|
الجمال المُتناقِص والجمال المُتنامِي
قراءات | 05-07-2015
(الجمال المُتناقِص والجمال المُتنامِي) الإنسان مجبول على حُبِّ الجمال، ومُنجذِب إليه الله -تعالى- له آياته في صفاته الجماليّة هناك الجمال المادّيّ كالجسم والوجه، وجمال المال وهو يتعرّض بمُرُور الزمن، وتقادم العمر إلى الضعف والتلاشي، وهناك الجمال المعنويّ كجمال العقل، وجمال القلب، وجمال الإرادة، وجمال السلوك، وجمال الحديث، وغيرها.. وهي جمالات تتنامى مع الزمن.. صدق مَن قال: ليس الجمال بأثواب تزيّننا إنَّ الجمال جمال العلم والأدب فلو يسأل الإنسان نفسه: ما الذي يجذبني لهذا الشخص دون غيره؟ سيجد الجواب ببساطة: إنه جميل معنويّاً بعقله، وبوعيه، وبقلبه، وبإرادته حين يسعى لتفهّمي وإسعادي؛ وهذه لا تُلغي جمال المادّة. اقتصار العلاقة الزوجيّة في عالم الغرب على الجمال المادّيِّ كأساس جعلها تتهدَّد إلى أن انتهت إلى الانهيار.. جماليّة الأدب لدى المعري، وبشار بن بُرد، وطه ،حسين ومهديّ البصير غطـّت على فقدهم البصر، وكذا قوة الأداء السياسيّ لروزفلت في رئاسته لأميركا في أربع دورات غطـّت على إصابته بشلل الأطفال، وهلن كلر كانت أدبية، ومُحاضِرة غطـّت على كونها عمياءَ، وصمّاء. العلاقة الزوجيّة، وكلّ علاقة تطير بجناحين: جناح فهم الآخر، وجناح إدخال السُرُور على قلبه؛ وهي ما تقوى على مرِّ الزمن رغم ضعف البدن، وتراجُع الشكل، مُضافاً إلى أنَّ جمال الوجه والبدن ليسا من صنع الإنسان، ولا يُمكِن التحكـُّم فيهما غير الحالة المقابلة في الجمال المعنويِّ الذي هو بإرادة الإنسان نفسه. كلما امتدَّ بالإنسان الزمن زادت جمالاته المعنويّة رغم تناقص جماله المادّيّ}. |
|