كلمة الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقـيّة في الاجتماع الـ 39 لوزراء خارجيّة مجموعة الـ77 والصين الخاصِّ بالتنمية الاقتصاديّة للدول الأعضاء
الاخبار | 25-09-2015
الرئيسة المُحترَمة..
السادة أصحاب المعالي المُحترَمون..
السيِّدات، والسادة الأعزاء..
السلام عليكم ورحمة الله بركاته..
ابتداءً أعزِّي عوائل الحُجَّاج الذين تـُوفـُّوا في منى في موسم الحجِّ الحاليِّ، وأدعو لجرحاهم بالشفاء.
نشكر حكومة جنوب أفريقيا على تصدِّيها للإدارة الحالية بكفاءة، ونجاح، ثم نـُبارك لتايلند رئاسة الدورة القادمة..
دَرَجَت بلدان مجموعتنا على التوحُّد على المُستوى العالميِّ لأجل إقامة نظام اقتصاديٍّ دوليٍّ عادل يدعم البلدان النامية في تحقيق الأهداف الإنمائيّة الأساسيّة، ولاسيَّما تحقيق النـُموِّ الاقتصاديِّ المُطـَّرِد، والعمالة الكاملة، والعدالة الاجتماعيّة، وتوفير السِلـَع الأساسيّة، وحماية البيئة.
إنَّ الأجندة الإنمائيّة بعد 2015 تستلزم تفاهُماً وتنسيقاً، وتعاوناً أكبر من ذي قبل على طريق التوحُّد، وإنَّ القضاء على الفقر كان ولايزال هدفاً، وموضوعاً أساسيّاً لمجموعتنا في محافل الأمم المُتحِدة إذ إنـَّنا نـُدرك أنـَّه لا تنمية مُستدامة من دون القضاء على الجوع، والفقر، وأنَّ استنزاف الأموال، وانتقالها باتجاه الدول المُتقدِّمة تسبَّب بتدنـِّي مُستويات الاستثمار، فيكون من الصعب على دولنا تحقيق النـُموِّ، وتخفيض نسبة الفقر. ومن وجهة نظر دولنا فإنَّ أهداف التنمية المُستدامة التي نجح القادة في تبنـِّيها تـُمثـِّل شراكة عالميّة نابعة من التعهُّدات، والغايات التي اتـُفِقَ عليها في إطار الأجندة الإنمائيّة لِمَا بعد 2015، ومن ضمن التعهُّدات تلك ما يخصُّ مُساعَدة الدول التي تـُعاني من ظروف خاصّة، ولاسيَّما الإرهاب، والتطرُّف، وأثره السلبيّ الكبير على تراجُع مُعدَّلات التنمية المُستدامة في البلدان التي تـُعاني من تلك الآفة العالميّة الخطِرة.
لقد استنزف بلدي العراق في الحرب على الإرهاب العالميِّ قدرات اقتصاديّة كبيرة، وورَّثَ فقراً في بعض الجوانب مُركـَّباً يقوم على إشكاليّة فقدِ الثروات، والعجز عن تدارك تداعياته المُخيفة.. العراق يعمل على إيجاد الآليّة الأفضل في مجال تعبئة الموارد الماليّة ضمن المُوازَنة العامّة، وذلك يُعَدُّ ضروريّاً من أجل تحقيق أهداف التنمية المُستدامة، وتحسين قدرات الدولة العراقـيّة على الوفاء بالتزاماتها في مجال مكافحة الفقر، وتحقيق أهداف التنمية، وتحسين الاقتصاد الوطنيِّ من الصَدَمات الخارجيّة التي يُعاني منها الاقتصاد العالميُّ، ولاسيَّما انخفاض أسعار النفط، وتباطؤ الاقتصادات العالميّة.
نحن نـُدرك أنَّ التنفيذ الفعّال لتلك التعهُّدات يستلزم وجود مُؤشِّرات عالميّة، وشاملة لجميع الأهداف؛ وهو ما يجب أن تعمل المجموعة على ضمان أن تكون المُؤشِّرات التي سيتمُّ تبنـِّيها في السنة المُقبـِلة حسب خارطة الطريق المُقترَحة تـُراعي الخصوصيّات، ومُستوى القدرات الفنيّة التي تتمتـَّع بها البلدان المُختلِفة.
وأخيراً نودُّ التأكيد على ضرورة أن يُعطى للدول النامية حيِّز سياسات مُناسِب من أجل إحراز تناسُب مقبول بين عالميّة وشُمُوليّة أهداف التنمية المُستدامة التي تمَّ تبنـِّيها، وبين الخصوصيّات والبرامج الوطنيّة بما يُعادِل ما تـُواجه من مخاطر هدَّدت إنسانها، وأمنها، واقتصادها على الرغم من تعدُّد، وزيادة ثرواتها.
أمامنا مصاعب، ومشاكل، وتحدِّيات في الطريق ليست قليلة، ومنها: التغيُّرات المُناخيّة، والتصحُّر، ومشاكل المياه، وانتشار الإرهاب. كلُّ هذه المُكوِّنات تتداخل في أسبابها، وتتداخل في نتائجها تجعل العالم كـُلـَّه أمام مسؤوليّة المُشارَكة العامّة لمُواجَهة هذه الأخطار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.