|
الجعفريّ بعد لقائه رئيس الوزراء اللبنانيّ: الإرهاب لا يتحدَّد بأرض، ولا بدين، ولا بمذهب، ولا بوطن، ويحاول أن ينتشر، ويتسع؛ نحن نعتقد أنَّ توجيه ضربة قويّة، وتطهير الفلوجة من دنس هؤلاء سينعكس إيجاباً على بقية المُدُن العراقية
الاخبار | 09-06-2016
التقى الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيَّة العراقـيَّة، والدكتور الشيخ عبد اللطيف الهميم السيد تمَّام سلام رئيس الوزراء اللبنانيّ، في العاصمة اللبنانيّة بيروت. الجعفريّ كشف أنـَّه والدكتور عبد اللطيف الهميم رئيس ديوان الوقف السُنـّي حملا رسالة مُوجَّهة من قبل الدكتور حيدر العباديّ رئيس الوزراء إلى السيِّد تمّام سلام رئيس الوزراء اللبنانيّ، مُوضِحاً: تضمَّنت الرسالة تأكيد القوات المُسلـَّحة على تحرير مدينة الفلوجة بكلِّ نواحيها من دنس داعش الإرهابيِّ، مع الحرص على حياة المدنيين؛ لئلا يُصيبهم سوء خصوصاً أنَّ داعش لا تسمح للمدنيِّين بالخروج من المدينة، وتـُهدِّد بالقتل، وقد قتلت بعضهم، مُبيِّناً: أنَّ القوات العراقـيَّة تعاملتْ بكلِّ إنسانيَّة، وأخرجت الآلاف من أهالي المدينة. جاء ذلك في تصريح له عقب لقاء السيِّد تمام سلام. مُؤكـِّداً: أنَّ القوات العراقـيَّة تـُسجِّل انتصارات باهرة على أكثر من صعيد، وهي اليوم تـُحكِم القبضة على الفلوجة، وتراعي أمن وسلامة المُواطِنين؛ لذا تبذل جهداً أكثر، وتأخذ وقتاً أكبر، وتـُقدِّم التضحيات؛ حرصاً على سلامة المُواطِنين الأبرياء، مُبيِّناً: القوات العراقـيَّة أحكمت القبضة على الصقلاوية، وقبلها الكرمة. مُضيفاً: تحدَّثنا في الشأن العراقيِّ، والعلاقات الثنائيّة العراقـيَّة-اللبنانيَّة، والعالم العربيّ، وعرَّجنا على الوضع الدوليِّ؛ لأنَّ الملفات مُتداخِلة، معللاً: لأنَّ التحدِّي الذي نواجهه في العراق يُلقي بظلاله على المنطقة.
وعلى هامش اللقاء أدلى الجعفريّ، والهميم بتصريحات صحافيَّة لوسائل الإعلام جاء فيها:
الدكتور إبراهيم الجعفريّ: يـُؤثـِّر بالغ التأثير. المعركة لا تتجزَّأ. تتعدَّد ميادينها، لكنها مُتماسِكة؛ لأنَّ القوة في ميدان تنعكس سلباً وإيجاباً على الميادين الأخرى. بالنسبة للفلوجة اتـَّخذت منها داعش قاعدة تحاول أن تتجذر، طبعاً هم لا يمثلون أهالي الفلوجة، ولكنهم انقضّوا عليها، ونمَت، وترعرعت فيها بعض الخلايا، ومارست، وانطلقت إلى مناطق أخرى في العراق، ورُبَّما تنطلق إلى مناطق أخرى في العالم العربيّ. تطهير الفلوجة سينعكس إيجابياً على بقـيَّة المُدُن العراقـيَّة، ويمنع تداعياتها، وتدفـُّقها إلى مناطق أخرى خارج العراق. الإرهاب لا يتحدَّد بأرض، ولا بدين، ولا بمذهب، ولا بوطن، ويحاول أن ينتشر، ويتسع؛ إذن نحن نعتقد أنَّ توجيه ضربة قويّة، وتطهير الفلوجة من دنس هؤلاء سينعكس إيجاباً على بقية المُدُن العراقية. الحشد الشعبيّ سجَّل مواقف مُشرِّفة طيلة فترة المعارك، ولايزال يتواجد، والحكومة عملت كشيء احترازيّ أن لم تـُدخِل الحشد الشعبيَّ إلى مدينة الفلوجة مُراعَاة للحساسيّات الموجودة، ولتفويت الفرص على أعداء العراق؛ لذا يتواجد الحشد الشعبيّ في الكرمة، والصقلاوية فقط. لا أحد يستطيع أن يجزم أنَّ كلَّ صفحات المعارك لا يحدث فيها خرق؛ لأنَّ مُواجَهة المُقاتِل لعدوِّه تجعله في حالة نفسيّة قد يرتكب خطأ ما. الأخ رئيس الوزراء قال: نحن نـُجري تحقيقاً، ولا نتستـَّر عن حقيقة ما يجري، وسنـُعاقِب كلَّ من يرتكب خطأً، كما لا ينبغي أن ننسى الصفحات البطوليّة الرائعة التي بهرت العالم، وبهرت العراقـيِّين من أنَّ أبناء الحشد الشعبيِّ يُواصِلون عملهم إلى جانب إخوانهم من دون تفريق مذهبيّ، ولا مناطقيّ. حتى إذا حصلت بعض الخروقات فهي لا تـُعبِّر عن الحشد الشعبيِّ كهويّة وطنيّة عراقـيَّة، وإنما تـُعبِّر عن حالة فرديّة شاذة.
الدكتور إبراهيم الجعفريّ: مُستشار للحكومة العراقـيَّة تعبير غير دقيق، وإنما مُستشار من جملة مُستشارين يأتون إلى العراق بما فيهم المُستشارون الأميركيّون. الحكومة العراقـيَّة سمحت بوُجُود مُستشارين عسكريِّين منذ نهاية الشهر السابع من 2014، وعندما تشكـَّل التحالف الدوليّ قلنا: لن نسمح بالقواعد، ولن نسمح بوُجُود تجمُّعات عسكريّة، ويسمح بوُجُود مُستشارين، وقد تقاطر علينا مُستشارون كثيرون جاؤوا إلى العراق، ومارسوا دورهم، ومنهم: من أميركا، وكندا، وبريطانيا، وبقيَّة دول أوروبا، ودول الجوار. قاسم سليماني يأتي بعنوان مُستشار، وليس مُستشاراً للحكومة العراقـيَّة، وليس جزءاً من النظام العراقيِّ، إنما مُستشار عسكريّ نستفيد منه. عندما تتعرَّض مدينة الموصل إلى ما تعرَّضته له الآن، وعندما تتعرَّض مدينة الفلوجة يجعلنا لا ننتظر سقوط المُدُن الواحدة تلو الأخرى، فكان لابُدَّ أن ننفتح، ونمد يد المصافحة لكلِّ مَن يقف إلى جانب العراق، ويحفظ سيادته. لسنا خجولين، ولا جبناء. من لا يعجبه ذلك فهذا شأنه. نحن نعتقد أنَّ البلد عندما يستباح بهذه الطريقة يجب أن نعتمد على قوانا الداخليّة، وعلى كلِّ من يُمكِن أن يُقدِّم خدمة بشرط أن لا يمسَّ السيادة، ويخضع للشروط العراقـيَّة باستقلال العراق، ودستور العراق، وسيادة العراق.
الدكتور عبد اللطيف الهميم: أيُّ دولة عربيّة لها دور أساسيّ، وبارز في هذا الموضوع. هذا يأتي في سياق التشاور العربيِّ المُشترَك. لبنان لديها تجربة كبيرة، وغنيَّة في قيادة جزء من صراعاتها الداخلـيَّة؛ كما أنَّ لبنان واحدة من الدول العربيّة المُهمَّة التي نتطلع لأن تـُؤدِّي دوراً كبيراً سواء على المُستوى الشعبيِّ، أم على المُستوى السياسيِّ. نعتقد أنَّ لبنان قادرة بحكم دورها الثقافيِّ، والإعلاميِّ على مُستوى الساحة العربيّة، والإسلاميَّة.
الدكتور عبد اللطيف الهميم: القيادة العامة للقوات المسلحة هي التي تحدد التوقيتات، ومجريات الميدان، ولكني أطمئنكم بحكم صلتي بهذا الموضوع أنـَّه خلال الثلاثة أسابيع المقبلة ستـُحسَم معركة الفلوجة بالكامل.
الدكتور إبراهيم الجعفريّ: مُتفاعِلون بشكل إيجابيٍّ، وجيِّد، ويفرحون عندما يسمعون أخبار الانتصارات، ويحرصون على تفويت الفرص أمام كل من يحاول أن يستغلَّ هذه المُناسَبة لإيجاد شرخ في الصفِّ الوطنيِّ العراقيِّ سواء كان من منطلق مذهبيٍّ، أم منطلق دينيٍّ، أم من منطلق قوميّ. أنا مُرتاح جدّاً لما أبداه دولة الأخ تمّام سلام من حرص، وما أبداه من مشاعر.
الدكتور عبد اللطيف الهميم: على مُستوى مدينة الرمادي لم يكن الحشد الشعبيّ موجوداً فيها، ولا في هيت، وإنما كان حشد أبناء العشائر من المنطقة هم الموجودين، وهم جزء من الحشد الشعبيِّ. لم تكن هذه الظاهرة موجودة بالنسبة لموضوع الفلوجة. لا تـُوجَد حرب نظيفة بالمُطلـَق؛ وإنما سُمِّيت الحرب استثناءً، وليس قاعدة؛ ومن ثم لا يُوجَد حرب نظيفة 100% لكن السؤال المطروح: هل تـُوجَد انتهاكات مُمنهَجة للمدنيِّين، أم لا؟ أنا أقول لك: لا تـُوجَد بالمطلق انتهاكات مُمنهَجة، وإنما أعمال فرديّة، وهذه تحدث في كلِّ حُرُوب العالم. العودة إلى صفحة الأخبار |
|