|
الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقيّة يستقبل الدكتور خالد بن محمد العطيّة وزير خارجيّة قطر في مطار بغداد الدولي بعد عودته من زيارة للكويت
الاخبار | 28-05-2015
استقبل الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقيّة في مطار بغداد الدولي الدكتور خالد بن محمد العطيّة وزير خارجيّة قطر الذي يُجري زيارة إلى العراق؛ لبحث مسألة افتتاح السفارة القطريّة في بغداد، علاوة على تداول عدد من الملفات السياسيّة، والأمنيّة التي تهمُّ البلدين الشقيقين خلال لقاءاته بالمسؤولين العراقيّين. الجدير بالذكر أنَّ معالي الوزير الدكتور الجعفريّ كان قد حضر المُؤتمَر، وألقى كلمة العراق هناك، والتقى بعدد من نظرائه الذين حضروا المُؤتمَر، وأدلى عقب المُؤتمَر بتصريحات لوسائل الإعلام، إليكم نصَّها: تصريحات الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة لقناة العراقيّة من الكويت 27/5/2015 الدكتور إبراهيم الجعفريّ: طبيعة مُشارَكة العراق في هذا المُؤتمَر تتأتـَّى من خلال عنوان المُؤتمَر، ومُحتوى الشخصيّات التي ساهمت فيه، والمنهج الذي طـُرِح فيه؛ لأنَّ العراق بلد يُواجه الإرهاب، وأصبح ذا تجربة، وفي الوقت نفسه ما يُواجهه على الأرض العراقيّة يُؤهِّله لأن يُوجِّه خطاباً من وحي الواقع، ومن وحي المُواجَهة، وينقل تجربته إلى الآخرين، ويستثمر فرصة المُؤتمَر بهذا العدد، وبهذا المُستوى الرفيع؛ حتى يُوصِل صوت العراق إلى هذا المنبر، ومن خلالهم إلى جماهيرهم، وحكوماتهم. الدكتور إبراهيم الجعفريّ: العراق يستثمر هذه المُناسَبة، ويُؤكـِّد على إصرار القوات المُسلـَّحة العراقيّة، وما ينضوي تحت لوائها من قوات الحشد الشعبيِّ، والبيشمركة، وأبناء العشائر الغيارى على تحمُّل مسؤوليّتهم التاريخيّة في درء الخطر عن العراق؛ ومن ثم لابدَّ أن نـُوصِل هذا الصوت إلى دول العالم. كانت فرصة جيِّدة بالنسبة لنا لأن نـُوقِفهم على حقيقة ما يجري في العراق بعيداً عن التضخيم الإعلاميّ.
الدكتور إبراهيم الجعفريّ: مُفرَدات الخطاب العراقيِّ كلـُّها انتظمت حول ناظم واحد: ما الذي يجري في العراق، وفي الوقت نفسه إصرار الشعب العراقيِّ، واستنهاض الهِمَم على أنـَّهم يجب أن يكونوا جزءاً من مُعادَلة المُواجَهة، ويقفوا إلى جانب العراق بمُختلف أنواع الدعم؛ حتى تكون حركتهم مُنسجمة مع حركة المُواجَهة العراقيّة. لا ألغي الإنصاف عن بعض القنوات الإعلاميّة، ولكن -بكلِّ تأكيد- يُوجَد فرق كبير جدّاً بين ما يسمعونه من الشاشات، وبين ما يجري في العراق.
- وسائل الإعلام تحدَّثت عن مُشادَّة بين حَرَسك الشخصيِّ مع جهات كويتيّة، وانسحابكم من المُؤتمَر.. ما صِحّة هذه الأنباء؟ الدكتور إبراهيم الجعفريّ: هذه الأنباء ليست صحيحة. حصلت حالة بين بعض الشباب في مخرج الطائرة. لا انسحاب من المُؤتمَر، والمُؤتمَر لم يبدأ بعد، وهذه القضيّة كانت أمس، وهي مُشادّة بسيطة بين الشباب الذي يجمعهم حرصهم عليَّ، وهم حماية لي سواءً كانوا عراقيِّين، أم كويتيِّين، لكنَّ الصورة الزاهية أنـَّنا في اليوم الثاني مُباشَرة جلسنا معاً، وبدأ العناق، والتقبيل فيما بينهم، وجلسنا في جلسة طعام مُشترَكة، وتعانقوا بشكل يُلهـِب المشاعر، ويسلب الإعجاب، وهذه مفخرة. بعض الأحيان قد لا ندري لماذا بدأت مُشكِلة ما، ولكن أدرك جيِّداً، وأحسستُ إحساساً مُباشِراً أنـَّهم كانوا شجعاناً في قـُلـُوبهم، وعُقـُولهم.
- ما انطباعاتك عن اليوم الأوَّل للمُؤتمَر؟ الدكتور إبراهيم الجعفريّ: منبر المُؤتمَر كان منبراً مفتوحاً، ودار حول مسألة التسامُح، ومُواجَهة الإرهاب. في تقديري هذا ليس ترفاً ثقافيّاً؛ لأنه دار حول أمور في الصميم، ونحن بأمسِّ الحاجة اليوم لتكثيف الجُهُود؛ لما تتعرَّض له المنطقة من خطر، وهو: الإرهاب، وبحاجة لأن نـُحدِّد المُعادِل الثقافيَّ. أنا أدرك أنَّ العالم الإسلاميَّ بثرواته المُتعدِّدة.. بثقافته.. بانحداره.. باتساعه العالميِّ فيه خلافات، ولا أدعو إلى عالم بلا خلافات، ولكن بإمكانهم أن يُجمِّدوا الخلافات، ويُحرِّكوا نقاط الاتفاق، أو لا أقلّ يُقدِّمون المُتفـَق على المُختلـَف.
الدكتور إبراهيم الجعفريّ: مطالب العراق أكرِّرها دائماً، وتهجَّيتها، وهي: دعم أمنيّ، وعسكريّ، ولوجستيّ، ولا أقصد وجود قوات برّيّة تأتي على الأرض؛ لسنا في أزمة رجال نحن نتولاها، بل دعم جوّيّ، ومُخابَراتيّ، وآليّات تدريب، وأنواع الدُعُوم اللوجستيّة، ودعم إنسانيّ، وخدميّ خُصُوصاً أنَّ لدينا أكثر من مليونين وستمائة ألف مُواطِن عراقيّ نزحوا من الموصل إلى مناطق أخرى، كما يجب أن نبعث رسالة إلى العالم أنَّ أيَّ بلد يفتك به الإرهاب لا ينبغي أن يجد الإرهاب أهل هذا البلد فقط، بل يجب أن يجد العائلة الدوليّة كلـَّها موجودة.
الدكتور إبراهيم الجعفريّ: مع احترامي لمَن يقول هذا الكلام. في السياسة لا يُوجَد صفر، ولا يُوجَد نجاح 100% هذه في الرياضيّات فقط. تتقلـَّص النسبة، ولا تصل إلى صفر، وتزداد النسبة، ولا تصل إلى 100.
الدكتور إبراهيم الجعفريّ: مِن مَن؟ أقول لك: أنا أعرف أنه بدأت حالة انفعاليّة بين الشباب، وعددهم قليل، ولكن أعرف 100% أنـَّهم جلسوا معاً، وتعانقوا، وقبَّلوا بعضهم البعض الآخر بالكامل، وتناولوا معي طعام العشاء في بيت الأخ السفير. أنا مُتأكـِّد منه 100%. أنا لستُ مسؤولاً عن كيف بدأت قضيّة انفعاليّة بسيطة، بل أنا مسؤول عن أننا حقـَّقنا حلماً رائعاً حين جلسوا معاً كعرس وطنيّ.
- في ظلِّ تبايُن مفهوم الإرهاب لدى الدول المُشارِكة في مُنظـَّمة التعاون الإسلاميِّ، وكذلك اتهام البعض بتمويل بعض الجماعات كيف بالإمكان الخُرُوج بنتيجة لمُحارَبة الإرهاب خُصُوصاً ما تتعرَّض له المناطق في سورية، والعراق؟ الدكتور إبراهيم الجعفريّ: لا يُمكِن أن ننتقل إلى ساحة، ونمارس عمل مُواجَهة الإرهاب، ونـُجمِّد بقيّة ساحات المُواجَهة. الإرهاب يُشبه المياه تنتقل من المناطق ذات المنسوب العالي إلى المناطق ذات الأراضي المُنخفِضة. فإذا نتكلم على الإرهاب يجب أن لا نـُجزِّئ الإرهاب في سورية، وفي العراق، وفي أيّة منطقة من مناطق العالم. هو واحد، فيجب أن يكون الردُّ واحداً. لا نـُجزِّئ الردَّ.
الدكتور إبراهيم الجعفريّ: نحن مع تجفيف منابع الإرهاب ماليّاً، وإعلاميّاً، وفقهيّاً؛ الإرهاب لديه فقه إرهابيّ، وخطاب منبريّ يُوجَد مَن يعتلي المنبر، وبدلاً من أن يُشيع ثقافة السلم، والمَحبّة، والأمن يُثير ثقافة الإرهاب على المنبر. يجب أن تـُجفـَّف كلُّ المنابع.
الدكتور إبراهيم الجعفريّ: ولِمَ لا؟ الإسلام يعني العدل، ونبذ الظلم. هذا هو إسلام الفطرة، كلُّ الديانات تتولى هذا. الله خلقنا كلنا مُسلِمين بالفطرة، ونكره الظلم، ونحبُّ العدل، ونـُمارس الصدق، ونرفض الكذب. هذا هو دين الفطرة: ((فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ)) [الروم : 30]
- كثيرون يتساءل عن قدرة الجيش العراقيِّ على مُحارَبة داعش. ماذا تقول على هذا؟ الدكتور إبراهيم الجعفريّ: الجيش العراقيّ قويّ، ولديه القدرة على المُواصَلة إنما قطع عسكريّة مُعيَّنة في الأنبار انسحبت، والآن التحقيق جارٍ في سبب انسحابها.
الدكتور إبراهيم الجعفريّ: آليّات مكافحة الإرهاب واضحة، ولا يُوجَد اختلاف عليها؛ بدليل أنه الآن تـُوجَد مُشارَكة أمميّة للعراق وهم يُواجهون الإرهاب جوّيّاً. ماذا يعني هذا؟ يعني أنَّ هناك آليّات مُشترَكة لدى الإرهاب، وهي أمميّة؛ إذ إنَّ عناصر داعش من أكثر من 62 دولة في العالم بعضها تنتمي إلى كبرى الديمقراطيّات يُقاتِلون تحت راية داعش في العراق. الحكومات استيقظت بعد سُبات عميق، ونوم عميق، وانتبهت أنَّ هؤلاء مُواطِنوها جاؤوا إلينا. ما الذي يمنع هؤلاء بأنـَّهم عندما يعودون إلى بلدانهم من عدم مُمارسة الإرهاب، وفعلاً عادوا إلى أستراليا، وقاموا بعمليّة، وعادوا إلى فرنسا، وقاموا بعمليّة، وعادوا إلى السويد، ونفذوا عمليّة، وهكذا، فاستيقظوا.
تصريح الدكتور إبراهيم الجعفريّ لقناة الحُرّة الفضائيّة في مُؤتمَر الكويت
الدكتور إبراهيم الجعفريّ: هذه المجاميع التي شاركت في المُؤتمَر، وكذا بقيّة المُؤتمَرات تنتظم كلها حول مُواجَهة داعش؛ إذن هو منبر للتعاطي معه على أساس أن نـُسمِعهم صوت العراق ونحن في الميدان نواجه داعش، فيجب أن نـُقرِّب إليهم الصورة الحقيقيّة للمآسي التي ترتكبها داعش؛ لذا وجدنا في هذا الحشد الكبير المُتنوِّع المُستوى العالي من المُساهِمين فرصة طيِّبة لأن نطرح عليهم حقيقة ما يجري، ونشحذ هِمَمَهم لأن يقفوا إلى جانب العراق، ويُسانِدوا العراق، كما أني أشكر سُموَّ أمير الكويت، والأخ رئيس جامعة الدول العربيّة، والكثير منهم؛ لأنهم ذكروا العراق بالاسم، وتحدَّثوا عن دعم الحكومة العراقيّة. هذا بالنسبة لنا مكسب، ويجب أن لا نجعلهم بعيدين على الأجواء الحقيقيّة الموجودة في العراق. العراق على الأرض يواجه داعش بشكل، ويتعاطى بشكل يوميّ مع النتائج التي ترتـَّبت على المآسي التي تركتها داعش من مليونين وستمائة ألف نازح، وفي الوقت نفسه التجربة العراقية الرائدة في مُواجَهة داعش على الأرض، وما حقـَّقت من نتاجات على يد القوات المُسلـَّحة، والحشد الدوليّ، والبيشمركة؛ إذن نحن عندما نتواجد؛ لأنَّ الأصل في العراق أن يُوصِل صوته من وحي الميدان، والمُواجَهة إلى هذا المكان، ونسمع منهم ما لديهم من إضافات.
الدكتور إبراهيم الجعفريّ: لا.. ليس كافياً. دعم الحشد الدوليّ ليس بالمُستوى الذي تتطلبه المُواجَهة مع داعش بهذا الحجم، وبالمُشارَكة المُتعدِّدة من كلِّ جنسيّات العالم، ولكنَّ أصل هذه المُشارَكة هو ترك بصمة دوليّة، وعالميّة؛ لأنَّ المعركة معركة هويّات ابتداءً؛ لذا عليهم أن يقفوا إلى جانب العراق في إعلامهم، وسياستهم، وبعض الطلعات الجوّيّة. يُفترَض أن يكون أعلى من هذا بكثير.
الدكتور إبراهيم الجعفريّ: على أحسن ما تكون، وكلما اضطرد الزمن اضطردت العلاقة بالتعمُّق في شتى المجالات. نحن نتعاون دائماً؛ وبحُضُورنا المُؤتمَرات هناك تنسيق عالٍ، وهناك تناظر، وتشابُه في الخطاب. أتحدَّث عن قضيّة: الهُمُوم مُشترَكة بين العراق والكويت، وتطلعات المرحلة القادمة مُشترَكة، وحرصنا على تطوُّر العلاقات العراقيّة-الكويتيّة مُشترَك؛ لذا لا نجد ثمة ما يُعكـِّر صفو هذا الجوّ.
العودة إلى صفحة الأخبار |
|