النفط العراقيِّ: تعلمون جيِّداً أنَّ سعر النفط انخفض بشكل حادٍّ، والنفط العراقيّ بالنسبة للمُوازَنة العراقيَّة يُشكـِّل أكثر من 90% من المُوازَنة. صحيح، أنَّ الموارد الاقتصاديَّة العراقيَّة مُتعدِّدة، لكنها شبه مشلولة باستثناء النفط. فعندما انخفض النفط بشكل حادّ، ومفاجئ، وفقد الكثير من قيمته فقد هبط من أكثر من 100 دولار للبرميل إلى أقلَّ من 30 دولاراً؛ فسبَّب ذلك عجزاً كبيراً في الموازنة هذا جانب، ومن جانب آخر ارتفاع النفقات للقوات المسلحة العراقيّة بسبب الحرب ضدَّ داعش، فمن جانب انخفاض الموارد، وارتفاع النفقات سبَّب عجزاً، وعجزاً ليس قليلاً.

من هنا نحن نعتقد أنَّ المُعادِل لمسألة النفط هو رفع مُستوى الإنتاج النفطيِّ، وأنَّ العراق حالة استثنائيَّة خُصُوصاً أنه لا يواجه مُشكِلة داخليَّة فقط، وإنما يواجه حرباً يشارك فيها عناصر ينتمون إلى كثير من دول العالم، وأكثر من مئة دولة في العالم ينتمي لها مُواطِنو داعش، وهناك تفهُّم دوليّ لوضع العراق الاستثنائيّ.. فالعراق بلد غنيّ لكنه الآن يُعاني من مُشكِلة استثنائيَّة.

ليس من الصحيح أن نـُجري عمليَّة خفض للمنتوج النفطيِّ، وظروفنا استثنائيَّة تتطلب أن نزيد من موارد الإنتاج النفطيِّ؛ حتى نعالج الخلل الذي نحن نواجهه. وما يتعلق بالسندات الحكوميَّة في أربيل كلّ سند مُغطـَّى دستوريّاً نحن نحترمه، ونلتزم به، وليست لدينا مُشكِلة معه.. العراق لديه دستور، ودولة فيها قانون، وعندما يكون كلّ سند دستوريّ نؤمِن به.. لا توجَد هناك أيُّ عمليَّة انتهاك للدستور، أو للقوانين.

تداعيات داعش أعتقد أنه عندما تتراجع من الموصل، وستتحرَّر الموصل ستكون ضربة قاصمة للظهر، وتراجع داعش في الموصل مكسب كبير ليس فقط للعراق بل لكلِّ دول العالم من دون شكّ أنها ستبحث عن أماكن بديلة.

كنتُ قبل بضعة أشهر في شمال أفريقيا في تونس، وليبيا، والجزائر.. في الجزائر وتونس رأيت قلقاً من أنَّ هناك توجُّهاً لداعش لاختيار مناطق بديلة، وعندما اختارت ليبيا كخيار أوليّ أقلقت الحوض الليبيّ، والدول المجاورة لليبيا.

الأمن لا يتجزَّأ، وعندما يختلُّ الأمن في بلد يُعطي انعكاسات سلبيَّة على دول الحوض المجاور لذلك البلد. فهناك قلق مشروع.. خذوا بنظر الاعتبار أنَّ بعض هؤلاء الدواعش، بل الكثير منهم هم جاؤوا من شمال أفريقيا، وهم يعرفون جيِّداً ماذا يعني انتقال الدواعش، وانتقال الإرهاب إلى أيِّ دولة من دول العالم بعد العراق.

لذلك السؤال: ماذا بعد تحرير الموصل؟ هذا هو السؤال المُهمّ الذي يجب أن نقف عنده كثيراً.

عندما ألقيتُ خطابي في الشهر التاسع من عام 2014 حدَّدت ثلاثة مديات للتعامل مع مسألة داعش.. المدى الأول: هو إيقاف التدهور الأمنيِّ الذي حصل بسبب وُجُود داعش، والمدى الثاني: هو إسعاف الناس، وتقديم الخدمات، وتقديم الأموال، والخدمات الطبِّية، والمدى الثالث: هذا هو الذي نحن بدأنا به الآن ماذا بعد تحرير الموصل.. الموصل مدينة كبيرة مدينة من حيث الحجم السكانيّ تختلف عن بقيَّة المدن، ومن حيث التكوين مُتعدِّدة التكوين، وليست أحاديَّة التكوين فيها ديانات مُتعدِّدة، وطوائف مُتعدِّدة، ومن حيث المُستوى المعاشيِّ مُرتفِع جدّاً فيها جامعات، ومستشفيات، ومدارس، والكثير من القضايا المُتطوِّرة، وأنا شخصيّاً تخرَّجت من جامعة الموصل، وأعرف الموصل. أنا لستُ من الموصل، لكين عشتُ فيها ثمانيَ سنوات ونصفاً، وأفهمها جيِّداً.. مدينة مُهمَّة جدّاً، وشعبها شعب مُتحضِّر، وفيها أصحاب الاختصاص، وعدد كبير من ضُبَّاط الجيش العراقيِّ، وعدد كبير من الأطباء العراقيِّين أيضاً تخرَّجوا من جامعة الموصل.

الموصل تحتاج إلى رعاية، وكيف لنا أن نستقطب النازحين، والمهاجرين لأن يأتوا إلى العراق من دون أن نؤمِّن لهم مُستشفيات لمرضاهم، ومدارس لأولادهم.. عندما نفكر كيف يعود المهاجرون من الخارج إلى العراق يجب أن لا نعالج الأمر علاجاً عرضيّاً سطحيّاً مؤقتاً، وعلينا علاجه جذريّاً وحقيقيّاً، وإعادة الحياة الطبيعيَّة إلى محافظاتهم..

أوروبا في الحرب العالمية الثانية فتحت أبوابها لكلِّ أبناء أوروبا من الدول المُتضرِّرة من الحرب.

ردَّة الفعل الطبيعيَّة في الحُرُوب أنَّ الناس يخرجون من البلد الذي فيه حرب إلى مناطق أخرى.. أفضل طريقة، وأقصر طريق لعودة كلِّ هؤلاء هو معالجة الأسباب، وإعادة التوازن، والاقتصاد الصحيح إلى بلدانهم؛ حتى يعودوا مرَّة أخرى؛ لذا حظيت ألمانيا بمشروع مارشال، ورعاية البلدان الأوروبيَّة عُمُوماً عمَّرت ألمانيا، وأعادتها إلى الركب الغربيِّ من جديد..

نحن نتطلع لأن يعود أكبر عدد من العراقيِّين مرَّة أخرى إلى العراق، لكنَّ الدستور العراقيَّ لا يمنحنا الصلاحيَّة بأن نجبر أيَّ مُواطِن عراقيِّ على أن يعود بالقوة، كما لا يسمح لنا الدستور العراقيّ بأن نمنع أيَّ مُواطِن عراقيّ من أن يخرج من العراق، لكننا نتمنى أن لا يخرج أحد، ونتمنى على الذين خرجوا أن يعودوا.

كلّ الشكر، والتقدير لكم، وأقول لكم: إنَّ العراقيِّين لا يُوجَد في تاريخهم القديم هجرة، فهم يُحبُّون بلدهم، ويبقون، وحتى عندما يخرجون يتطلعون إلى العودة مرَّة أخرى إلى العراق.. فالعراقيّ لا يُحِبُّ الهجرة وما يحدث الآن من هجرة فلظروف استثنائيَّة؛ بسبب الحكم الدكتاتوريّ لصدام حسين، وبسبب وُجُود الدواعش الآن. عندما نتعاون سويَّة للقضاء على بؤرة الدواعش، وبؤرة الإرهاب أعتقد أنَّ هذه المُجتمَعات ستدخل مرحلة الاستقرار، والعودة مرَّة أخرى إلى بلدانها.


العودة إلى صفحة الأخبار


 الرئيسية  |  الأخبار  |  إبراهيم الجعفري  |  تيار الإصلاح الوطني  |  رسائل الأيام  |  كلمات  |  الصور  |  المكتبة  |  الفيديو  |  اتصل بنا 
E-mail : med@al-jaffaary.net
جميع الحقوق محفوظة لـموقع الدكتور ابراهيم الجعفري©2010 - 2024
استضافة وتصميم وبرمجة ويب اكاديمي

Powered by web academy