|
كلمة الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة في الوقفة التضامنيّة مع الحشد الشعبيِّ التي أقامتها وزارة الخارجيّة
الاخبار | 11-06-2015
أكَّد الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقـيّة أنَّ الحشد الشعبيّ قوات عراقـيّة وطنيّة تشكّلت؛ تلبية لنداء الوطن والمرجعيّة، مُشيداً بالانتصارات الكبيرة التي حققتها القوات الأمنيّة وقوات الحشد، واستبسالها دفاعاً عن حياض العراق. الجعفريّ شدَّد على ضرورة تقديم الدعم إلى العراق في حربه ضدَّ عصابات داعش الإرهابيّة؛ مُعتبراً أنَّ القوات المسلحة والحشد الشعبيّ تدافِع أصالة عن العراق، ونيابة عن العالم أجمع، مُضيفاً: أنَّ أبناءنا، وشبابنا يُقدِّمون أنفسهم دُرُوعاً حصينة؛ ليُدافِعوا عن كلِّ العالم، وعلى العالم أن يفي للعراقيِّين، ويقف إلى جانبهم. الجعفريّ ُبيَّنَ: أنَّ أبناء الحشد الشعبي ينطلقون من موقع تكليفهم الشرعيِّ، ولا ينطلقون من موقع الانتقام، بل ينطلقون دفاعاً عن الكرامة، وعن السيادة، وعن عِرض الحرائر العراقـيّات، دفاعاً عن الطفولة خُصُوصاً أنَّ الحرب الأخيرة غير تقليديّة، مُشدِّداً على أنَّ الحشد الشعبيُّ لم يكن بدعة ابتدعها العراقيّون. واستنكر بالقول: لا أعرف لماذا يخافون من كلمة الحشد الشعبيّ؛ فالعالم كلـُّه استخدم مثل هذه القوات، ولكن بأسماء أخرى: (قوات الدرك، قوات الحرس الوطنيّ، والجيش الرديف).. كلّ العالم لديه حرس وطنيّ، ولديه جيش رديف، وقوات ساندة. وشدَّد معاليه على عدم الانجرار وراء دعوات الدواعش؛ ليُؤكِّد: لا يغرنـَّكم أحد بأنَّ داعش يُدافِعون باسم دين مُعيَّن. المُسلِمون هم الضحيّة الأولى، ولا يغرنـَّكم أحد بأنَّ هؤلاء يُقاتِلون عن مذهب مُعيَّن فقد فتكوا بكلِّ أبناء المذاهب، والضحيّة هو المُسلِم، والمسيحيّ، والصابئيّ، والإيزديّ، والسُنـّيّ، والشيعيّ، والعربيّ، والكرديّ، والتركمانيّ. مُنوِّهاً بأنه أطلق على الحرب ضدَّ داعش اسم (الحرب العالميّة الثالثة)؛ لأنها اتخذت من كلِّ بلدان العالم خنادق لها، ولم تستثنِ شريحة اجتماعيّة، معتبراً أنها حرب من نوع جديد يكون الطفل فيها هدفاً، وتكون المرأة فيها هدفاً، والانقضاض على قيمة الإنسان، وانتهاك حُرمة الإنسان؛ لذا كان لابدَّ من الردِّ، وأن يكون ردّاً مُعولـَماً.
مُثنياً على المرأة العراقيّة إذ أنجبت، وشجَّعت، وصنعت، ووقفت إلى جانب المُقاتِل العراقيَّ. وأفصح معاليه: نحن شعب نـُقاوِم، ولا ننحني أمام هؤلاء. مشيراً إلى أنَّ الخارجيّة بدأت اليوم دبلوماسيّة جديدة رائدها مدُّ الجُسُور، وإبرام العلاقات مع كلِّ دول العالم باستثناء إسرائيل؛ حتى تـُوصِل صوت المَحبّة، وصوت السلم، وتبحث عن المساحات المُشترَكة التي تجمع الأسرة الدوليّة على قاعدة المصالح المُشترَكة، ومُفرَدة المخاطر المُشترَكة (داعش) التي قفزت إلى مُستوى الاستراتيجيّات الجديدة والمُعاصِرة. جاء ذلك خلال الوقفة التضامنيّة مع الحشد الشعبيِّ التي أقامتها وزارة الخارجيّة، وحضرها عدد من قادة الحشد الشعبيّ، والنائب أحمد الأسديّ الناطق الرسمي باسم الحشد، والعميد سعد معن المُتحدِّث الرسميّ باسم وزارة الداخليّة. وإليكم نصَّ الكلمة التي ألقاها إبراهيم الجعفريّ: كلمة الدكتور إبراهيم الجعفريّ في الوقفة التضامُنيّة مع الحشد الشعبيّ التي أقامتها وزارة الخارجيّة 11/6/2015
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.. قال الله -تبارك وتعالى- في مُحكَم كتابه العزيز: ((أذِنَ للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير)) كُتِبَ للشعب العراقيِّ البطل أن يتسنَّم قِمماً مُتعدِّدة على طول التاريخ. أن يكون قِمّة في الحضارة، وأن يكون قِمّة في العِلم، وأن يكون قِمّة في مُناهَضة الظلم، وفي سُوح الوغى، واشتداد المعارك. أريدَ للعراق أن يبقى نجماً ساطعاً في كلِّ سموات الانتصارات اقتصاديّة، أم سياسيّة، أم أمنيّة. القتال في الإسلام لا يأتي من موقع الشهوة، والانتقام، والنعرات الطائفيّة، والقوميّة، والسياسيّة، بل يأتي من موقع التكليف؛ فيُشمِّر المُقاتِلون عن ساعد الجـِدِّ؛ دفاعاً عن حياض بلدهم، ودفاعاً عن كرامتهم. شهدت القـُرُون الماضية، والقرن الأخير القرن العشرون حُرُوباً كثيرة خاضها العراقـيّون ببطولة حيث ثورة العشرين، وحيث انتفاضة رجب، وحيث الثورة الشعبانيّة البطلة. هذه ليست كالحُرُوب التقليديّة التي تورَّط فيها العراق؛ بسبب حماقات حزب البعث الذي حكم العراق، وحكم دولاً أخرى، وجرَّ العالم إلى حُرُوب: (حرب الخليج الأولى، والثانية، والثالثة). هؤلاء ينطلقون من موقع تكليفهم الشرعيِّ، ولا ينطلقون من موقع الانتقام، بل ينطلقون دفاعاً عن الكرامة، وعن السيادة، وعن عِرض الحرائر العراقـيّات، دفاعاً عن الطفولة خُصُوصاً أنَّ الحرب الأخيرة غير تقليديّة إذ لم يعتدْ العالم عليها من قبل، ولم يُواجه العالم حرباً كهذه الحرب، وقد سمّيتها (الحرب العالميّة الثالثة)؛ لأنها اتخذت من كلِّ بلدان العالم خنادق لها، ولم تستثنِ شريحة اجتماعيّة. أهدافها ليست عسكريّة، ولا سياسيّة، وميادينها لم تكن حرب جبال، وحرب غابات، وحرب شوارع، وحُرُوباً تقليديّة معروفة في العالم. إنها حرب من نوع جديد يكون الطفل فيها هدفاً، وتكون المرأة فيها هدفاً. في كلِّ مكان يتواجد فيه هؤلاء للانقضاض على قيمة الإنسان، وانتهاك حُرمة الإنسان؛ لذا كان لابدَّ من الردِّ، وأن يكون ردّاً مُعولـَماً، أو عالميّاً مثلما تكون هذه الحرب القذرة التي يشنـُّها هؤلاء في مُختلِف مناطق العالم. نحن نـُقاتِل نيابة عن كلِّ دول العالم.. نحن نـُقاتِل نيابة عن الدول العربيّة التي لا تقوى على أن تواجه هذا الخطر.. نحن نـُقاتِل بدلاً عنهم، وليس مِنـَّة منهم علينا أن يدعموا العراق سواء الدول العربيّة، أم الدول الإسلاميّة، أم كلّ دول العالم. بالأمس القريب دكّت القنابل والطائرات أكبر دولة في العالم في نيويورك وواشنطن، وانتقلت من هناك إلى أوروبا، واسبانيا، وبريطانيا، وفرنسا، وجنوب شرق آسيا، ثم جاءت إلى الشرق الأوسط، وإلى أفغانستان، وإيران، والسعوديّة، ثم جاءت إلى العراق، وقبل العراق إلى الشام. داعش لم تنطلق من العراق، كما أنَّ العراق ليس دولة النهاية، بل ستنطلق داعش، وتذهب إلى مناطق أخرى في العالم. لقد قـُلنا لهم منذ وقت مُبكـِّر عام 2004: إنَّ الإرهاب لا دين له، ولا مذهب له، ولا وطن له. وها هي اليوم طبول الإرهاب تُقرَع في كلِّ عواصم العالم. في عُمق ديمقراطيّاتها في كندا حيث البرلمان الكنديّ يدخل الإرهابيّون، ويقتلون ثلاثة من حُرّاس بيت الشعب، وفي فرنسا، وفي مُختلِف مناطق العالم. ماذا ينتظر هؤلاء؟ نحن نـُقاتِل نيابة عنهم.. أبناؤنا، وشبابنا يُقدِّمون أنفسهم دُرُوعاً حصينة؛ ليُدافِعوا عن كلِّ العالم، وعلى العالم أن يفي للعراقيِّين، ويقف إلى جانبهم. ليس مِنـَّة على العراقيِّين، بل هو من أدنى درجات الوفاء لهؤلاء العراقيِّين الشجعان الذين يخوضون اليوم هذه الحرب الشريفة التي لم يكن يتمناها، ولكنها فـُرِضت عليه: مشيناها خطا كتبت علينا ومَن كتبت عليه خطا مشاها إذا كان لابدَّ من ذلك فليعلم هؤلاء أنَّ أبناءنا يُقاتِلون، وأنَّ كُهُولنا يُقاتِلون كذلك، ولا يُستثنى أحد إنما كلُّ العراقيِّين يُدافِعون عن العراق عندما تحتدم المعركة، ويتهدَّد العراق. لابدَّ لي أن أحيِّي جُنُودنا البواسل.. أحيّي أبطالنا أبناء الحشد الشعبيّ.. لم يكن الحشد الشعبيُّ بدعة ابتدعها العراقيّون. لا أعرف لماذا يخافون من كلمة الحشد الشعبيّ؛ إنها ليست عراقـيّة، فالعالم كلـُّه استخدم مثل هذه القوات، ولكن بأسماء أخرى: (قوات الدرك، قوات الحرس الوطنيّ، والجيش الرديف). منذ مطلع القرن الحادي عشر نشأت في فرنسا، وبقيت 800 سنة حتى القرن الثامن عشر إلى أن انتهت عندما حصلت الثورة الفرنسيّة. كلُّ العالم لديه حرس وطنيّ، ولديه جيش رديف، وقوات ساندة. الحشد الشعبيّ لم يكن الأوَّل، ولم يكن الأخير.. إنما هو دليل وعي. لابدَّ أن نـُحيِّي هؤلاء، ونـُحيِّي المرأة العراقيّة التي صنعت المُقاتِل العراقيَّ، والتي وقفت إلى جانبه، والتي تمدُّه بالمعنويّات، وتحوِّل البيت إلى قاعدة انطلاق شجاعة ينطلق منها الجنديّ، ولا يلتفت إلى الخلف. نحن شعب نـُقاوِم، ولا ننحني أمام هؤلاء. أحيِّي كلَّ هؤلاء.. أحيِّيهم ماداموا يُقاتِلون، ويذودون عن كرامة العراق، وعن كرامة الحرائر العراقيّات.. من خلال الضحيّة تعرفون هُويّة الجاني. لا يغرنـَّكم أحد بأنَّ هؤلاء (داعش) يُدافِعون باسم دين مُعيَّن. المُسلِمون هم الضحيّة الأولى، ولا يغرنـَّكم أحد بأنَّ هؤلاء يُقاتِلون عن مذهب مُعيَّن فقد فتكوا بكلِّ أبناء المذاهب. مَن هم الضحيّة؟ الضحيّة هو المُسلِم، والمسيحيّ، والصابئيّ، والإيزدي. كلُّ هؤلاء ضحايا، والسُنـّيّ، والشيعيّ، والعربيّ، والكرديّ، والتركمانيّ لن يُفرِّق بينهم داعش إنما جعلوا كلَّ واحد منكم هدفاً. هذه ثقافة جديدة لم يعتدْ عليها العالم تظهر بين الحين والآخر، وتتدوَّر بمُختلِف مناطق العالم. في العُصُور الإسلاميّة السابقة برزت على المسرح، واختفت، ثم ظهرت مرّة أخرى، وتظهر بين فترة وأخرى؛ لتـُعبِّر عن عُقدة انتقام.. عن عُقدة نُشُوز.. عن عُقدة تمرُّد. أخاطب دول العالم، والإدارات الغربيّة كلـَّها: هل سألوا أنفسهم لماذا تظهر هذه الظاهرة في أوساط الشباب في عالم الشرق الأوسط، ثم التحقت بهم فلول من داخل بلدانهم من 62 دولة؟ عندما يرى هؤلاء الشباب أنَّ بلدانهم تملك ثلثي احتياطيّ نفط العالم، لكنها تعيش فقراً، وعندما تـُفرَض عليهم الحكومات فرضاً فوقيّاً، ولا رأي لهم فيها، وعندما يُسَبُّ، ويُشتـَم رسول الله -صلى الله عليه وآله- رسول الحُبِّ، والهداية، والسلم، والأمن، والطمأنينة.. يُدافِعون عن كلِّ القاذورات، والشذوذ الجنسيِّ في بلدانهم، لكنهم ينتهكون حُرمة رسول الله -صلى الله عليه وآله- ماذا تتوقعون؟ لقد أنشأوا جيلاً مُتمرِّداً.. جيلاً مُشمِئزّاً تربّى على ثقافة السخط، ولا يفهم شيئاً إلا القتل. أوَّل ما يرتقي إلى ذهنه عندما يواجه مُشكِلة يقتل، ولا يُفرِّق بالقتل بين امرأة ورجل.. بين شيخ عجوز وطفل بريء. كان أحد الضحايا قبل حوالى أقلّ من أسبوعين طفل عمره سبعة أشهُر قـتلوه بدم بارد. لابدَّ أن أحيِّي من منبر الدبلوماسيّة العراقيّة المنبر الذي نقل صوت الشعب العراقيِّ إلى كلِّ منابر الأمم المُتحِدة، وجامعة الدول العربيّة، والمُؤتمَر الآسيوأفريقي، ومُؤتمَر التعاون الإسلاميّ، وإلى كلِّ دول العالم، واستثمر كلَّ الفرص من أجل أن يُدوِّي بصوت العراق.. العراق الناهض.. العراق المُقاتِل؛ من أجل كرامة الإنسانيّة في هذه الجبهات. الخارجيّة بدأت اليوم دبلوماسيّة جديدة رائدها مدُّ الجُسُور، وإبرام العلاقات مع كلِّ دول العالم باستثناء إسرائيل؛ حتى تـُوصِل صوت المَحبّة، وصوت السلم، وتبحث عن المساحات المُشترَكة التي تجمع الأسرة الدوليّة على قاعدة المصالح المُشترَكة، ومُفرَدة المخاطر المُشترَكة (داعش) التي قفزت إلى مُستوى الاستراتيجيّات الجديدة والمُعاصِرة. لابدَّ لنا أن نـُحيِّيهم، ونعتزّ، ونرفع رُؤُوسنا شامخة عندما نتحدَّث باسم العراقيِّين؛ لأنهم شعب الحضارة العريق، وشعب العلم والمعرفة، وشعب القِيَم، وشعب الثورات، وشعب الشهداء. لا ينسَ أحد، أو يتناسَ أنَّ العراقيِّين قدَّموا قوافل من الشهداء.. قدَّموا في نهاية القرن العشرين في حلبجة والأنفال، وقدَّموا في الثورة الشعبانيّة، وقدَّموا ثورة الشهيد محمد في الأنبار، وفي كلِّ مدينة ثورة، بل في كلِّ بيت ثورة. الثورة لا تتجزّأ.. المظهر الخارجيّ للثورة هو أن يصطفَّ المُقاتِلون جميعاً، ويقفوا دفاعاً، وذوداً عن العراق، لكنَّ الذي صنع هؤلاء هم النساء العراقيّات؛ لذا بكلِّ فخر، وبكلِّ اعتزاز لا يُمكِن أن نـُجزِّئ بين حركة المُقاتِل وهو يُواجه بالخط الأوَّل من المُواجَهة الساخن وبين مَن صنعه من النساء، ومَن يقف إلى جانبه، ويتقاسم معه المسؤوليّة في البيت. العائلة العراقـيّة تتحمّل اليوم مسؤوليّة مُواجَهة الإرهاب، ومُواجَهة داعش ليس فقط دفاعاً عن العراق، بل دفاعاً عن كلِّ شُعُوب العالم، وعلى كلِّ دول العالم أن يُقِرُّوا هذه الحقيقة. شرف لنا أن نهب لهؤلاء الجرحى، وهؤلاء الذين يُقاتِلون في جبهات القتال دماً من عُرُوقنا؛ كي يسري في عُرُوقهم. هذا شرف لنا.. أقلُّ القليل أن نتطوَّع، ونتبرَّع بدمائنا.. لابدَّ أن نـُقدِّم ما نستطيع من التبرُّعات. يستحقّ هؤلاء الكثير الكثير. باسمكم جميعاً أحيِّي كلَّ مُقاتِل في جبهات القتال، وأدعو له بالنصر.. إنَّ الله -تبارك وتعالى- وَعَدَه ووعدُه الحقّ: ((أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا، وأن الله على نصرهم لقدير)). والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. العودة إلى صفحة الأخبار |
|