|
الإنسان ووعي الذات
قراءات | 05-07-2015
{شُعُور الإنسان في داخله بالتوازن يُضفي عليه طابعاً من الاستقرار، ويجعله بمنأى من الغُرُور. التوازُن هذا يأتي من وعي الذات الفقيرة إلى الله -تعالى- والمحدودة القدرة، والزائلة في الدنيا. ووعي ما يُموِّلها من غذاء الروح، والعلم، والخلق، وما ينبغي أن ينعكس عنها من نمطيّة سلوكيّة تتصف بالتواضُع، والثقة، والمَحبّة للناس.. المُحتوى الداخليّ في الشخصيّة هو الذي يمدُّها بسِرِّ القوة في مسرح التعامُل ((الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً * والذين يبيتون لربهم سُجّداً وقياماً)) تفاقم الذات، واستحضار حسناتها من جانب، واستحضار نواقص الناس من جانب آخر يُؤدِّي إلى الغرور والعياذ بالله، فيما يقول الإمام علي (ع): ((اذكر الناس دوماً في فضائلهم، واذكر نفسك في نقائصها)). حينما يُدمِن المرء على حُبِّ المدح يتقرَّب من المدّاحين، ويبتعد عن غيرهم، ويستوحش ممّن يُوجِّهون إليه النقد حتى بالحقّ.. الطواف حول الذات بالثناء يُؤدِّي إلى ظاهرة عبادة الشخصيّة: ((أرأيت من اتخذ إلهه هواه)).. نستعين بالله على أنفسنا من أنفسنا}. |
|