الجعفري: لابد من وقفة واعية ومسؤولة لتقييم التظاهرات المستمرة لأكثر من مائة يوم التي لم تسجل أيَّ سابقة مثيلة لها.. تقادم الزمن لا يسقط الحقوق ولا يعذر الجناة ممّا يستدعي تحديدا دقيقا في معرفتهم ومساءلتهم والابتعاد عن التوصيفات الغامضة كمصطلح الطرف الثالث الجعفريّ: جرائم الاغتيال والقتل والتمثيل بجُثث الموتى انتهاك سافر لحُقوق الإنسان وهو جرس إنذار بتهديد السلم المُجتمَعي وزرع الفتنة ونشر الفوضى في وقت يجب أن يتحمَّل الجميع مسؤوليته الوطنية عبر التعاون على حفظ وحدة الصفِّ الوطني وعدم زعزعة الأمن والاستقرار الجعفريّ: يجب مُحاسَبة كلّ من تورَّط في إراقة دماء أبنائنا المُتظاهِرين والقوات الأمنيّة وإنزال القصاص العادل بحقهم.. الردّ العراقيّ الوطنيّ المُوحَّد هو الذي جعل الهمَّ العراقيَّ فوق كلِّ الهُمُوم وإنسانه فوق كلِّ اعتبار وساهم في تجنب المزيد من الأزمات الجعفريّ: التظاهرات تعبيرٌ عن المُطالَبة عن كلِّ حقّ مهدور وكرامة مُنتهَكة ومال مسروق وسياسة فاسدة وتدخّل أجنبيّ فاحش!!.. يجب منع استخدام السلاح ضدّ المُتظاهِرين وتفقُّد عوائل الشهداء ورعايتهم.. وإلغاء بدعة المُحاصَصة "سيِّئة الصيت" في التشكيلات الحكوميّة رسائل الأيام للدكتور إبراهيم الجعفري الجعفريّ للعرب: لا تنظروا إلى حجم سكاننا بل انظروا إلى قوة إرادتنا وإصرارنا على حقوقنا.. المطلوب من الجامعة العربية أن ترسم أولوياتها على ضوء المصالح والمخاطر وتُفكـِّر بحجم الإنسان العربيِّ والقدر العربيِّ.. وأن ننتهي بنتائج ولا نكتفي بالكلمات والخطب الجعفريّ للعرب: أصبح صوت العراق مسموعاً وأصبحت إنجازاته موضع احترام العالم.. نحتاج إلى وُقوفكم إلى جانبنا ونحن لا نطلب دماء أبنائكم بدلاً من دماء أبنائنا ولكن عليكم مُساعَدتنا في مُواجَهة داعش خُصُوصاً أنَّهم جاؤوا من بلدانكم ومن أكثر من مئة دولة الجعفريّ لوزراء الخارجيَّة العرب: نحن لا نـُمثـِّل حُكـَّاماً وحكومات فقط، بل نـُمثـِّل شُعُوباً عربيَّة وإضعاف أيِّ دولة إضعاف لنا جميعاً.. داعش يستهدف كلَّ دول العالم خُصُوصاً الدول العربيَّة؛ لذا عليكم أن تُتابعوا ما يجري في العراق خطوة خطوة الجعفريّ من جنيف: العراق من الدول التي تعاني من نار الإرهاب ومن الدول المنتصرة على الإرهاب وحاولتْ بعض الجهات الدوليَّة التي تدعم الإرهاب إلى إرباك جهدنا و‏تزييف الحقائق واتهام مُؤسَّسة الحشد الشعبيِّ وبلا دليل، وهي لا تخدم في حقيقتها بذلك إلا الإرهاب الجعفريّ: تـُوجَد الآن دول عظمى تفكِّر بعقليَّة (كاوبوي) -رُعاة البقر-، بينما العراق يتعامل بطريقة إنسانيَّة حتى مع خصمه؛ لأنه تعلـَّم على شيء اسمه كيفيَّة غضِّ النظر عن الجزئيَّات، ويفكر بالحلول أكثر ما يفكر بالمشاكل

الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقيّة يستقبل الدكتور خالد بن محمد العطيّة وزير خارجيّة قطر في مطار بغداد الدولي بعد عودته من زيارة للكويت
الاخبار | 28-05-2015

استقبل الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقيّة في مطار بغداد الدولي الدكتور خالد بن محمد العطيّة وزير خارجيّة قطر الذي يُجري زيارة إلى العراق؛ لبحث مسألة افتتاح السفارة القطريّة في بغداد، علاوة على تداول عدد من الملفات السياسيّة، والأمنيّة التي تهمُّ البلدين الشقيقين خلال لقاءاته بالمسؤولين العراقيّين.
جاء ذلك عقب عودة الدكتور الجعفريّ قادماً من الكويت إذ شارَك في المُؤتمَر 42 لوزراء خارجيّة دول مجلس التعاون الإسلاميّ.

الجدير بالذكر أنَّ معالي الوزير الدكتور الجعفريّ كان قد حضر المُؤتمَر، وألقى كلمة العراق هناك، والتقى بعدد من نظرائه الذين حضروا المُؤتمَر، وأدلى عقب المُؤتمَر بتصريحات لوسائل الإعلام، إليكم نصَّها:

تصريحات الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة لقناة العراقيّة من الكويت 27/5/2015

- ما طبيعة مُشارَكة العراق في هذا المُؤتمَر؟

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: طبيعة مُشارَكة العراق في هذا المُؤتمَر تتأتـَّى من خلال عنوان المُؤتمَر، ومُحتوى الشخصيّات التي ساهمت فيه، والمنهج الذي طـُرِح فيه؛ لأنَّ العراق بلد يُواجه الإرهاب، وأصبح ذا تجربة، وفي الوقت نفسه ما يُواجهه على الأرض العراقيّة يُؤهِّله لأن يُوجِّه خطاباً من وحي الواقع، ومن وحي المُواجَهة، وينقل تجربته إلى الآخرين، ويستثمر فرصة المُؤتمَر بهذا العدد، وبهذا المُستوى الرفيع؛ حتى يُوصِل صوت العراق إلى هذا المنبر، ومن خلالهم إلى جماهيرهم، وحكوماتهم.
إنَّ التميُّز في هذا المُؤتمَر هو إنـَّه يُمثـِّل الحالة الإسلاميّة العامّة التي تـُحدِّد طبيعة هُويّة الإرهاب، وأنـَّه لا يمتُّ إلى الإسلام بصلة، وضرورة دعم العراق باعتباره حالة إسلاميّة، وإنسانيّة تستدعي تحشيد كلِّ القابليّات؛ من أجل أن ينهض بمَهمَّته. العراق -كما قلنا في أكثر من مُناسَبة- يُواجه داعش على الأرض، وإنما يُواجه هذه المُواجَهة الشرسة، والشجاعة، والمُستبسِلة، والمُضحِّية؛ تعبيراً عن إرادته الدفاع عن كرامته، وسيادته، وعن كرامة وسيادة كلِّ الشُعُوب الإسلاميّة وغير الإسلاميّة؛ لأنَّ داعش لا تـُشكـِّل خطراً عراقيّاً فقط؛ لأنها لم تبدأ بالعراق، ولن تنتهي بالعراق. العراق كان محطة ارتحال من الشام، ومن العراق تتطلع داعش أن تنتشر إلى مناطق أخرى؛ ومن ثم فهو يُواجه مسؤوليَّته على أعلى المُستويات وبشهادة العالم كلـِّه أصالة عن نفسه، ووكالة عن بقيّة الدول؛ لذا نستثمر هذه المُناسَبات لإسماعهم صوت العراق المُدوِّي؛ ليس من وحي القراءة، والتحليل، بل من وحي المُواجَهة الميدانيّة. فنحن نتحدَّث بثقافة المرئيِّ، وثقافة المحسوس عمّا يجري على الأرض العراقيّة، ومن ثم وجدنا تجاوباً مُمتازاً، وعكس المُشاركون بدءاً بسُموِّ أمير الكويت إلى بقيّة المُتحدِّثين تفهُّم الحالة العراقيّة مُمتازاً، وأشادوا بحكومة العراق.



- على ماذا ركـَّز العراق اليوم، وما الذي أراده من هذه الوفود الإسلاميّة المُتواجدة في الكويت؟

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: العراق يستثمر هذه المُناسَبة، ويُؤكـِّد على إصرار القوات المُسلـَّحة العراقيّة، وما ينضوي تحت لوائها من قوات الحشد الشعبيِّ، والبيشمركة، وأبناء العشائر الغيارى على تحمُّل مسؤوليّتهم التاريخيّة في درء الخطر عن العراق؛ ومن ثم لابدَّ أن نـُوصِل هذا الصوت إلى دول العالم.
الإعلام في الخارج قد لا يكون مُنصِفاً بالشكل الذي يعكس حقيقة ما يجري في العراق. نحن لا نـُريد أن نـُبالِغ بانتصاراتنا، كما لا نستحي عندما يكون هناك خلل أن يُشار إليه، غير أنَّ المُشكِلة أنَّ هناك تضخيماً في بعض نقاط الخلل، وهناك تقليص، وتجاوز على الإنجازات الباهرة التي يُسجِّلها العراقيّون؛ لذا استلب الملفُّ العراقيّ إعجاب البقيّة، وأن يسألوا، ويستفسروا عن حقيقة ما يجري في العراق، وهذا أمر مُتوقـَّع؛ لأنـَّهم كلـَّهم يحدوهم الأمل أن يعرفوا حقيقة ما يجري في العراق بهذا العدد الكبير، وبهذا المُستوى العالي.

كانت فرصة جيِّدة بالنسبة لنا لأن نـُوقِفهم على حقيقة ما يجري في العراق بعيداً عن التضخيم الإعلاميّ.

 


- هل استوعبت الوفود المُشارِكة في هذا المُؤتمَر حجم التحدِّي الموجود اليوم في العراق، وخطر التطرُّف الموجود الذي تستمدُّ منه هذه المجاميع الإرهابيّة فكرها، وكلّ هذه الجرائم.. ما موقف هذه الدول بخاصّةٍ الكويت؟

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: مُفرَدات الخطاب العراقيِّ كلـُّها انتظمت حول ناظم واحد: ما الذي يجري في العراق، وفي الوقت نفسه إصرار الشعب العراقيِّ، واستنهاض الهِمَم على أنـَّهم يجب أن يكونوا جزءاً من مُعادَلة المُواجَهة، ويقفوا إلى جانب العراق بمُختلف أنواع الدعم؛ حتى تكون حركتهم مُنسجمة مع حركة المُواجَهة العراقيّة.
العراق اليوم باعتباره في خط المُواجَهة الساخن يُقدِّم أغلى ما لديه، وغير مُتردِّد، ولن يتردَّد، وفي الوقت  نفسه يتضامن مع القوى الأخرى التي تقف إلى جانبنا، ونحن ذكـَّرناهم بضرورة أن تقف هذه الدول إلى جانبنا بمُختلِف أنواع الدعم المعنويّ، والدعم المادّيِّ، والدعم اللوجستيِّ، وحتى الأمنيّ.
مُفرَدات الخطاب كلـُّها كانت تدور حول هذه النقطة، وامتدَّ الخطاب حوالى 17 دقيقة، وكان يُكثـِّف على هذه الحالة، نعم.. لم يحتبس الخطاب بالعراق فقط، بل امتدَّ من العراق كساحة ساخنة ضدَّ الإرهاب إلى ساحات أخرى ليست أقلَّ سخونة.
تحدَّثنا عن الساحات الأخرى التي ابتـُلِيَت بالإرهاب؛ الإرهاب كليٌّ لا يتجزّأ؛ ومن ثم مُعادِل الإرهاب ثقافةً، وأمناً، ودعماً يجب أن لا يتجزَّأ أيضاً؛ لذا أحسسنا أنـَّه يُوجَد تجاوب بالخطاب، وبعد أن انتهت تلك الجلسة، ومن خلال لقاءات كثيرة حصلت مع بعض الإخوة الحُضُور عكسوا انطباعاً جيِّداً، وأبدوا تفهُّماً بأنـَّه مهما بالغنا، وتكلـَّمنا فلن نصل إلى تلك الدرجة التي نرفع الحيف والظلم الذي وقع على العراق؛ لأنَّ هناك بوناً شاسعاً بين حقيقة ما يجري في العراق، وبين النقل الإعلاميِّ الذي يكون غير مُنصِف في كثير من الأحيان.

لا ألغي الإنصاف عن بعض القنوات الإعلاميّة، ولكن -بكلِّ تأكيد- يُوجَد فرق كبير جدّاً بين ما يسمعونه من الشاشات، وبين ما يجري في العراق.

 

 

- وسائل الإعلام تحدَّثت عن مُشادَّة بين حَرَسك الشخصيِّ مع جهات كويتيّة، وانسحابكم من المُؤتمَر.. ما صِحّة هذه الأنباء؟

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: هذه الأنباء ليست صحيحة. حصلت حالة بين بعض الشباب في مخرج الطائرة. لا انسحاب من المُؤتمَر، والمُؤتمَر لم يبدأ بعد، وهذه القضيّة كانت أمس، وهي مُشادّة بسيطة بين الشباب الذي يجمعهم حرصهم عليَّ، وهم حماية لي سواءً كانوا عراقيِّين، أم كويتيِّين، لكنَّ الصورة الزاهية أنـَّنا في اليوم الثاني مُباشَرة جلسنا معاً، وبدأ العناق، والتقبيل فيما بينهم، وجلسنا في جلسة طعام مُشترَكة، وتعانقوا بشكل يُلهـِب المشاعر، ويسلب الإعجاب، وهذه مفخرة. بعض الأحيان قد لا ندري لماذا بدأت مُشكِلة ما، ولكن أدرك جيِّداً، وأحسستُ إحساساً مُباشِراً أنـَّهم كانوا شجعاناً في قـُلـُوبهم، وعُقـُولهم.

 


كما أدلى معاليه بتصريحات لعدد من وسائل الإعلام:

- ما انطباعاتك عن اليوم الأوَّل للمُؤتمَر؟

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: منبر المُؤتمَر كان منبراً مفتوحاً، ودار حول مسألة التسامُح، ومُواجَهة الإرهاب. في تقديري هذا ليس ترفاً ثقافيّاً؛ لأنه دار حول أمور في الصميم، ونحن بأمسِّ الحاجة اليوم لتكثيف الجُهُود؛ لما تتعرَّض له المنطقة من خطر، وهو: الإرهاب، وبحاجة لأن نـُحدِّد المُعادِل الثقافيَّ.
هذا المكان تتولـَّد فيه مُفاعِلات ثقافيّة لمُواجَهة خطر الإرهاب الذي نعرف أوَّله، ولا نعرف آخره، نعرف متى بدأ، ولا نعرف متى ينتهي؛ لذا نحن أمام تحدٍّ حقيقيّ مُعولـَم، وبحاجة لأن نسمع فكراً، وإثراءً، وخطوات عمليّة.
من طرفنا كان لي خطاب قبل قليل تحدَّثت فيه بما أعتقد أنه ينفع، فذكـَّرتهم بأن يستفيدوا من تجربة العراقيِّين في مُمارَسة انبرت عنها ثقافة المحسوس وثقافة المرئيّ.. أنتم تسمعون أمّا نحن فنـُواجه الإرهاب على الأرض، ويجب أن تتحشَّد كلُّ الدول، وتقف معنا.

أنا أدرك أنَّ العالم الإسلاميَّ بثرواته المُتعدِّدة.. بثقافته.. بانحداره.. باتساعه العالميِّ فيه خلافات، ولا أدعو إلى عالم بلا خلافات، ولكن بإمكانهم أن يُجمِّدوا الخلافات، ويُحرِّكوا نقاط الاتفاق، أو لا أقلّ يُقدِّمون المُتفـَق على المُختلـَف.
 


- هل كان للعراق أيُّ مطالب للوقوف إلى جانبه من قِبَل الدول العربيّة لانتشاله من هذه الأزمة؟

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: مطالب العراق أكرِّرها دائماً، وتهجَّيتها، وهي: دعم أمنيّ، وعسكريّ، ولوجستيّ، ولا أقصد وجود قوات برّيّة تأتي على الأرض؛ لسنا في أزمة رجال نحن نتولاها، بل دعم جوّيّ، ومُخابَراتيّ، وآليّات تدريب، وأنواع الدُعُوم اللوجستيّة، ودعم إنسانيّ، وخدميّ خُصُوصاً أنَّ لدينا أكثر من مليونين وستمائة ألف مُواطِن عراقيّ نزحوا من الموصل إلى مناطق أخرى، كما يجب أن نبعث رسالة إلى العالم أنَّ أيَّ بلد يفتك به الإرهاب لا ينبغي أن يجد الإرهاب أهل هذا البلد فقط، بل يجب أن يجد العائلة الدوليّة كلـَّها موجودة.

 


- وماذا عمّا قِيلَ عن فشل التحالف الدوليّ؟

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: مع احترامي لمَن يقول هذا الكلام. في السياسة لا يُوجَد صفر، ولا يُوجَد نجاح 100% هذه في الرياضيّات فقط. تتقلـَّص النسبة، ولا تصل إلى صفر، وتزداد النسبة، ولا تصل إلى 100.
إنَّ النضج السياسيَّ يقضي أن نقول: يغلب على فلان النجاح، أو يغلب عليه الفشل، ولكن لا نـُراهِن، فنقول: صفر.

 


- هل طلبتم اعتذاراً عمّا حدث يوم أمس في المطار؟

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: مِن مَن؟

أقول لك: أنا أعرف أنه بدأت حالة انفعاليّة بين الشباب، وعددهم قليل، ولكن أعرف 100% أنـَّهم جلسوا معاً، وتعانقوا، وقبَّلوا بعضهم البعض الآخر بالكامل، وتناولوا معي طعام العشاء في بيت الأخ السفير. أنا مُتأكـِّد منه 100%. أنا لستُ مسؤولاً عن كيف بدأت قضيّة انفعاليّة بسيطة، بل أنا مسؤول عن أننا حقـَّقنا حلماً رائعاً حين جلسوا معاً كعرس وطنيّ.

 

- في ظلِّ تبايُن مفهوم الإرهاب لدى الدول المُشارِكة في مُنظـَّمة التعاون الإسلاميِّ، وكذلك اتهام البعض بتمويل بعض الجماعات كيف بالإمكان الخُرُوج بنتيجة لمُحارَبة الإرهاب خُصُوصاً ما تتعرَّض له المناطق في سورية، والعراق؟

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: لا يُمكِن أن ننتقل إلى ساحة، ونمارس عمل مُواجَهة الإرهاب، ونـُجمِّد بقيّة ساحات المُواجَهة. الإرهاب يُشبه المياه تنتقل من المناطق ذات المنسوب العالي إلى المناطق ذات الأراضي المُنخفِضة. فإذا نتكلم على الإرهاب يجب أن لا نـُجزِّئ الإرهاب في سورية، وفي العراق، وفي أيّة منطقة من مناطق العالم. هو واحد، فيجب أن يكون الردُّ واحداً. لا نـُجزِّئ الردَّ.
يشتبه مَن يتصوَّر أنه يدعم العراق ضدَّ الإرهاب، ويغضّ النظر عن سورية. كيف والجُسُور مُمتدّة بين سورية وبين العراق. دع عنك النظام العراقيَّ، والنظام السوريَّ نحن أمام إرهاب يجب أن نقف بوجهه، ونمنع تسرُّبه.

 


- قضيّة التمويل حتى وإن لم يكـُن عبر حكومات، وإنما عبر مُنظـَّمات؟

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: نحن مع تجفيف منابع الإرهاب ماليّاً، وإعلاميّاً، وفقهيّاً؛ الإرهاب لديه فقه إرهابيّ، وخطاب منبريّ يُوجَد مَن يعتلي المنبر، وبدلاً من أن يُشيع ثقافة السلم، والمَحبّة، والأمن يُثير ثقافة الإرهاب على المنبر. يجب أن تـُجفـَّف كلُّ المنابع.

 


- الوزير الإيرانيّ دكتور ظريف دعا إلى العودة إلى الإسلام كسبيل لإنقاذ الأمم.. هل يُمكِن ذلك عمليّاً؟

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: ولِمَ لا؟ الإسلام يعني العدل، ونبذ الظلم. هذا هو إسلام الفطرة، كلُّ الديانات تتولى هذا. الله خلقنا كلنا مُسلِمين بالفطرة، ونكره الظلم، ونحبُّ العدل، ونـُمارس الصدق، ونرفض الكذب. هذا هو دين الفطرة: ((فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ))      [الروم : 30]

 

- كثيرون يتساءل عن قدرة الجيش العراقيِّ على مُحارَبة داعش. ماذا تقول على هذا؟

الدكتور  إبراهيم الجعفريّ: الجيش العراقيّ قويّ، ولديه القدرة على المُواصَلة إنما قطع عسكريّة مُعيَّنة في الأنبار انسحبت، والآن التحقيق جارٍ في سبب انسحابها.

 


- هل بحثتم آليّة لمكافحة الإرهاب؟

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: آليّات مكافحة الإرهاب واضحة، ولا يُوجَد اختلاف عليها؛ بدليل أنه الآن تـُوجَد مُشارَكة أمميّة للعراق وهم يُواجهون الإرهاب جوّيّاً. ماذا يعني هذا؟

يعني أنَّ هناك آليّات مُشترَكة لدى الإرهاب، وهي أمميّة؛ إذ إنَّ عناصر داعش من أكثر من 62 دولة في العالم بعضها تنتمي إلى كبرى الديمقراطيّات يُقاتِلون تحت راية داعش في العراق. الحكومات استيقظت بعد سُبات عميق، ونوم عميق، وانتبهت أنَّ هؤلاء مُواطِنوها جاؤوا إلينا. ما الذي يمنع هؤلاء بأنـَّهم عندما يعودون إلى بلدانهم من عدم مُمارسة الإرهاب، وفعلاً عادوا إلى أستراليا، وقاموا بعمليّة، وعادوا إلى فرنسا، وقاموا بعمليّة، وعادوا إلى السويد، ونفذوا عمليّة، وهكذا، فاستيقظوا.
أعتقد أنَّ الجميع يُدركون أنَّ الآليّات هي حشد إمكانات الدول عسكريّاً بكلِّ السُبُل، ونحن اشترطنا -كعراقيِّين- أن لا تأتي قطع عسكريّة برّيّة على الأرض؛ لئلا تـُعيد إلينا شبح القواعد السابقة التي رفضناها، وإلا فنحن مُتفِقون معهم، وأبواب الدعم مفتوحة ماليّاً، وخدميّاً، وإنسانيّاً، وجوّيّاً.

 

تصريح الدكتور إبراهيم الجعفريّ لقناة الحُرّة الفضائيّة في مُؤتمَر الكويت

  • العراق شارك في هذا المُؤتمَر الذي جمع دولاً عربيّة، وإسلاميّة.. ماذا تأمل، وتطلب للعراق من هذه الدول خُصُوصاً أنها تحارب رُبّما تنظيم داعش وحركات إرهابية خطيرة قد لا تـُهدِّد العراق فقط، بل المنطقة بأكملها؟

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: هذه المجاميع التي شاركت في المُؤتمَر، وكذا بقيّة المُؤتمَرات تنتظم كلها حول مُواجَهة داعش؛ إذن هو منبر للتعاطي معه على أساس أن نـُسمِعهم صوت العراق ونحن في الميدان نواجه داعش، فيجب أن نـُقرِّب إليهم الصورة الحقيقيّة للمآسي التي ترتكبها داعش؛ لذا وجدنا في هذا الحشد الكبير المُتنوِّع المُستوى العالي من المُساهِمين فرصة طيِّبة لأن نطرح عليهم حقيقة ما يجري، ونشحذ هِمَمَهم لأن يقفوا إلى جانب العراق، ويُسانِدوا العراق، كما أني أشكر سُموَّ أمير الكويت، والأخ رئيس جامعة الدول العربيّة، والكثير منهم؛ لأنهم ذكروا العراق بالاسم، وتحدَّثوا عن دعم الحكومة العراقيّة. هذا بالنسبة لنا مكسب، ويجب أن لا نجعلهم بعيدين على الأجواء الحقيقيّة الموجودة في العراق.

العراق على الأرض يواجه داعش بشكل، ويتعاطى بشكل يوميّ مع النتائج التي ترتـَّبت على المآسي التي تركتها داعش من مليونين وستمائة ألف نازح، وفي الوقت نفسه التجربة العراقية الرائدة في مُواجَهة داعش على الأرض، وما حقـَّقت من نتاجات على يد القوات المُسلـَّحة، والحشد الدوليّ، والبيشمركة؛ إذن نحن عندما نتواجد؛ لأنَّ الأصل في العراق أن يُوصِل صوته من وحي الميدان، والمُواجَهة إلى هذا المكان، ونسمع منهم ما لديهم من إضافات.

 

  • هل يرى العراق أنَّ دعم الحشد الدوليَّ كافٍ لمُواجَهة خطر نراه يكبر كلَّ يوم؟

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: لا.. ليس كافياً. دعم الحشد الدوليّ ليس بالمُستوى الذي تتطلبه المُواجَهة مع داعش بهذا الحجم، وبالمُشارَكة المُتعدِّدة من كلِّ جنسيّات العالم، ولكنَّ أصل هذه المُشارَكة هو ترك بصمة دوليّة، وعالميّة؛ لأنَّ المعركة معركة هويّات ابتداءً؛ لذا عليهم أن يقفوا إلى جانب العراق في إعلامهم، وسياستهم، وبعض الطلعات الجوّيّة. يُفترَض أن يكون أعلى من هذا بكثير.

 

  • كيف ترون السياسة الدبلوماسيّة بين الكويت والعراق؟

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: على أحسن ما تكون، وكلما اضطرد الزمن اضطردت العلاقة بالتعمُّق في شتى المجالات. نحن نتعاون دائماً؛ وبحُضُورنا المُؤتمَرات هناك تنسيق عالٍ، وهناك تناظر، وتشابُه في الخطاب. أتحدَّث عن قضيّة: الهُمُوم مُشترَكة بين العراق والكويت، وتطلعات المرحلة القادمة مُشترَكة، وحرصنا على تطوُّر العلاقات العراقيّة-الكويتيّة مُشترَك؛ لذا لا نجد ثمة ما يُعكـِّر صفو هذا الجوّ.

 

 


العودة إلى صفحة الأخبار


 الرئيسية  |  الأخبار  |  إبراهيم الجعفري  |  تيار الإصلاح الوطني  |  رسائل الأيام  |  كلمات  |  الصور  |  المكتبة  |  الفيديو  |  اتصل بنا 
E-mail : med@al-jaffaary.net
جميع الحقوق محفوظة لـموقع الدكتور ابراهيم الجعفري©2010 - 2024
استضافة وتصميم وبرمجة ويب اكاديمي

Powered by web academy