|
الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقـيّة يستقبل السيِّدة مارغوت فالستروم وزيرة الخارجيّة، والسيِّد بيتر هولتكفيست وزير الدفاع السويديَّين
الاخبار | 02-11-2015
استقبل الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقـيّة السيِّدة مارغوت فالستروم وزيرة الخارجيّة، والسيِّد بيتر هولتكفيست وزير الدفاع السويديَّين، وجرى بحث العلاقات الثنائيّة بين البلدين، وسُبُل تعزيزها خدمة للشعبين الصديقين، كما بحث الطرفان التطوُّرات الإقليميّة والدوليّة التي تهمُّ البلدين. الجعفريّ ثمَّن موقف السويد الداعم للعراق سياسيّاً، وأمنيّاً، وإنسانيّاً، داعياً إلى ضرورة استمرار هذا الدعم بما ينعكس بشكل إيجابيٍّ على واقع البلدين. من جهته الطرف السويديّ عبَّر عن استمرار بلاده في دعم العراق، والوقوف إلى جانبه في حربه ضدَّ عصابات داعش الإرهابيّة. وعقب اللقاء أدلى الطرفان بتصريحات صحفيّة لوسائل الإعلام إليكم نصَّها:
الدكتور الجعفريّ: بسم الله الرحمن الرحيم أرحِّب بالسيِّدة وزيرة خارجيّة السويد مارغوت، والسيِّد وزير الدفاع بيتر هولتكفيست في العراق. ركـَّزت أحاديثنا على أهمِّـيّة العَلاقات الثنائيّة العراقـيّة-السويديّة، وبحث سُبُل تطويرها، وتثمين دور السويد في دعم العراق أمنـيّاً، واقتصاديّاً، وموقف السويد من أبنائنا المُهاجرين في السويد منذ مرحلة ما قبل الدكتاتورية وحتى الآن. استعرضنا تطوُّرات الأوضاع السياسيّة في العراق، والمنطقة، والترابُط بينها، كما نـُثمِّن موقف الحكومة السويديّة تجاه العراق الذي انعكس علينا في المحافل الدوليّة، ثم توقـَّفنا عند هذه النقطة، وأملنا أن يستمرَّ هذا الإسناد السياسيُّ، والاقتصاديُّ، والأمنيّ. أكـَّدنا على أهمّـيّة هذه الزيارة خـُصُوصاً أنـَّها جاءت على مُستوى السيِّدة وزيرة الخارجيّة، والسيِّد وزير الدفاع، ونأمل أن تنعكس بشكل إيجابيٍّ على الأرض بحيث يلمسه شعبنا. لدى بحثنا ملفَّ اللاجئين لعراقـيِّين في السويد أشارت السيِّدة الوزيرة إلى أنَّ عدد نفوس العراقـيِّين في السويد يُشكـِّل 2% من المُجتمَع السويديِّ. ثمَّنا هذا الموقف برعاية السويد للمُواطِن العراقيِّ، واستعرضنا بناءً على طلب الضيفين بشكل إجماليٍّ فقرات مُؤتمَر فيينا الذي تناول الملفَّ السوريَّ. مرّة أخرى أجدِّد الترحيب بالسيِّدة مارغوت وزيرة الخارجيّة، والسيِّد بيتر وزير الدفاع.
وزيرة الخارجيّة السويديّة: شكراً جزيلاً معالي الوزير. أصالة عن نفسي، ونيابة عن السيِّد وزير الدفاع أودُّ أن أعبِّر عن سعادتنا، وتشرُّفنا بترحيبكم لنا بهذا المُستوى العالي، كما أشكر ضيافتكم، وكرم لقائكم. جئنا بصفتنا أصدقاء للعراق، وكما ذكر السيِّد الوزير اليوم أنَّ 2% من الشعب السويديِّ هم عراقـيُّو الأصل، وبعضهم وُلِد على أراضي السويد، ولكنهم مُلتزِمون تجاه بلدهم، وتجاه العراق أيضاً. إنَّ الوقت الذي تمرُّون به صعب، وفيه الكثير من التحدِّي، لكننا نودَّ أن تعلموا أننا إلى جانبكم، ونرغب في مُساعَدتكم، وسنستمر بمُساعَدتكم من أجل عمليّة سياسيّة شاملة غير طائفيّة في العراق. سنـُسافِر يوم غد إلى أربيل للقاء المُستشارين الضُبَّاط السويديِّين المُتواجدين هنا؛ لأننا نودُّ أن نـُعرب عن دعمنا الإنسانيِّ، ودعمنا للعمليّة السياسيّة في العراق، ودعمنا للتحالف الدوليِّ ضدَّ كيان داعش الإرهابيِّ. شكراً جزيلاً معالي الوزير لاستقبالنا هنا، وشكراً كثيراً لتعاونكم على هذا المُستوى العالي.
السيِّد وزير الدفاع السويديّ: من جانبي أودُّ ذكر بعض الأمور من جانب السويد: نحن جزء من التحالف الدوليِّ الذي يتألف من 60 دولة ضدَّ كيان داعش الإرهابيِّ، وفي الأيّام القليلة المُقبلة سنكون في البرلمان السويديِّ في نقاشات جدّيّة لإصدار قرار جديد بتمديد مَهمَّة السويد ضمن هذا التحالف. من وجهة نظري أنَّ لشرف كبير للسويد أن تكون جزءاً من التحالف الدوليِّ، وأنا على ثقة بأنَّ البرلمان السويديَّ سيُصادِق على قرار تمديد مَهمّة قواتنا في العراق، وأنـَّه مُهـِمٌّ لي وللسيِّدة وزيرة الخارجيّة أن نلتقي بقواتنا المُتواجدة في العراق، وأنا مُمتنٌّ جدّاً للحوار الإيجابيِّ، والترحيب الذي لقِيته من السيِّد وزير الخارجيَّة، والسيِّد رئيس هيئة الأركان.
السيِّد رئيس أركان الجيش العراقيّ: أكرِّر ترحيبي بالسيِّدة وزيرة الخارجيّة، والسيِّد وزير الدفاع في العراق. تطرَّقنا إلى دور قوات التحالف في إسناد القوات العراقـيّة، والتقدُّم الأخير الذي أحرزته قواتنا على الأرض بتحرير الكثير من المناطق، وأوضحنا أنَّ قواتنا الأمنيّة تحوَّلت من موضع الدفاع المُستكِنِّ إلى موضع الهجوم لمُطارَدة داعش، والدعم الجوِّيِّ الكبير الذي تـُقدِّمه لنا قوات التحالف مُتمثـِّلاً بالمِظلـَّة الجوّيّة في كلِّ الأوقات، وطلبنا المزيد من الدعم. السويد لاعب فاعل ومُؤثـِّر من بين 60 دولة التي تسند العراق بتقديم الدعم الإنسانيِّ إلى اللاجئين العراقـيِّين، والدعم الأمنيِّ لقواتنا، والاستشارة الأمنيّة لقوات البيشمركة في إقليم كردستان. أكرِّر شكري، وتقديري لهم.
وزيرة الخارجيّة السويديّة: لسوء الحظ أنَّ 200 من عناصر داعش كانوا من السويد مُعظمهم من الشباب، وبعض النساء ذهبوا للقتال إلى جانب داعش، ونحن في الحكومة السويديّة شرَّعنا ستراتيجيّة مكافحة الإرهاب منذ شهر سبتمبر تتضمَّن تشريعات لمنع الاشتراك في القتال إلى جانب الإرهابيِّين، وتجريم ذلك، إضافة إلى ذلك شرَّعنا إجراءات لمنع حُدُوث تسلـُّل المُواطِنين السويديِّين للقتال إلى جانب داعش، والتواصُل مع مَن يُشتبَه به، كما عيَّنا مُنسِّقاً وطنياً يعمل مع قادة المُجتمَع، والمراكز الدينيّة، والجوامع في السويد. بالنسبة إلى الحكومة السويديّة فمن أولويّاتنا أن نمنع، ونـُوقِف مُحاوَلات الشباب السويديِّين الذهاب للاتحاق للقتال إلى جانب المُتشدِّدين، والإرهابيِّين.
وزير الدفاع السويديّ: نحن عازمون، ونـُشرِّع القوانين لمكافحة وقتال داعش، والمجموعات الإرهابيّة الأخرى، كما أننا سنقوم بمنع مُحاوَلات السويديِّين الالتحاق بداعش؛ وهذا يعني أننا سنـُعاقِب المُقاتِلين الذين يعودون إلى السويد. لا تردُّد من جانبنا في انتشارنا في مناطق أخرى في العراق للاشتراك في مكافحة داعش، لكنَّ الأمر له علاقة بالموارد المُتاحة؛ من أجل ذلك نحن لدينا اليوم 53 جنديّاً يعملون بصفة مُدرِّبين، ونحن على استعداد لرفع العدد إلى 120 في حال استجدَّ أمر ما، وكذلك يتعلق الأمر بنقاشاتنا التي جرت مع شركائنا الآخرين ضمن التحالف الدوليِّ، واتفاقنا على ما يُمكِن أن نـُقدِّمه، ونحن نقوم اليوم بما اتفقنا عليه في السابق كدور لنا ضمن التحالف الدوليِّ ضدَّ الإرهاب.
الدكتور الجعفريّ: جزء من خطاب الدبلوماسيّة العراقـيّة هو نقل حقيقة ما يجري على الأرض إلى دول العالم عبر البوّابة الدوليّة الأمم المُتحِدة، ومُنظـَّمة التعاون الإسلاميِّ، وجامعة الدول العربيّة، أو مُؤتمَر الآفروآسيوي، أو دول عدم الانحياز الذي عُقِدَ في جاكارتا. حقيقة ما يجري في العراق أنَّ أبطال الحشد الشعبيِّ أدَّوا دوراً رائعاً، وقدَّموا تضحيات كثيرة إلى جانب إخوانهم أبناء القوات المُسلـَّحة العراقـيّة، وحققوا انتصارات باهرة؛ لذا نقلنا هذا المفهوم، وهذه التجربة، وهي ليست الأولى في العالم، فكثير من دول العالم التي مرَّت بظروف استثنائيّة في الحُرُوب اعتمدت على تجارب التحشيد الشعبيِّ بأسماء مُختلِفة مرَّة تـُسمَّى الجيش الظهير، وأخرى الجيش الوطنيّ، وغيرهما من الأسماء. النتيجة واحدة هي نزول أبناء شعبنا على نحو التطوُّع، والتبرُّع إلى جانب القوات المُسلـَّحة العراقـيّة للذود والدفاع عن سيادة العراق.
الدكتور الجعفريّ: لا أعتقد أنَّ هناك أيَّة علاقة بين تطوُّرات الأحداث. قد نختلف، وقد نتفق مع هذه الدولة، أو تلك الدولة، ولكني أتصوَّر أنَّ قرار فتح السفارة لا يتأثر بشكل ميكانيكيٍّ، وجزئيٍّ، وانفعاليٍّ بهذه الأمور. القرار مُتخـَذ، ونحن مُرحِّبون، ولدينا سفارة في السعوديّة، وأخرى في قطر، ومنذ عهد الملك السابق خادم الحرمين وإلى الآن التأكيد على فتح السفارة السعوديّة، وكذلك بالنسبة إلى قطر نفس التصميم.
الدكتور الجعفريّ: العراق لم يُفرِّط بأيّة فرصة من شأنها أن تـُوفـِّر دعماً عسكريّاً، أو أمنيّاً، أو معلوماتيّاً، أو اقتصاديّاً، أو خدمياً. العراق يتطلع لتحشيد أكبر ما يُمكِن من قابليّات بشرط أن لا تمسَّ هذه الخطوات بسيادة العراق، أو تـُؤدِّي إلى التدخـُّل في شُؤُونه؛ لذا نحن أحرار، وننفتح على كلِّ الدول الصديقة، ونحثها على الوقوف إلى جانب العراق، ومدِّ يد المُساعَدة خـُصُوصاً أنَّ لدينا مناطق ماتزال مُحتلة، ولا نجد تناقضاً بين دعم التحالف الدوليِّ، والقوى الأخرى.
وزيرة الخارجيّة السويديّة: نحن نستقبل الآلاف من اللاجئين الذين يأتون إلى السويد يوميّاً، والعديد من هؤلاء أطفال جاؤوا من غير مُرافقة أولياء أمورهم، ونستقبل -أيضاً- لاجئين من سورية، وأرتيريا، والصومال، ودول أخرى في المنطقة، واستقبلنا لحدِّ الآن 100 ألف لاجئ، ونتوقـَّع أن يكون أن يصل إلى 200 ألف لاجئ العام المقبل. نحن مُستمِرّون بالترحيب بطالبي اللجوء، ونحترم حقهم بطلب اللجوء إلى السويد، ولكننا نعتقد أنَّ على الدول الأوروبيّة الأخرى أن تـُشارك في المسؤوليّة؛ لأنَّ المسؤوليّة جسيمة، ولاسيَّما الاهتمام بالأطفال؛ لأنـَّهم يُمثـِّلون أساساً للمُستقبَل، ويجب علينا أن نهتمَّ بحياتهم، ورعايتهم. العودة إلى صفحة الأخبار |
|