الجعفري: لابد من وقفة واعية ومسؤولة لتقييم التظاهرات المستمرة لأكثر من مائة يوم التي لم تسجل أيَّ سابقة مثيلة لها.. تقادم الزمن لا يسقط الحقوق ولا يعذر الجناة ممّا يستدعي تحديدا دقيقا في معرفتهم ومساءلتهم والابتعاد عن التوصيفات الغامضة كمصطلح الطرف الثالث الجعفريّ: جرائم الاغتيال والقتل والتمثيل بجُثث الموتى انتهاك سافر لحُقوق الإنسان وهو جرس إنذار بتهديد السلم المُجتمَعي وزرع الفتنة ونشر الفوضى في وقت يجب أن يتحمَّل الجميع مسؤوليته الوطنية عبر التعاون على حفظ وحدة الصفِّ الوطني وعدم زعزعة الأمن والاستقرار الجعفريّ: يجب مُحاسَبة كلّ من تورَّط في إراقة دماء أبنائنا المُتظاهِرين والقوات الأمنيّة وإنزال القصاص العادل بحقهم.. الردّ العراقيّ الوطنيّ المُوحَّد هو الذي جعل الهمَّ العراقيَّ فوق كلِّ الهُمُوم وإنسانه فوق كلِّ اعتبار وساهم في تجنب المزيد من الأزمات الجعفريّ: التظاهرات تعبيرٌ عن المُطالَبة عن كلِّ حقّ مهدور وكرامة مُنتهَكة ومال مسروق وسياسة فاسدة وتدخّل أجنبيّ فاحش!!.. يجب منع استخدام السلاح ضدّ المُتظاهِرين وتفقُّد عوائل الشهداء ورعايتهم.. وإلغاء بدعة المُحاصَصة "سيِّئة الصيت" في التشكيلات الحكوميّة رسائل الأيام للدكتور إبراهيم الجعفري الجعفريّ للعرب: لا تنظروا إلى حجم سكاننا بل انظروا إلى قوة إرادتنا وإصرارنا على حقوقنا.. المطلوب من الجامعة العربية أن ترسم أولوياتها على ضوء المصالح والمخاطر وتُفكـِّر بحجم الإنسان العربيِّ والقدر العربيِّ.. وأن ننتهي بنتائج ولا نكتفي بالكلمات والخطب الجعفريّ للعرب: أصبح صوت العراق مسموعاً وأصبحت إنجازاته موضع احترام العالم.. نحتاج إلى وُقوفكم إلى جانبنا ونحن لا نطلب دماء أبنائكم بدلاً من دماء أبنائنا ولكن عليكم مُساعَدتنا في مُواجَهة داعش خُصُوصاً أنَّهم جاؤوا من بلدانكم ومن أكثر من مئة دولة الجعفريّ لوزراء الخارجيَّة العرب: نحن لا نـُمثـِّل حُكـَّاماً وحكومات فقط، بل نـُمثـِّل شُعُوباً عربيَّة وإضعاف أيِّ دولة إضعاف لنا جميعاً.. داعش يستهدف كلَّ دول العالم خُصُوصاً الدول العربيَّة؛ لذا عليكم أن تُتابعوا ما يجري في العراق خطوة خطوة الجعفريّ من جنيف: العراق من الدول التي تعاني من نار الإرهاب ومن الدول المنتصرة على الإرهاب وحاولتْ بعض الجهات الدوليَّة التي تدعم الإرهاب إلى إرباك جهدنا و‏تزييف الحقائق واتهام مُؤسَّسة الحشد الشعبيِّ وبلا دليل، وهي لا تخدم في حقيقتها بذلك إلا الإرهاب الجعفريّ: تـُوجَد الآن دول عظمى تفكِّر بعقليَّة (كاوبوي) -رُعاة البقر-، بينما العراق يتعامل بطريقة إنسانيَّة حتى مع خصمه؛ لأنه تعلـَّم على شيء اسمه كيفيَّة غضِّ النظر عن الجزئيَّات، ويفكر بالحلول أكثر ما يفكر بالمشاكل

الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقيّة يلتقي الرئيس السوريّ بشار الأسد، عقب لقائه نظيره وليد المعلم في العاصمة السوريّة دمشق
الاخبار | 24-03-2015

التقى الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقيّة نظيره السوريَّ وليد المعلم في إطار زيارة رسميّة يُجري خلالها مُحادَثات مع المسؤولين السوريِّين، وجرى خلال اللقاء تناول عدد من الملفات، وفي مُقدّمتها ظاهرة الإرهاب الذي يتعرَّض له البلدان، والتعاون المُشترَك في مُواجَهته، والقضاء عليه.

وأشار الجعفريّ في المُؤتمَر الصحفيِّ المُشترَك الذي عُقِدَ عقب اللقاء إلى أنَّ العراق وسورية يُقاتِلان داعش نيابة عن العالم، داعياً إلى ضرورة تضافر الجُهُود مع ما يبذله البلدان من جُهُود في مُواجَهة التطرُّف والإرهاب الذي يُهدِّد المنطقة والعالم.

كما التقى الجعفريّ الرئيس السوريّ بشار الأسد، وبحث معه آخر التطوُّرات على الصعيدين الإقليميِّ والدوليِّ، وأكَّد الجانبان على التفاهُم، والتعاون في العديد من المجالات، والمسائل التي تتعلّق بالتصدِّي لعصابات داعش الإرهابيّة.

الجدير بالذكر أنَّ الدكتور إبراهيم الجعفريّ وصل دمشق صباح اليوم في زيارة رسميّة قصيرة التقى خلالها كبار المسؤولين في الحكومة السوريّة، وكان في استقبال معاليه فيصل المقداد نائب وزير الخارجيّة السوريّ.

وإلى حضراتكم نصَّ المُؤتمَر الصحفيِّ المُشترَك الذي عقده الدكتور إبراهيم الجعفريّ ونظيره السوريّ وليد المعلم.

وليد المعلم: صحيح أنَّ الزيارة قصيرة، لكنَّ مغزاها، ومضمونها كان بالغ الأهمّيّة. لقد أجرى لقاءً مُطوَّلاً مع سيادة الرئيس بشار الأسد، وتناول العلاقات الثنائيّة، والوضع في المنطقة، ونضال سورية والعراق في مكافحة الإرهاب؛ لذا أرحِّب بمعالي الدكتور إبراهيم الجعفريّ، ونعتبر هذه الزيارة فاتحة لزيارات قادمة.

 

الدكتور إبراهيم الجعفريّ:             بسم الله الرحمن الرحيم

موفور الشكر، وعظيم الامتنان للأخ الدكتور وليد المعلم لهذه الدعوة الكريمة، كما أقدِّم الشكر الجزيل إلى فخامة الرئيس بشار الأسد لهذا اللقاء.

تأتي هذه الزيارة في سياق تأكيد العلاقات العراقيّة مع دول العالم، والدول العربيّة بصورة خاصّة، ودول الجوار الجغرافيّ بشكل أخصّ.

ما يربط العراق بسورية حقائق التاريخ، والجغرافية، والمصالح الحيويّة، واليوم قفزت، وارتقت إلى مُستوى الاستراتيجيّات مُفرَدة الخطر المُشترَك الذي يدهم سورية، ثم دَهَمَ العراق.

واليوم يقرع طبوله في مناطق أخرى من العالم؛ لذا نحن -بالضرورة- عندما نلتقي إنما هو تعبير عن البُنية الاجتماعيّة السوريّة-العراقيّة، والبُنى الاجتماعيّة الأخرى التي أخذت تتهدَّد من قِبَل داعش في مناطق العالم؛ فهذه مُشترَكات استراتيجيّة مُهـِمّة جدّاً. التقينا بالأخ وليد المعلم، ثم فخامة الرئيس وكانت الموضوعات المهمة فرضت نفسها على بساط البحث في الشأن السوريّ-العراقيّ، والمصالح المُشترَكة بيننا وبين الجارة الشقيقة سورية، والأخطار المُشترَكة التي تـُهدِّد أمننا، ووضعنا، كما بحثنا تفهُّم العالم لخطر داعش بعد أن كان -للأسف الشديد- سادراً في نوم عميق، ولم يكُن يعي خطورته، وكان يتصوَّر أنـَّه ظاهرة سوريّة، أو ظاهرة عراقيّة. وليس الأمر كذلك فالمُجتمَع الدوليّ اليوم كلـُّه مُهدَّد بهذا الخطر؛ لذا يُقاتِل العراق، وسورية أصالة عن نفسيهما، ونيابة عن المُجتمَع الدوليِّ، ودول العالم كلـِّها.

يتقدَّم العراق وسورية الخط الأوَّل في الدفاع، وأملنا أن نطوي هذه المسافة، ونتعاون معاً، وتـُبدي دول المنطقة تفهُّما أكثر فأكثر لهذا الخطر الداهم.

منذ زمن بعيد حططتُ رحالي في سورية عندما هاجرتُ من العراق في 7/شباط /1980، وبقيت هنا لمُدّة شهر، ومنها سافرتُ إلى إيران، وأعتقد أني لست الوحيد، بل إنَّ أغلب زملائي وإخواني حطوا رحالهم هنا، فيوم ضاقت بنا كثير من دول العالم اتسعت لنا سورية، وكذلك الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران.

نحن لا ننسى مَن يقف إلى جانب شعبنا بخاصّةٍ في ظـُرُوف المِحنة، ونكنُّ لهم كلَّ التقدير والمَحبّة، ونـُدافِع عن أمننا، وأمنهم، وسيادتنا، وسيادتهم، ونـُكبر بهم الدفاع عن العمليّة السياسيّة، والحفاظ على سيادة سورية، واستيعاب المُعارَضة السوريّة كما عملنا في العراق على استيعاب القوى السياسيّة كافة التي قد تختلف من هنا وهناك. أعتقد أنَّ تجربة العراق قابلة لأن تنجح في كلِّ مكان.

تمنياتي لدولة سورية، ولرئيسها ولمُؤسَّساتها كافة المُوفـَّقيّة، والنجاح.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

  • جرى الحديث مُطوَّلاً عن التنسيق السوريّ-العراقيّ.. إلى أيِّ مدى وصل هذا التنسيق، وهل هناك تشاور مع الحكومة السوريّة في لعب دور وسيط عراقيّ موثوق من قِبَل دمشق كما لعبه سابقاً بين الأطراف الغربيّة؟

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: أمّا عن التنسيق العراقيّ-السوريّ فهناك نسبة من التنسيق، ونحن نتطلع أن يرتقي إلى مُستوى أعلى من هذا، فالمُشترَكات التي تجمعنا، واستحقاقات الجوار الجغرافيّ تتطلب تنسيقاً أعلى من هذا، ورُبّما تكون هذه السفرة فاتحة للارتقاء بمُستوى التنسيق إلى ما نطمح إليه خصوصاً أنَّ الأخطار المُشترَكة تتطلـَّب تنسيقاً أعلى من هذا.

أمّا ما يتعلق بسفر الأخ الدكتور العباديّ إلى أميركا فبالنسبة لنا هناك استراتيجيّات مُشترَكة بيننا وبين جيراننا، وإخواننا؛ وهذا فيه استحقاق أنـَّه عندما نتحدَّث إنما نتحدَّث مرّة عن الهمِّ العراقيِّ، وأخرى عن الهمِّ العراقيّ-السوريّ، وثالثاً نتكلم على الهمِّ العربيِّ، وكذلك نتحدَّث عن الهمِّ العالميّ.

الإرهاب اليوم لم يعُد مُتأطـِّراً في أرض سورية، أو في أرض العراق، وهذا هو المُفرَدة الأساسيّة الأولى التي تتقدَّم على كلِّ المُفرَدات، وكيف نـُواجه الخطر المُشترَك بمُختلِف أندية العالم فبكلِّ تأكيد سيأخذ حِصّة من الكلام، وأنا شاهد منذ الحكومة السابقة والآن أنَّ مُفرَدة الاهتمام السوريِّ أخذت حجماً كبيراً عندما نتحدَّث بكلِّ منبر من المنابر التي تحدَّثنا بها، وفي كلِّ مكان. من الطبيعيِّ أن تحتلَّ سورية موقعاً.

تحدَّثنا عن أنَّ الخطر في سورية لا يُمكِن أن يقف عند حُدُودها، ورُبّما يصل إلى العراق، وقد وصل، ونحن لا نتحدَّث عن أوهام إنما حقائق تتفاعل على الأرض، وكذلك بقيّة الدول، ولا نتمنى أن يحصل في أيِّ دولة ما حصل في سورية والعراق، ولكن يجب أن تضع الدول في حسبانها أنَّ الخطر قد يمتدُّ إليها.

 

  • السؤال إلى وليد المعلم: يبدو أنَّ العراق هو الأقرب الآن للتواصُل مع جميع الأطراف الإقليميّة والدوليّة من خلال سياسة الانفتاح التي ينتهجها.. كيف يُمكِن لسورية أن تستفيد من هذه السياسة، والعراق قادر على التحدُّث مع جميع الأطراف؟

وليد المعلم: من دون شكّ أنَّ العراق شقيق، وهو وسورية يقفان في خندق واحد، والعمليّة واضحة. كلما كان العراق بخير كانت سورية بخير، والعكس صحيح؛ لذا ثقتي كبيرة بأنَّ الدكتور إبراهيم والقادة في العراق الشقيق لم يألوا جهداً في سبيل كسر هذا الحصار الذي فـُرِض على سورية.

 

  • السؤال إلى الدكتور الجعفريّ: نحن عشيّة قِمّة عربيّة، وهناك بعض الأصوات التي تـُطالِب بمنح مقعد سورية للائتلاف السوريِّ.. هل ستلعبون دوراً في هذا أو بالأحرى ما موقف العراق من هذا الموضوع، وهل يُمكِن أن نشهد تنسيقاً عسكريّاً بين الجيشين بخاصّة أنَّ المعارك باتت على الحُدُود المُشترَكة؟
  • السؤال إلى وليد المعلم: ما تعليقك على وزير الإعلام الأردنيِّ عندما قال: يجب أن نبدأ بتدريب أبناء العشائر السوريّة، والمُعارَضة السوريّة؟

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: أمَّا عن الحضور الرسميِّ الدوليِّ فبحسب القوانين واللوائح فجامعة الدول العربية يكون الحُضُور للدولة، أو مَن يُمثـِّلها، ونحن بيَّنا رأينا، مع اعتزازنا بكلِّ الذين يُعارِضون بطـُرُق سلميّة.

نحن لسنا ضدَّ المُعارَضة ففي العراق الآن تـُوجَد مُعارَضة، ونـُرحِّب بها، ونـُؤيِّدها، ونمدُّ يد المُصافحة لأيِّ مُعارِض بشرط أن لا يستخدم السلاح، ولا يُؤذي الشعب، ونـُناشِد الحكومات أن تفتح صدرها وعقلها لتقبُّل الآخر بشرط أن يستخدم الطرق السياسيّة في التعبير.

حرب الإرهاب تختلف عن الحُرُوب التقليديّة، والمعلومات تلعب دوراً كبيراً جدّاً، ومن أدوارها هو إيقاف التسلـُّل الذي يحدث من خلال الحُدُود. هناك أفق كثيرة يُمكِن التعامُل بها بيننا وبين الجارة الشقيقة سورية؛ لخدمة البلدين.

ونحن قلنا بصراحة: هذا شيء تـُقرِّره سورية كدولة عضوة في جامعة الدول العربيّة، وحتى الأخ الذي حضر لم يكن بشكل رسميّ، وألقى كلمة، وخرج، وفي الاجتماع السابق قالوا: سيُلقي كلمة، ويخرج.

ونحن لا نستطيع أن نمنعه، ولكننا عبَّرنا عن رأينا.

كلّ دولة هي التي تـُعبِّر عن نفسها، ومَن يرتقي المنبر يُفترَض أن يكون مُعبِّراً عن دولته. هذا من بُنود الجامعة العربيّة.

وليد المعلم: فيما يتعلّق بتصريح وزير الإعلام الأردنيّ أنا أعتقد أنـَّه لم يُقدِّم جديداً سوى أنـَّه يُثبـِت ما كنا نقوله باستمرار عن وجود مُعسكرات تدريب للإرهابيِّين في الأردن. كلامه بالأمس أثبت ما كنا نقوله منذ عِدّة سنوات.

 

  • معالي الوزير كان هناك تصريحات لوزيرَي خارجيّة السعوديّة وبريطانيا بقطع موارد الإرهابيِّين، ولاسيَّما هؤلاء الذين صنـَّفوهم بالمُتطرِّفين، ولكن في الوقت نفسه كانت هناك دعوة لدعم المُعارَضة المُعتدِلة عسكريّاً لتحقيق التوازن على الأرض.. كيف يُمكِن أن نجعل هذا الموضوع في إطار الحُلول السلميّة التي تتمُّ الدعوة إليها، والعمل عليها لتحقيق حوار سياسيٍّ وسلميٍّ بين كلِّ الأطراف؟

وليد المعلم: ميزتنا نحن والعراق الشقيق أننا نتحدَّث بلغة واحدة، والهدف أمامنا واضح، وللأسف هناك ازدواجيّة في المعايير من قِبَل بعض الدول العربيّة.

أنا تابعتُ تصريح الأمير سعود بخاصّة عن المُعارَضة المُعتدِلة. هذا الشيء روَّجت له الولايات المُتحِدة سابقاً.

أقول: كلُّ مَن يحمل سلاحاً بوجه مُؤسَّسات الدولة السوريّة هو إرهابيّ، وثانياً أن يقول وزير الخارجيّة السعوديّ الأمير سعود: لا مُستقبَل للرئيس الأسد أقول: هزلت، هل هو الذي يتحدَّث بالنيابة عن الشعب السوريِّ؟! لذلك أقول: هزلت.

 

  • العراق وسورية يقفان في الصفِّ الأول في مُواجَهة داعش.. كيف ترى مدى دعم الدول العربيّة للعراق وسورية في هذا الوقت؟

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: هناك دعم للعراق، وهذا لا نـُنكِره، وإن لم يكن بمُستوى ما نطمح إليه. هناك دعم يأخذ نمطيّة إنسانيّة وخدميّة كما حصل من المملكة العربيّة السعوديّة التي قدَّمت مُساعَدة ماليّة للمُتضرِّرين النازحين، والكويت أرسلت بعض قطع من السلاح، وبعض الدول قدَّمت مُساعَدات إلى العراق، ولكن لا ألمس حصول ذلك الشيء مع سورية.

أنا لا أفكِّك بين المُواطِن السوريِّ وبين المُواطِن العراقيِّ، ولا بين الطفل السوريِّ ولا بين الطفل العراقيّ على الأقلِّ من الناحية الخدميّة والإنسانيّة.

أملي، وطموحي أن لا تختلف الدول التي منَّ عليها الله بهذه النِعَم في تقديم المُساعَدات، وتمدَّ يد المُساعَدة، وليس عيباً أن نطلب المُساعَدة؛ لأننا نمرُّ بظروف استثنائيّة، ويجب أن نتساعد.

أمّا من الناحية العسكريّة -فللأسف الشديد- أنَّ الأقصى الجغرافيَّ يُساعِد أكثر من الأقرب الجغرافيّ على الرغم من العلاقات الموجودة، ومع ذلك نحن نطمح أن تهتزَّ أريحيَّتهم أكثر، وأن يُسجِّلوا حُضُوراً أفضل علماً أننا لا نـُريد قوات برّيّة على الأرض. المعركة البرّيّة -في العُمق- تـُديرها سواعد عراقيّة، وأغلى شيء في المعركة هو الإنسان.

الإنسان العراقيّ ليس لديه أزمة في الأمر فقد أثبت أنه كفوء، وأنه يستطيع أن يُدير المعركة، ويُسجِّل الانتصارات، ولكن يُمكِن لهذه الدول أن تقف إلى جانبنا، وتـُسانِدنا من جوانب أخرى منها الغطاء الجوّيّ، والأسلحة، والمعلومات، والتدريب، وتقديم الأموال للمُتضرِّرين.

 

  • الموقف المصريّ يبدو لحدِّ الآن مُلتبـِساً.. هل فهمتم حقيقة توجُّه السيسي إزاء قيادة سورية، هل هناك تنسيق مُباشِر مع القيادة المصريّة فحتى الآن لم نعرف موقف مصر منذ تولي السيسي الحكم في مصر؟

وليد المعلم: نحن نتمنى أن تقوم مصر بلعب دورها التاريخيِّ، وأن تقوم بما يُمليه عليها الواجب تجاه أمتنا العربيّة. وحتى الآن لم نلمس هذا الدور رُبّما لأسباب خاصّة بمصر، ورُبّما بسبب معركتها ضدَّ الإرهاب والإخوان المُسلِمين.

نحن نتعاطف مع الشعب المصريِّ الشقيق، والتاريخ أثبت أنَّ سورية ومصر واليوم معنا العراق أننا نستطيع أن نـُغيِّر مجرى الأحداث في المنطقة؛ لذا نتفهَّم ظـُرُوف مصر، ونأمل أن تخرج من ظروفها الصعبة.

 

  • هل سيكون هناك مُؤتمَر موسكو2، وما هو مُستوى التمثيل الدبلوماسيِّ السوريِّ، وما هي الجماعات المُعارِضة التي يُمكِن للحكومة السوريّة أن تقوم بالحوار معها؟

وليد المعلم: في آخر اتصال مع الأصدقاء الروس لم نضع شروطاً على اجتماع موسكو2، بل سيادة الرئيس أبلغ الجانب الروسيَّ بأننا سنبذل كلَّ الجهود لإنجاح اجتماع موسكو2؛ لذا مَن يقوم بدعوة الشخصيّات المعارضة هي الخارجيّة الروسيّة، ونحن مُنفتِحون، وسنحضر. أمّا مُستوى الوفد فهذا شيء يُقرِّره السيِّد الرئيس الأسد.

 

  • ما مسؤوليّة دول الجوار عمّا يحصل من إرهاب في سورية والعراق؟

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: مسؤوليّتان، المسؤوليّة الأولى: الدفاع عن دول الجوار؛ وهذا استحقاق؛ لأنَّ الجار له حقٌّ على الجار، وينبغي أن يتنهَّد، فكلُّ دول العالم عندما تتعرَّض دول جوارها للخطر لا تقف مكتوفة الأيدي، وإنما تعمل على مُساعَدة هذه الدول، وقِيَمُنا، ومبادئنا، وتاريخنا تجعلنا دائماً نعرف ما يعني لنا الجار. المسؤوليّة الثانية: المُشكِلة التي تشتعل اليوم في كلِّ دولة من دول جوار العراق، وغير العراق غداً أو بعد غد رُبّما يصل لهيبها إلى الدول الأخرى؛ لذا من موقع الإحساس بالمسؤوليّة، واستحقاقات الجار ينبغي درء الخطر قبل وُقوعه، وردّ غائلة هذا الخطر قبل أن ينتقل إلى أراضيهم.

يجب أن يقفوا إلى جانب العراق وسورية وهذا الدفاع يعني أنَّ هذه الأمّة لا تتجزّأ، كما أنَّ المصالح، والقِيَم لا تتجزّأ أيضاً.

 

  • هل تقف الدول إلى جانب العراق وسورية من ناحية إغلاق الحُدُود، ومنع دخول الإرهابيِّين؟

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: في حواراتنا المُستمِرّة مع كلِّ دول الجوار الست: (تركيا، وإيران، وسورية، والسعوديّة، والأردن، والكويت) نـُؤكِّد هذا الشيء، ونلقى استجابات، وكلاماً جيِّداً بأنهم يمنعون تسلل الإرهابيِّين.

نحن عرَّفنا الإرهاب بأنه مُركَّب، ولم نعرفه فقط بأنه سلاح ومُسلـَّح.

مُركَّب الإرهاب يدخل فيه المُموِّل، ومَن يُعطي إثراءً فكريّاً، وإعلاماً، وأرضاً للتدريب، أو المُرُور، وقلنا ذلك بصراحة مع كلِّ الدول، وكنا صريحين؛ لذا وصلت تطمينات سواء في الحوارات مع هذه الدول، أو بعد عودتنا إلى بغداد.

أنا أعجب لأيِّ دولة من الدول كيف تطمئنُّ لإرهاب يُعبِّر عن نفسه بحرق الأحياء، وقتل الأطفال، وانتهاك حُرمة البنات، وكيف تطمئنُّ، وتتناغم، وتأمن على بلد والإرهاب لا يُفرِّق بين أحد وآخر، فهو يُحارِب الجميع، وعلى الجميع أن يقف بكلِّ قوة.

 


العودة إلى صفحة الأخبار


 الرئيسية  |  الأخبار  |  إبراهيم الجعفري  |  تيار الإصلاح الوطني  |  رسائل الأيام  |  كلمات  |  الصور  |  المكتبة  |  الفيديو  |  اتصل بنا 
E-mail : med@al-jaffaary.net
جميع الحقوق محفوظة لـموقع الدكتور ابراهيم الجعفري©2010 - 2024
استضافة وتصميم وبرمجة ويب اكاديمي

Powered by web academy