|
كلمة الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقيـّة في "المُؤتمَر التاسع المعنيّ بتسهيل دخول مُعاهَدة الحظر الشامل للتجارب النوويّة حيِّز التنفيذ"
الاخبار | 30-09-2015
بسم الله الرحمن الرحيم السيِّد الرئيس.. في البداية أودُّ أن أتقدَّم بالتهنئة لكلٍّ من اليابان وكازخستان على توليهما الرئاسة المُشترَكة للمُؤتمَر التاسع المعنيِّ بتسهيل دخول مُعاهَدة الحظر الشامل للتجارب النوويّة حيِّز التنفيذ (CTBT)، كما أودُّ أن أرحِّب بالدول التي انضمَّت مُؤخـَّراً إلى مُعاهَدة الحظر الشامل للتجارب النوويّة وهي كلّ من أنغولا، والكونغو، ونيوي. وإنه لمن دواعي سُرُوري المُشارَكة في هذا المُؤتمَر، وإنني على ثقة تامّة بأنَّ هذا الاجتماع سيبعث رسالة قويّة تدعو إلى الإسراع في تنفيذ مُعاهَدة الحظر الشامل للتجارب النوويّة. السيِّد الرئيس.. حرصت بلادي دوماً على المُشارَكة في هذا الاجتماع الذي يُعقـَد كلَّ سنتين على هامش أعمال الجمعيّة العامّة للأمم المُتحِدة، وكان آخرَها مُشارَكةُ زميلي السيِّد هوشيار زيباري في عام 2013 بعد مُصادَقة العراق على مُعاهَدة الحظر الشامل للتجارب النوويّة. إنَّ معاهَدة الحظر الشامل للتجارب النوويّة، ومُعاهَدة عدم الانتشار النوويِّ بأركانها الثلاثة المُترابـِطة: نزع السلاح، ومنع الانتشار، والاستخدام السلميّ للطاقة النوويّة تـُعَدُّانِ حجر الزاوية الأساسيّ في هذا النظام. ويأتي تصديق العراق على مُعاهَدة الحظر الشامل للتجارب النوويّة في سياق عدد من الاتفاقيّات التي يلتزم العراق بها في مجال نزع السلاح، ومنع الانتشـار النوويّ. إنَّ انضمام العراق إلى مُعاهَدة الحظر الشامل للتجارب النوويّة يُمثـِّل مُوشِّراً واضحاً على مصداقيّة العراق في التخلـُّص النهائيِّ عن السعي لامتلاك أسلحة الدمار الشامل وفق ما نصَّت عليه الفقرة (ه) من المادّة التاسعة من دستور جمهوريّة العراق الدائم، ودليل إيجابيّ على توجُّهات العراق الجديد للعمل مع المنظومة الدوليّة بما يخدم الأهداف الرامية إلى نزع السلاح، ومنع الانتشار، والحفاظ على السلم والأمن الدوليّين. السيِّد الرئيس.. إنَّ بَدْءَ نفاذ مُعاهَدة الحظر الشامل للتجارب النوويّة يُعطيها قوة قانونيّة مُلزِمة، إضافة إلى مسؤوليّاتها السياسيّة، والأخلاقـيّة، وسيُعزِّز من فاعليّة النظام الشامل لنزع السلاح، وسيُساهِم في الإسراع في جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النوويّة، وأسلحة الدمار الشامل الأخرى. السيِّد الرئيس.. على الرغم من تزايد أهمّـيّة مُعاهَدة الحظر الشامل للتجارب النوويّة يوماً بعد يوم من خلال الجُهُود التي تـُبذل لتعزيز عالميّـتها، إلا أنَّ هناك حاجة ماسَّة للإسراع بدخولها حيِّز التنفيذ من خلال مُصادَقة الدول المُتبقية عليها، ولاسيَّما الدول الثماني الواردة في المُلحَق الثاني للمُعاهَدة؛ من أجل وقف، وإنهاء التجارب النوويّة، والقضاء على المخاطر، والتهديدات الناجمة عن تلك التجارب، وبما يُساهِم في الوصول إلى عالم خالٍ من الأسلحة النوويّة. وفي هذا الصدد أدعو جميع الدول إلى الاستمرار بوقف تجاربها النوويّة التي تـُعَدُّ انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وتهديداً للسِلم والأمن الإقليميّين، والدوليّين، وانعكاساتها السلبيّة على نظام منع الانتشار. السيِّد الرئيس.. إنَّ ممّا لاشكَّ فيه أنَّ العالم من دون الأسلحة النوويّة، وأسلحة الدمار الشامل الأخرى سيُصبح أكثر أمناً بالنسبة لنا جميعاً، ولإجيالنا القادمة، ولكن ومع ذلك يُشير الواقع إلى أنَّ الجماعات الإرهابيّة قد تتمكـَّن من الحُصُول على التكنولوجيا، والموادِّ الضروريّة لإنتاج مثل تلك الأسلحة، كما يُمثـِّل الإرهاب النوويّ أحد أكبر، وأخطر التهديدات التي تـُواجه الأمن الدوليَّ، وتـُعَدُّ تدابير الأمن النوويِّ المُشدَّدة هي الوسائل الضروريّة للحيلولة دون وُصُول الموادِّ النوويّة إلى أيدي الإرهابيِّين وغيرهم من جهات أخرى غير مُرخـَّص لها بذلك خـُصُوصاً أنَّ الجماعات الإرهابيّة لا تحدُّهم حُدُود، ولا تـُلزِمهم مُنظـَّمات، أو أعراف دوليّة مُعيَّنة؛ الأمر الذي يُبقي خياراً واحداً لمُكافحتهم وهو التعاون الدوليُّ المُعزَّز، ويستدعي ذلك مجهوداً جماعيّاً ضمن إطار عمل دوليٍّ قويٍّ لمنع انتشار المُعدّات النوويّة، وللتأكـُّد من حفظ هذه المُعدّات بعيداً عن مُتناوَل الإرهابيّين. وفي الختام أودُّ الإعراب عن تأييد حكومة بلادي للبيان الختاميِّ الذي سيصدر عن هذا الاجتماع، والتأكيد على أنَّ العراق سيستمرُّ بالعمل مع المُجتمَع الدوليِّ من أجل دُخول المُعاهَدة حيِّز النفاذ في أسرع وقت مُمكِن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
|