|
اللجنة العراقـيّة-الروسيّة تجتمع في بغداد بعد انقطاع لثمان سنوات، وتـُوقـِّع اتفاقيّة ثنائيّة شاملة
الاخبار | 11-02-2016
اجتمعت اللجنة العراقـيّة-الروسيّة في بغداد برئاسة الدكتور إبراهيم الجعفريّ للجانب العراقيّ، ورئاسة السيِّد ديمتري روغوزين نائب رئيس الوزراء للجانب الروسيِّ بمُشارَكة أكثر من 180 مسؤولاً من الطرفين. وتمخـَّض الاجتماع عن توقيع اتفاقـيّة مع الجانب الروسيِّ شملت قطاعات مُختلِفة، علاوة على التعاون الثنائيِّ بين البلدين. وأوضح الجعفريّ: هذه أوَّل اتفاقـيّة تـُدوَّن بهذا الشكل منذ مُرُور ثماني سنوات، مُضيفاً: خرج الحوار باتفاق الجانبين على زيادة حجم التبادُل التجاريِّ أضعاف ما كان عليه سابقاً، وشمل قطاعات مُختلِفة: القطاع التجاريَّ، والاقتصاديَّ، والإقليميَّ، والاستثماريَّ، والعسكريّ، مُشيراً إلى الدعوة للجانب الروسيِّ بضرورة الوقوف إلى جانب العراق، ومُساعَدة الشعب العراقيِّ في إعادة البنية التحتيّة. من جهته السيِّد ديمتري روغوزين نائب رئيس الوزراء الروسيِّ أكـَّد عزم حكومته على ترسيخ العلاقات الثنائـيَّة مع العراق، وتقديم مُختلِف أنواع الدعم بخاصّةٍ العسكريَّ للقضاء على عصابات داعش الإرهابيّة، وإعادة إعمار البنى التحتـيّة التي دمَّرتها عصابات الإرهاب، مُشيراً بالقول: يُوجَد لدينا إدراك كامل للأوضاع الداخليّة في العراق، والخطوات المطلوب تبنـِّيها من الجانب الروسيِّ لتعزيز العلاقات الثنائـيّة بين البلدين. وعلى هامش الاجتماع عقد الطرفان مؤتمراً صحفياً، إليكم نصَّه: المُؤتمَر الصَحَافيّ للدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقـيّة مع السيِّد ديمتري روغوزين نائب رئيس الوزراء الروسيّ 11/2/2016 الدكتور إبراهيم الجعفريّ: نتقدَّم بوافر الشكر لوفد روسيا الاتحاديّة المُولـَّف من السيِّد ديمتري روغوزين نائب رئيس الوزراء، والسادة وكلاء الوزراء، والمُختصِّين؛ وهذا إن دلَّ على شيء فإنـَّما يدلُّ على الاهتمام الذي أولته روسيا الاتحاديّة لهذه الزيارة، وترتيب الآثار التي نطمح لتحقيقها. هذه أوَّل اتفاقـيّة تـُدوَّن بهذا الشكل؛ فما كانت تـُوجَد اتفاقـيّة عراقـيّة-روسيّة تحظى بالتدوين، والتوقيع منذ مُرُور ثماني سنوات. خرج الحوار باتفاق الجانبين على زيادة حجم التبادُل التجاريِّ أضعاف ما كان عليه سابقاً، وشمل قطاعات مُختلِفة: القطاع التجاريَّ، والاقتصاديَّ، والإقليميَّ، والاستثماريَّ، وكان منها الاتفاق على دعم مُفرَدات البطاقة التموينيّة، وعلى الصعيد التجاريِّ والاقتصاديِّ التعاون بين الشركة العامّة لتجارة الموادِّ الإنشائيّة، والشركة العامّة للأسواق المركزيّة، وتعريف المُنتـَجات المُصنـَّعة في كلا البلدين من خلال تنظيم الأسواق، والمعارض المُتخصِّصة، والتعاون بين غرفة التجارة والصناعة الروسيّة، واتحاد الغـُرَف التجاريَّة العراقـيّة، ومجالس الأعمال وغيرها من اتحادات رجال الأعمال العراقـيِّين والروس، وبناء، وتطوير مُختبَرات تحليل الحبوب، وبناء السايلوات، وتأهيل المطاحن، وتبادل الخبرات في هذا المجال ضمن نفس محور التعاون التجاريِّ بين القطاع الخاصِّ العراقيِّ والروسيِّ، وعلى صعيد التعاون الاستثماريّ تبادُل معلومات بخصوص الغرف الاستثماريّة المُتاحة في العراق، والتعاون الماليِّ والمصرفيِّ، وإقامة اتصالات مُباشِرة بين البنوك التجاريّة في كلا البلدين، والتعاون في المجال الإحصائيِّ، والتعاون في مجال الطاقة، وفي قطاع النفط والغاز تمَّ التفاهم بشكل جيِّد مع شركة لوك أويل الروسيّة، وأبلغ الجانب العراقيُّ الجانب الروسيَّ بالشكل التالي: إكمال الدورة المُركـَّبة للوحدات الغازيّة، وتأهيل المحطات وفق مبدأ الاستثمار، وعلى صعيد الطاقة الكهربائيّة اهتمام الشركة الروسيّة سيلوفيا ماشني، وشركة تكنوبروم، والشركات الروسيّة الأخرى بالمُشارَكة في تنفيذ الأعمال الخاصّة بتوسيع محطة الهارثة، وبناء محطات أخرى، والتعاون في مجال الموارد المائيّة في مجال التصميم، والإنشاءات المائيّة، واستـئناف التعاون بين البلدين في هذا الاتجاه، والاهتمام بتطوير، واستغلال الموارد المائيّة، وكذلك التعاون في مجال الجيولوجيا، واستغلال الثروات الجوفيّة والبيئيّة، وعلى صعيد التعاون في مجال الصناعة أبدى الجانبان استعدادهما لاستمرار المُشاوَرات للتوصُّل إلى تعاون صناعيٍّ بين البلدين بمُستوى طموح الطرفين.
نائب رئيس الوزراء الروسيّ ديمتري روغوزين: أشكركم معالي الوزير من جديد. نيابة عني وعن الوفد المُرافِق لي المُؤلـَّف من مُختلِف الوزارات، والهيئات، وقطاع الأعمال اسمحوا لي من جديد أن أشكركم جزيل الشكر على حُسن استقبالكم. أشكر معالي الوزير جزيل الشكر على ساعات مضت من أجل المناقشات المُفصَّلة للمُضيِّ في علاقاتنا الثنائيّة قـُدُماً، وكذلك للأوضاع الداخليّة في العراق وخارجه. في هذا الوقت الضيِّق ناقشنا من خلال فرق العمل المُختلِفة مُختلِف طرق التنمية الثنائيّة، وتذليل العمل الحكوميِّ المُشترَك. عقدنا جلستنا المُشترَكة اليوم، ووضعنا من خلالها الورقة الختاميّة، وهي عبارة عن خارطة الطريق للمُضيِّ قـُدُماً في مُختلِف وُجُوه العلاقات الثنائيّة، وأجرينا من خلال إقامتنا في العراق لقاءات مع كلٍّ من فخامة رئيس جمهوريّة العراق، ورئيس مجلس النواب، ووزير الخارجيّة، ويُوجَد لدينا إدراك كامل للأوضاع الداخليّة في العراق، والخطوات المطلوب تبنـِّيها من الجانب الروسيِّ لتمرير العلاقات الثنائـيّة، وقبل هذا اللقاء كان تعاملنا الثنائيُّ يرتكز أساساً على التعامُل في مجال الطاقة، وفي المجال العسكريِّ، والفنيِّ المُعتمَد، وترجع إلى العهد السوفيتيِّ السابق، وعن طريق تلبية المطالب العاجلة للقيادة العراقـيَّة بتزويدها بالمُعدَّات العسكريّة. فقد تمكـَّنا من رفع الجاهزيّة القتالـيّة للقوات المُسلـَّحة العراقـيّة، ونحن مُستعِدُّون لمُواصَلة هذه الجُهُود بالمزيد للتصدِّي للعدوان، والتصدِّي للتحدِّيات الإرهابيَّة القائمة أمام العراقـيِّين، وشدَّدنا خلال لقائنا اليوم على قطاعات الصناعة المدنيّة، ويُمكِنني أن أثني كلمة معالي الوزير بأننا نحتاج إلى توسيع تعامُلنا، واستخدام مُختلِف القطاعات، والمجالات بما في ذلك قطاع النقل، والصِحّة، والطيران المدنيُّ، وغيرها من القطاعات التي يحتاج إليها العراق في هذه الأوقات الصعبة حيث نشهد الانخفاض الكبير في أسعار النفط. إنَّ جلستنا هذه ليست النهاية لتعامُلنا، ولكنها البداية، وبعد عودتنا إلى روسيا الاتحاديّة سننشر رزمة من الأوامر إلى الهيئات، والوزارات المُختصَّة لتنفيذ كلِّ الاتفاقـيَّات على أرض الواقع؛ ونظراً لأنَّ التعامُل الاقتصاديَّ يجب أن يتزامن مع تصفية الشُؤُون الأمنيّة اقترحنا على الجانب العراقيِّ أن نعقد الجلسة القادمة من اللجنة الحكوميّة المُشترَكة في مدينة الموصل بعد تحريرها، ونأمل أن يُساعِدكم تعاوننا الثنائيُّ في المجال العسكريِّ، والفنيِّ في تحقيق هذا الهدف المنشود.
الدكتور إبراهيم الجعفريّ: الحوار دار حول تقديم المُساعَدات للعراق بالدرجة الأساسيّة. بالنسبة لنا نعتقد أنَّ المعلومات الاستخباريّة تـُؤدِّي دوراً مُهمّاً في حرب كحرب داعش، ومنذ زمن ونحن نـُنسِّق مع الطرف الروسيِّ لتوفير هذه المعلومات، وجعلها في أيدي العراقـيِّين، كما أنَّ دور روسيا في تجديد الضربات على الأرض السوريّة من شأنه أن يُضعِف حركة الإرهاب، وتنعكس إيجاباً على العراق، وأكبرنا بهذه المُشارَكة، ونتطلع إلى مُشارَكة أكثر فأكثر حتى نتخلـَّص من هذا العدوِّ المُشترَك.
الدكتور إبراهيم الجعفريّ: مدينة الموصل مدينة مُغتصَبة، وهي مدينة عراقـيَّة، وتقع في سُلـَّم أولويّات القوات المُسلـَّحة العراقـيّة، ويسع دول العالم أن تقف إلى جانبنا في تحرير هذه المُدُن، ولكن ليس على أيِّ دولة من دول العالم أن تمنع تحرير مدينة عراقـيّة؛ فهذا شأن عراقيّ، وستتحرَّر بإذن الله -تعالى-، بإرادة عراقـيّة كما تحرَّرت صلاح الدين، والأنبار. ما يتعلق بدخول القوات التركـيّة للأرض العراقـيّة فموقفنا واضح، ومُحدَّد، وهو إننا رفضنا هذا التواجُد بضرس قاطع. في الوقت الذي نتمسَّك بالعلاقة مع كلِّ دول الجوار كسياسة عامّة، وستراتيجيّة ثابتة نرفض رفضاً قاطعاً وُجُود أيِّ قوات أجنبيّة على الأرض العراقـيَّة من أيِّ دولة بما فيها تركيا. السيِّد ديمتري روغوزين: فيما يخصُّ مكافحة الإرهاب فعلى أيِّ دولة راغبة في التعاون الناجح أن لا تـُعيق العراق في مكافحة الإرهاب أوَّلاً، وثانياً أن تـُساعِد مُساعَدة حقيقـيّة، وفي هذا السياق نحن ندعم موقف بغداد إزاء التواجُد العسكريِّ التركيِّ من دون موافقة السلطات المركزيّة في بغداد. إنه خرق للسيادة العراقـيّة، وهي عبارة عن عوائق للجُهُود العراقـيّة في مُكافحة الإرهاب. هناك مُطالبات عراقـيَّة بالمزيد من المُساعَدة العسكريّة، ويُمكِننا تلبيتها على ثلاث طرق، أوّلاً: عن طريق التبادُل بالمعلومات إذ تـُوجَد لدينا معلومات كافية من القوات الفضائيّة، وكذلك العسكريّون العاملون في سورية بناءً على الطلب الرسميِّ للسلطات السوريّة. ثانياً: تدريب القوات العسكريّة، والأمنيّة. ثالثاً: تزويد الجانب العراقيِّ بالمُعدّات، والعتاد، والتجهيزات الخاصّة، لكنَّ ذلك كلـَّه يُبنى على الطلب الرسميِّ من بغداد إن وُجـِد، ونحن في هذا السياق نعتمد على هذا الطلب، ومن دونه لا نتصرَّف مثلما تتصرَّف تركيا من دون أيِّ مُوافـَقة. نحن نعتبر الأعمال التركيّة أعمالاً استفزازيّة.
الدكتور إبراهيم الجعفريّ: بالنسبة للتواجد الروسيِّ يخضع لستراتيجيّة سياسيّة، نعم.. إنها تنعكس على نمطيّة عسكريّة، ولكن أصل الستراتيجيّة السياسيّة العراقـيّة أنـَّها لا ترضى بوُجُود قوات مُسلـَّحة من أيِّ دولة من دول العالم على الأرض باستثناء المُستشارين. نحن تمسَّكنا بهذه السياسة، واتفقنا مع التحالف الدوليِّ على أنَّ الأصل بالنسبة للقوات البرّية هو قوات عراقـيَّة لا قِطَعٌ عسكريّة أجنبيّة، ولا جنود يُقاتِلون على الأرض العراقـيّة، ولسنا في أزمة مُقاتِلين فالعراق هو الذي يتولى، والانتصارات الباهرة التي حققها أبناؤنا من القوات المسلحة العراقـيّة، والحشد الشعبيّ، والبيشمركة، وأبناء العشائر كانت صناعة عراقـيّة، ولكننا بحاجة إلى دعم دوليٍّ من عِدّة مصادر سواء كان من داخل التحالف الدوليِّ، أم خارجه. نحتاج إلى دعم، وتدريب، وتبادل معلومات، وأنواع بما لا يتنافى مع استقلال السيادة العراقـيّة، وعدم التدخـُّل في الشأن العراقيّ. السيِّد ديمتري روغوزين: لا نستطيع أن نكون سوريِّين أكثر من السوريِّين أنفسهم، وأنَّ الهدف الأساسيَّ من القوات المُسلـَّحة السوريّة هو تحرير أراضيهم من الإرهابيِّين، ونحن بناءً على طلب دؤوب من القيادات السوريّة قمنا بإنزال الضربات الدقيقة على الإرهابيِّين بالقوات الجوّية، والفضائيّة الروسيّة، وتزويد الجانب السوريِّ بمُختلِف المُعدّات المطلوبة، وفي الوقت نفسه نعتقد أنَّ أيَّ تواجُد برّي لأيّة دولة كانت أمر غير مسموح في أراضي سورية.
السيِّد ديمتري روغوزين: أعتقد أنَّ القيادة الروسيّة كانت مسؤولة عن كلامها في أنَّ القيادة السوريّة طلبت رسميّاً استقدام القوات الجوّية الروسيّة، ونحن استقدمنا هذه القوات في الأراضي السوريّة فقط، وفي حال توسيع هذه العمليّة سنحتاج إلى الدعوة الرسميّة من سلطات هذه الدولة التي تحتاج إلى هذه المُساعَدة العسكريّة.
الدكتور إبراهيم الجعفريّ: من ثوابت الخطاب السياسيِّ العراقيِّ مع الأطراف كافة، وفي كلِّ المنابر، وكلِّ المُؤتمَرات هو التركيز على إعادة البنية التحتـيّة المُحطـَّمة في المناطق المُتضرِّرة خُصُوصاً أنَّ ستراتيجيّة داعش أن تقوم بهدم، وتحطيم المُدُن التي تستولي عليها، وتستخدم شتى فنون التخريب؛ لذا استثمرنا الفرص مع الدول كافة بما فيها جمهوريّة روسيا الاتحاديّة، واسترعينا انتباهها لضرورة الوقوف إلى جانب العراق، ومُساعَدة الشعب العراقيِّ في إعادة البنية التحتيّة. السيِّد ديمتري روغوزين: التقيتُ هذا الصباح بالممثل الروسيِّ في هذا المركز الرُباعِيِّ، فأبلغني بأنَّ الأعمال في هذا المركز تسير بكلِّ نشاط، ونعرف أنَّ هذا النشاط له مطلوبيّة عالية؛ لأنَّ الإرهابيِّين لا يعترفون بالحُدُود الدولـيّة، ويجهلونها، فأبلغني بأنـَّه يتمُّ تبادل المعلومات، لكنَّ هذه المعلومة تتصف بأنـَّها سِرّية، ومن الصعب كشفها رسميّاً، وأودُّ أن أؤكـِّد لكم بأنَّ الجميع شركاء ضمن هذا المركز، ولهم نفس الصلاحيّات.
السيِّد ديمتري روغوزين: إنَّ أصحاب هذه الادِّعاءات إمَّا أنهم كانوا مُستفِيدين، أو رُبَّما أشخاص أغبياء.
السيِّد ديمتري روغوزين: فيما يتعلق بالتعامل الروسيِّ، والأميركيِّ فأنا أشكُّ في أنَّ جُهُود روسيا تـُعثـِّر العمليّة، وأعتقد أنَّ الجُهُود الأميركيّة تـُعثـِّر بدرجة أكثر. أنا لكوني مسؤولاً عن المُجمَّع العسكريِّ، والدفاعيِّ في روسيا الاتحاديّة أؤكـِّد لكم أننا في سورية نستعمل السلاح النوعيَّ، والدقيق للقضاء على الإرهابيِّين، وبعد تدخـُّلنا في سورية لاحظنا زيادة في صُفوف القوات المُسلـَّحة السوريّة من قبل المُتطوِّعين، إضافة إلى ذلك لاحظنا تحرير بعض المناطق التي كانت تحت سيطرة الإرهابيِّين. كلُّ ذلك دلائل واضحة على نجاح عمليتنا، ونجاح الغارات الجوّية الروسيّة. فيما يتعلق بالولايات المتحدة، والتحالف برئاستها فنحن نتمنى لو ظهرت الولايات المتحدة بمثل هذه النجاحات في المستقبل، لكننا -للأسف الشديد- في هذه الأوقات نـُلاحِظ أنَّ الولايات المتحدة أصبحت وحدها، ولا تستطيع أن تشير إلى أنها تـُحقــِّق نفس هذه الإنجازات.
الدكتور إبراهيم الجعفريّ: العراق يواجه جبهة عريضة من إرهابيِّين ينتمون إلى دول مُتعدِّدة زادت عن 100 دولة، فكان من الطبيعيِّ جدّاً أن نستنفر كلَّ ما لدينا من إمكانيّات داخلـيّة، وفي الوقت نفسه نستثمر دول العالم سواء كانت أعضاءً في التحالف الدوليِّ، أم خارج التحالف الدوليّ. بالنسبة إلى روسيا ليس سِرّاً على أحد أنـَّنا طلبنا طائرات سوخوي من روسيا، وفي أثناء زيارتي إلى موسكو قبل بضعة أشهُر شدَّدنا على ضرورة التعاون أكثر فأكثر. وقد استخدمنا سياسة مع التحالف الدوليِّ بأننا لا نـُريد قطعاً عسكريّة برّية تأتي إلى العراق، أو جنوداً، أو أيَّ نوع من أنواع القطع العسكريّة، ولكن مادام أمننا مُهدَّداً فالساحة أمامنا مفتوحة، والخيارات متاحة؛ لأنه عندما تـُنتهَك حُرمة العراق لا نجد ثمّة ما يمنعنا من أن نـُسرع في مسألة التحرير. بالمُناسَبة لابُدَّ لي أن أشكر موقف روسيا؛ لأنها كانت جادّة في دعمنا في المُؤتمَرات التي عُقِدَت سواء كان في جنيف، وفيينا، وأخيراً في مجلس الأمن بالوُقوف إلى جانب العراق بشكل صريح وواضح. سنمضي في طريق التعبئة الدولـيّة لدعم المشروعيّة العراقـيّة ضمن الشروط، والمُواصَفات التي وضعناها في أوَّل طلبنا في نهاية 2014 عندما طلبنا من السيِّدة رئيسة مجلس الأمن دعم العراق لكن بشرط أن لا تـُمَسَّ السيادة. في نهاية الندوة لابُدَّ لي أن أجدِّد شكري وتقديري للسيِّد روغوزين رئيس الوفد، ونائب رئيس الحكومة، وللسادة أعضاء الوفد الذي قارب الـ100 المُشاركين؛ وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدلُّ على الاهتمام البالغ بإنجاح هذه المَهمّة، وأتطلـَّع أن نـُواصِل جُهُودنا من أجل تحقيق نتائج ملموسة تصبُّ في صالح الدولتين، كما لا يسعني إلا أن أشكر أعزاءنا الإعلاميِّين على هذه المُشارَكة الفاعلة، والجيِّدة. السيِّد ديمتري روغوزين: الوفد الروسيّ وصل إلى العراق على متن الطائرة الروسيّة الجديدة سوخوي سوبر؛ ولأنَّ هذه الطائرة مصنوعة في مصنع تـُصنـَع فيه الطائرات الحربيّة فإنَّ طريقة تحليق هذه الطائرة مُختلِفة عن تحليق بوينغ أو أيرباص اللتين تـُقلِعان تدريجيّاً، أمّا سوخوي فتقلع أفقيّاً، وكجزء من التزويد والمُساعَدة العسكريّة والصناعيّة نحن مُستعِدّون لتزويدكم بمثل هذه الطائرات لمصلحة الطيران المدنيِّ العراقيِّ، إضافة إلى التعاون العسكريِّ، والثنائيِّ. وفي الختام أنا مُتضامِن مع معالي الوزير بالتوجُّه بكلمة الشكر لجميع الإعلاميِّين. الشكر لكم. العودة إلى صفحة الأخبار |
|