الجعفري: لابد من وقفة واعية ومسؤولة لتقييم التظاهرات المستمرة لأكثر من مائة يوم التي لم تسجل أيَّ سابقة مثيلة لها.. تقادم الزمن لا يسقط الحقوق ولا يعذر الجناة ممّا يستدعي تحديدا دقيقا في معرفتهم ومساءلتهم والابتعاد عن التوصيفات الغامضة كمصطلح الطرف الثالث الجعفريّ: جرائم الاغتيال والقتل والتمثيل بجُثث الموتى انتهاك سافر لحُقوق الإنسان وهو جرس إنذار بتهديد السلم المُجتمَعي وزرع الفتنة ونشر الفوضى في وقت يجب أن يتحمَّل الجميع مسؤوليته الوطنية عبر التعاون على حفظ وحدة الصفِّ الوطني وعدم زعزعة الأمن والاستقرار الجعفريّ: يجب مُحاسَبة كلّ من تورَّط في إراقة دماء أبنائنا المُتظاهِرين والقوات الأمنيّة وإنزال القصاص العادل بحقهم.. الردّ العراقيّ الوطنيّ المُوحَّد هو الذي جعل الهمَّ العراقيَّ فوق كلِّ الهُمُوم وإنسانه فوق كلِّ اعتبار وساهم في تجنب المزيد من الأزمات الجعفريّ: التظاهرات تعبيرٌ عن المُطالَبة عن كلِّ حقّ مهدور وكرامة مُنتهَكة ومال مسروق وسياسة فاسدة وتدخّل أجنبيّ فاحش!!.. يجب منع استخدام السلاح ضدّ المُتظاهِرين وتفقُّد عوائل الشهداء ورعايتهم.. وإلغاء بدعة المُحاصَصة "سيِّئة الصيت" في التشكيلات الحكوميّة رسائل الأيام للدكتور إبراهيم الجعفري الجعفريّ للعرب: لا تنظروا إلى حجم سكاننا بل انظروا إلى قوة إرادتنا وإصرارنا على حقوقنا.. المطلوب من الجامعة العربية أن ترسم أولوياتها على ضوء المصالح والمخاطر وتُفكـِّر بحجم الإنسان العربيِّ والقدر العربيِّ.. وأن ننتهي بنتائج ولا نكتفي بالكلمات والخطب الجعفريّ للعرب: أصبح صوت العراق مسموعاً وأصبحت إنجازاته موضع احترام العالم.. نحتاج إلى وُقوفكم إلى جانبنا ونحن لا نطلب دماء أبنائكم بدلاً من دماء أبنائنا ولكن عليكم مُساعَدتنا في مُواجَهة داعش خُصُوصاً أنَّهم جاؤوا من بلدانكم ومن أكثر من مئة دولة الجعفريّ لوزراء الخارجيَّة العرب: نحن لا نـُمثـِّل حُكـَّاماً وحكومات فقط، بل نـُمثـِّل شُعُوباً عربيَّة وإضعاف أيِّ دولة إضعاف لنا جميعاً.. داعش يستهدف كلَّ دول العالم خُصُوصاً الدول العربيَّة؛ لذا عليكم أن تُتابعوا ما يجري في العراق خطوة خطوة الجعفريّ من جنيف: العراق من الدول التي تعاني من نار الإرهاب ومن الدول المنتصرة على الإرهاب وحاولتْ بعض الجهات الدوليَّة التي تدعم الإرهاب إلى إرباك جهدنا و‏تزييف الحقائق واتهام مُؤسَّسة الحشد الشعبيِّ وبلا دليل، وهي لا تخدم في حقيقتها بذلك إلا الإرهاب الجعفريّ: تـُوجَد الآن دول عظمى تفكِّر بعقليَّة (كاوبوي) -رُعاة البقر-، بينما العراق يتعامل بطريقة إنسانيَّة حتى مع خصمه؛ لأنه تعلـَّم على شيء اسمه كيفيَّة غضِّ النظر عن الجزئيَّات، ويفكر بالحلول أكثر ما يفكر بالمشاكل

لقاء قناة العراقيّة الفضائيّة بالدكتور إبراهيم الجعفريّ من نيويورك
الاخبار | 25-09-2014

-         هل سيشهد العراق تطوُّراً جذريّاً وكبيراً في مُواجَهة الإرهاب؟

 

الجعفريّ: تهيَّأت فرصة راعت أن يبدأ العراق رحلة جديدة، ويضع سياسته الخارجيّة على مشارف مرحلة اختلفت عن السابق، ومن خلال المُؤتمَرات والمحطات المُختلِفة بدءاً بمُؤتمَر جدّة، ومروراً بمُؤتمَر باريس، وانتهاءً بما حصل في نيويورك نشعر أنَّ الفرصة مُؤاتية جدّاً لأن نحمل في جعبتنا هموماً كبيرة، ورؤية تـُساهِم مع بقية الأسرة الدوليّة لمُواجَهة الخطر المُشترَك الذي دهم العراق كميدان، لكنه يقرع طبول الخطر في كلِّ بلد من بلدان العالم، وتسنـَّت لنا فرصة جيِّدة جدّاً.

نحن لا نتعامل مع المُؤتمَرات فقط، ونتقيَّد بجدولها إنـَّما نستثمر فرصة على هامش المُؤتمَر للاتصال بوزراء الخارجيّة في كلِّ هذه المُؤتمَرات، ونطرح فهمنا، ونـُعرِّف بقضيَّتنا خصوصاً أنَّ العراق اجتاز مرحلة ليست قصيرة من الزمن كان يُعاني فيها من حصار بشكل أو بآخر.

أجد الأجواء اليوم مُنفتِحة، وأنَّ خطر داعش يُهدِّد كلَّ دول العالم، وهناك وعي عالميٌّ دوليٌّ أمميٌّّ بأنَّ الذي يحصل في العراق كارثة إنسانيّة لا تتوقـَّف، ولا تقتصر على العراق إنـَّما سيمتدُّ إلى دول المنطقة، بل إلى كلِّ دول العالم خصوصاً أنَّ داعش ينحدرون من خلفيّات مُتعدِّدة بما فيها أوروبا وأميركا، ومن مُختلِف قارّات العالم؛ مثل هذه العلامات تـُنذِر بالخطر، فالدول التي يأتي مُواطِنوها إلى العراق قد يُمارِسون هذا العمل الإجراميَّ في بلدانهم.

كنا نحمل رسالة نـُعرِّف بالجرائم التي حصلت في العراق، وما مارسته داعش من إجرام في مُحافـَظة الموصل، وبقيّة المناطق بحقِّ عموم المُواطِنين بمُختلِف القوميِّات، والأديان، والمذاهب، والاتجاهات السياسيّة، وبصورة خاصّة مع الأقلـّيات، وفي الوقت نفسه ما أقدم عليه العراق من خطوات مُهـِمّة، ومنها: الاتفاق على ميثاق سياسيٍّ بين الفرقاء السياسيِّين العراقيِّين بكلِّ شرائحهم بعد استمزاج الآراء المُختلِفة مع المُكوِّنات السياسيّة كافة، وخرج هذا الميثاق بعشرين نقطة، وكانت أولـُّها تشكيل حكومة وطنيّة امتدّت إلى كلِّ الشرائح الاجتماعيّة، وخرجت إلى النور، وفي الوقت نفسه استثمرنا الفرصة لأن نتعامل باستحقاقات المرحلة الحاضرة، ونستثمر فرص التضامُن الدوليِّ معنا؛ لرسم مزيد من الخطوات.

عندما يتهدَّد أمن العراق فمن الطبيعيِّ أن نستنفر ما لدينا من إمكانيّة، وقوة لاستنهاض الرأي العامِّ الدوليِّ ليقف إلى جانب القوات المُسلـَّحة العراقيّة خصوصاً أنـَّها مُستبسِلة في الدفاع سواء كانت القوة الجويّة، أم القوة البرّيّة التي وقفت موقفاً مُشرِّفاً، وكذا قوات الحشد الجماهيريِّ، والبيشمركة، والحرس الوطنيّ التي استنفرت اليوم، وتفاعلت مع نداء المرجعيّة، واستثمرنا هذه الأجواء.

 

-    هناك اجتماعات ستـُعقـَد قريباً، وهناك اجتماع لمجلس الأمن يُعقـَد برئاسة الرئيس أوباما. ما الذي تتوقـَّعه من نتائج في هذا الاجتماع؟

 

الجعفريّ: التضامُن الحقيقيُّ بمصداقيّة عمليّة على الأرض مع العراق بالنسبة لنا مُهـِمٌّ من الناحية العسكريّة، والأمنيّة، وتوفير المعلومات الاستخباريّة التي تلعب دوراً كبيراً في الحرب ضدَّ داعش، وإمداد القوات العراقيّة المُسلـَّحة بما تتطلـّبه طبيعة هكذا معارك من أعتدة وأسلحة، وفي الوقت نفسه نستثمر الدعم الدوليَّ في الجانب الخدميِّ والإنسانيِّ خصوصاً أنَّ لدينا مليوناً وثمانمائة ألف مُواطِن مثكول، ونازح من محافظة الموصل إلى محافظة أخرى؛ وهذه تتطلـَّب حملة تعبويّة كبيرة ذات طابع إنسانيٍّ؛ حتى يغطوا الاحتياجات لهم جميعاً، وكذلك الدعم، والإسناد للمناطق التي أصابها الخراب بسبب داعش، وإعادة البنية التحتيّة.

 

-    من المُؤمَّل أن يُعقـَد مُؤتمَر في البحرين بعد مُؤتمَر نيويورك قِيلَ إنـَّه تـُوزَّعُ فيه المهامُّ على الدول المُشارِكة في هذا الحلف. هل ستكون البحرين هي الخطوة الأخيرة للبدء فعليّاً في هذه المهامِّ ميدانيّاً؟

 

الجعفريّ: الخطوة ستـُعالِج ملفاً صعباً، ونحن بحاجة إليه، ورُبَّما ستكون هذه هي المحطة النهائيّة، ورُبَّما تـُفضي إلى خطوات لاحقة بناءً على التطوُّرات التي ستحصل ليس في العراق، ولا في عموم الشرق الأوسط فقط، بل في العالم.

نحن أمام شيء نستطيع أن نـُؤرِّخ بدايته، ولكن لا نستطيع أن نتسرَّع، ونـُؤرِّخ نهايته.

أنا أُكبـِرُ بالاستجابات المُتعدِّدة، والنمطيّات المحليّة، والإقليميّة، والدوليّة بأنـَّها تتواصل مع تطوُّرات الأحداث على الأرض؛ وهذا يعني أنَّ هناك يقظة، وهناك إحساساً، ووعياً مُشترَكاً خصوصاً أنَّ الكلمة كانت مُوحَّدة، وأنَّ الجميع لم يختلفوا في تعريف الإرهاب؛ وهذا يعني أنَّ العالم بدأ صفحة جديدة، ولا يُجامِل، إنـَّما يتكلـَّم بلغة صريحة بأنـَّنا أمام ظاهرة إرهابيّة يجب أن يقف الجميع إزاءها بلا استثناء.

هذا التحشيد، والتعبئة الجماهيريّة فرصة تاريخيّة رائعة جدّاً لاستثمارها لصالح الدول التي نـُكِبت بالإرهاب، والتي يُمكِن -لا سمح الله- أن تـُنكَب بالإرهاب.

العراق في صدارة هذه الدول خصوصاً أنـَّه قدَّم تضحيات كثيرة في هذا الصدد، ويجب أن يحظى بالدعم المطلوب الذي يتناسَب وتاريخه، وحاضره، وتضحياته، والخطر الداهم له.

 

-    هل هناك دول في المُحيط العراقيِّ الإقليميِّ، أو العربيِّ مازالت تـُجامِل هذه الحركات الإرهابيّة. البعض يقول: إنَّ الأردن، وقطر، وتركيا مازالت إلى الآن ليس لديها الرغبة الكبيرة في المُشارَكة في هذا الحلف.

ما مدى تأثير الحلف الدوليِّ اليوم في هذه الدول؟

 

الجعفريّ: كلُّ الدول التي ذكرتها شاركت في لقاء جدّة، وفي لقاء فرنسا باستثناء إيران لم تـُدعَ للأسف الشديد، وكان خطأ، وقد وقفنا، وحاولنا، وبذلنا جهوداً كبيرة من أجل مُشارَكتها، لكنها وإن غـُيِّبت في المُؤتمَر إلا أنـَّها لم تـُغيَّب على الأرض، وتعامَلت مع ملفِّ العراق بنظرة إنسانيّة عالية، ومسؤوليّة كبيرة، وساعدت العراق منذ وقت مُبكـِّر، ومع ذلك فنحن نمدُّ الجسور مع كلِّ الدول.

نحن في مُشكِلة، وفي مِحنة، ويجب أن نبحث مع الفرقاء كافة كيف يقفون إلى جانبنا، أمّا ما يتعلق بتركيا وقطر فها شاركتا في مُؤتمَر جدّة، ومُؤتمَر باريس، والتقيناهما في الأمم المتحدة، ولم نجد صوتاً ما قد خرج عن الإجماع الدوليِّ، نعم.. تعدَّد الخطباء غير أنَّ الخطاب السياسيَّ الداعم للعراق كان مُوحَّداً،  وكرَّروا بأنَّ داعش خطر ليس على العراق فقط، واستنكروا ما حصل في العراق، وأنَّ داعش خطر داهم يقرع طبوله في كلِّ العالم، ونفوا انتماء داعش للإسلام، وإن سمَّى نفسه (دولة إسلاميّة).

هذا ما شهدتُه بأمِّ عيني في المُؤتمَرات الثلاثة (جدّة، وباريس، ونيويورك)، وقالوا بكلِّ صراحة:  نحن نمدُّ يد المُساعَدة للعراق، والوقوف إلى جانبه، ولن نترك العراق وحده في هذه المُواجَهة؛ لأنَّ العراق اليوم في الخط الأول المُتقدِّم في مُواجَهة خطر عالميٍّ.

وأكـَّدنا كثيراً على أن يكون هذا التجاوب مقروناً بمصداقيّة على الأرض.

 

-    المُشارَكة شيء جيِّد، لكنَّ الأهمَّ أن تكون مقرونة بأفعال على الأرض. هل من ضمانات تـُقدَّم إلى العراق باعتباره المعنيَّ الأكبر في هذه المسألة، وهل سيتمُّ تجفيف منابع الإرهاب في هذه الدول بإصدار قوانين جديدة لمنع تسلـُّل المُتطرِّفين إلى العراق سواء كانوا عرباً أم غير عرب، هل هناك حديث صريح من قبل العراق والمُجتمَع الدوليِّ مع بعض الدول الأوروبيّة وأميركا تحديداً اتهمتها بأنَّ لها يداً ضالعة في تسريب الإرهابيِّين بشكل رسميٍّ، أو غير رسميّ؟

 

الجعفريّ: كلُّ هذه الأمور طرحناها سواء في المُؤتمَرات الثلاثة، أم في الحوارات الجانبيّة التي حصلت، أم في اللقاء مع الدول، وتحدَّثنا بصراحة.

ونحن في الوقت الذي كنا نـُسجِّل بعض مُلاحَظاتنا، وتحفـُّظاتنا على بعض الدول نمدُّ يد المُصافـَحة، والاستعداد للبدء بصفحة جديدة خصوصاً أنَّ الجميع يجد سواء كان مُقتنِعاً أم غير مُقتنِع، مُلتزماً أم غير مُلتزِم يجد نفسه أمام إرادة دوليّة تنهَّدت من أجل مُواجَهة داعش بدءاً بالعراق، وقد -لا سمح الله- إذا اتسعت، وامتدّت كارثة داعش إلى مناطق أخرى ستجد نفسها ليست فقط أمام الميدان العراقيِّ إنـَّما ستجد نفسها أمام الإرادة الدوليّة الأمميّة في كلِّ منطقة من مناطق العالم.

هذا مُنعطـَف أساسيٌّ، وحادٌّ في مُواجَهة الإرهاب حقـَّقتة هذه المُؤتمَرات.

 

-    كثر الكلام في العراق وخارجه بأنَّ من المُمكِن أن تكون هناك قوات برّيّة أجنبية تـُستخدَم في العراق للمُشارَكة، على الرغم من نفي الحكومة العراقيّة لذلك. هل هناك حديث عن مُشارَكة قوات برّيّة في العراق، أمَّ إنَّ الدعم سيبقى لوجستيّاً، وفنيّاً، وجويّاً فقط؟

 

الجعفريّ: لم يكُن هناك طلب من العراق بأن تـُشارِك قوات على الأرض، بل وضعنا في رسالة الخارجيّة عطفاً على رسالة وزير الخارجيّة (السابق) السيِّد هوشيار زيباري في الخامس والعشرين من الشهر الماضي أكـَّدنا أنـَّه لابدَّ أن تـُراعى السيادة العراقيّة، وركـَّزنا على الدعم اللوجستيِّ، والغطاء الجويِّ الذي لا يتحوَّل إلى قواعد على الأرض، علاوة على ذلك نحن لا نـُعانِي من هذه الناحية فلدينا جيش، وقوات البيشمركة، والحرس الوطنيّ، وقوات الحشد الجماهيريّ. كلُّ حاجتنا تكمن في الدعم، والتمويل بالأسلحة، والمُعدَّات المطلوبة، والغطاء الجوي؛ حتى تكون المعركة مُتكافِئة، وثبَّتنا أنـَّه يجب أن يكون هناك تحاشٍ حقيقيٌّ للمناطق الآهلة بالسكان، والابتعاد عن الأهداف المدنيّة حتى في النشاط الجويّ، مع مُراعاة السيادة العراقيّة، والدستور العراقيّ.

 

-    البعض مُتخوِّف سواء كان إقليميّاً، أم عراقيّاً من أن يكون العراق ممرّاً وجسراً لتحقيق بعض الأهداف الإقليميّة، والعربيّة، وحتى الدوليّة، وقد لا يكون الهدف فعلاً القضاء على الإرهاب وداعش بشكل سريع خصوصاً أنَّ البعض يتحدَّث عن استراتيجيّة طويلة الأمد تبقى لسنوات، لماذا لم تـُتخـَذ إجراءات حقيقيّة وسريعة في هذا المجال؟

 

الجعفريّ: هذه المَخاوف مشروعة، وسبق أن عانينا من وجود القوات الأجنبيّة إبّان الاحتلال الذي حصل عام 2003، واستمرَّ إلى نهاية عام 2011؛ لذا فمخاوفنا ليست وهميّة إنـَّما مخاوف حقيقيّة، وهذا الموضوع ليس ترفيّاً إنـَّما هو لَعِبٌ بالنار، وكما يقول المثل الشائع: (مَن تلدغه الحيّة يخاف من الحبل)؛ لذا ركَّزنا، ووضعنا شروطاً في الرسالة بأن لا تتكرَّر تلك القضيّة، وطلبنا ضمانات، وعبَّأنا الفرص التي أتيحت لنا بأنـَّنا نـُريد مُشارَكة لا تتحوَّل إلى تدخـُّل على الأرض، وقواعد بعيدة الأمد، نحن أمام حاجة مُعيَّنة نتمنـَّى أن تكون آنيّة فلابدَّ للإرادة الدوليّة والأمميّة أن تقف إلى جانب العراق بالقدر الذي يُحدِّده العراق على ضوء إدارة الجانب العسكريِّ العراقيِّ كلُّ ذلك على وفق سياقاتنا العراقيّة، والدستور العراقيّ.

 

-    البعض يقول: أنَّ الدول العربيّة تحتاج من العراق، والعراق يحتاج من هذه الدول جولة دبلوماسيّة كبيرة؛ لإذابة الجليد الموجود بين العراق وبين هذه الدول. هل ستكون لكم في المرحلة المقبلة جولة كبيرة في المنطقة العربيّة، وإلى دول مُحدَّدة لشرح بعض الملفات العراقيّة التي يبدو فيها لبس من قبل هذه الدول، وبمَن ستبدأون، ومتى ستبدأ التحرُّك؟

 

الجعفريّ: ستكون لنا حركة في عواصم الدول العربيّة، ودول الجوار الجغرافيّ عموماً، ودول العالم الأخرى، وحتى حركتنا الحاليَّة لم تكُن أحاديّة المسار، ولم نكُن نتحرَّك فقط على مسار مُواجَهة داعش إنـّما استثمرنا القضيّة للتطرُّق لبعض الملفات.

بعد عيد الأضحى المُبارَك ستشهد الدبلوماسيّة العراقيّة حركة مكوكيّة في هذا العواصم، ويكون رائدها بدء صفحة جديدة، ووضع العلاقات العراقيّة مع الآخرين على مشارف مُنعطـَف جديد، نتحرَّك ضمن المُشترَك بيننا وبين الآخرين؛ لتحقيق مصالح مُشترَكة، وتجنـُّب الخطر المُشترَك.

أعتقد أنَّ هذه فرصة طيِّبة؛ فالمناخ الدوليُّ والإقليميُّ مُناسِب جدّاً، وعلى الدبلوماسيّة العراقيّة أن تـُثبـِت جدارتها في استثمار هذه الفرصة لخير العراق، والدول الأخرى.

 

-    هل هناك رغبة عربية في فتح سفارات في العراق خصوصاً الدول التي تردَّدت كثيراً في أن تفتح قنوات دبلوماسيّة؟

 

الجعفريّ: أبرز هذه الدول رُبَّما تكون ذات تأثير كبير هي المملكة العربيّة السعوديّة، وقبل لقاء جدّة التقيتُ الأمير سعود الفيصل، وتحدَّثنا قرابة نصف ساعة، والرجل من دون أن يتردَّد أكَّد أنـَّه قرَّر فتح السفارة في بغداد، وعندما انتقلنا إلى اجتماع وزراء الخارجيّة كرَّر ما قاله لي أمام الآخرين، قال: نحن قرَّرنا أن نفتح السفارة في بغداد.

وقد سمعتُ بعض وزراء الخارجيّة الذين كانوا حاضرين في الجلسة أنـَّهم كرَّروا هذا الكلام.

الفرصة الآن مُؤاتية أكثر من السابق، إلا أنـَّها تتطلـَّب جهوداً عراقيّة مُتواصِلة مع هذه الدول؛ حتى نستطيع أن نستثمرها، ونجعل ظاهرة فتح السفارات في العراق إيذاناً بمرحلة جديدة.

 

-    هل من دول خليجيّة أخرى أبدت رغبتها في التواصُل مع العراق. سمعنا بعض الرسائل الإيجابيّة من قطر عن طريق دبلوماسيّتها إلى الحكومة العراقيّة. ما واقع الحال الآن في طبيعة العلاقة العراقيّة - القطريّة، أو مجلس التعاون الخليجيِّ بشكل عامّ؟

 

الجعفريّ: أكثر من دولة خليجيّة أثنت على مُبادَرة السعوديّة، ولكنَّ الموضوع الأساسيُّ الذي استقطب اهتمام الآخرين جميعاً هو قضية داعش، وما ينبغي أن يُقدِّموه إلى العراق في هذا الصدد.

أمّا الملفات الأخرى فهي وإن كانت مُهـِمّة، إلا أنـّها في جدول العمل بالدرجة الثانية، ونحن نـُزمِع إجراء اتصالات مع هذه الدول، وإقامة حوار حقيقيٍّ ينعكس على شكل مُمارَسة حقيقيّة على الأرض.

لمستُ من الكثير من الدول تأكيدها على ضرورة إعادة العلاقات العراقيّة إلى مجراها الطبيعيِّ، وسمعتُ الثناء على العراق، والاستعداد للوقوف إلى جانبنا، وضرورة تقوية العلاقات على الصُعُد كافة.

أعتقد أنَّ الأجواء جيِّدة جدّاً، ومُهيَّأة، وعلينا أن نـُثبـِت أننا نـُجيد استثمارها.

 

-    إلى أيِّ مدى يكون التحالف ورقة رابحة للدبلوماسيّة العراقيّة تفتقر إليها، وتحتاجها بشدّة خصوصاً في هذه المرحلة، وما هي الخطوات التي يُمكِن أن تبدأوا بها في المُحيطين العربيِّ والإقليميِّ في المرحلة المُقبـِلة التي قـُلتم إنكم ستبدأون بجولة كبيرة في المنطقة بعد العيد؟

 

الجعفريّ: نحن بدأنا بالخطوات العمليّة على الأرض، وما كان في الداخل العراقيّ أعطى انعكاسات طيِّبة عليهم جميعاً، وكان لرسالة الميثاق الوطنيِّ لكلِّ القوى السياسيّة العراقيّة أثر بالغ في نفوس الموجودين، وكذا تشكيل الحكومة الوطنيّة المُتعدِّدة، والاتساع لكلِّ المُكوِّنات كان له أثر طيِّب على الجميع، والرسائل التي وجَّهناها من خطر داعش، وإصرار العراق على مُواجَهة داعش، وعلى بدء صفحة جديدة، وأنـَّنا جئنا إلى هذه المُؤتمَرات بعقل مفتوح، وبقلب مفتوح، ونترك الماضي للماضي، ونبدأ صفحة جديدة من شأنها أن تجعلنا في حالة قوة، وعلاقات عميقة، ومُتعدِّدة مع هذه الدول كلُّ هذه الأمور كان لها أثر طيِّب، وبادرونا بنفس الإحساس، وما علينا إلا أن نضع أبجديّة طريق.

 

-    هل من خطة عمل تمَّ تفعيلها على الأرض فيما يخصُّ القنصليات، والسفارات العراقيّة، فهناك الكثير من علامات الاستفهام والمُؤشِّرات على عمل هذه القنصليّات، وأنـَّها لم تُؤدِّ دورها بشكل صحيح لا أقلّ فيما يتعلـَّق بنقل مظلوميّة الشعب العراقيِّ، والمجازر التي تُرتكَب بحقه، وتقديم المُساعَدة والإسناد للمُغتربين العراقيِّين. هل باشرتم بهكذا عمل؟

 

الجعفريّ: ما إن تشكَّلت الحكومة، وتحدَّد اسمي بالحقيبة الدبلوماسيّة إلا وبدأتُ عملي قبل أن أزور وزارة الخارجيّة كمبنى، واضطلعتُ بمَهمّة الخارجيّة والدبلوماسيّة إلى دول مُتعدِّدة، أمّا ما يتعلـَّق بما ننويه من التغييرات فسيكون في مُقدّمة اهتماماتي هو مدى جدارة وأداء هذه السفارة أو تلك، وهذه القنصليّة أو تلك، وسيكون في المُقدّمة أنَّ تـُوطـِّد وزارة الخارجيّة العلاقة مع الكفوء، وتعتمد الكفوء، وتـُقوِّيه، وتتقوَّى به.

نحن لا ننظر من منظور إقصائيّ لأحد إنـَّما لدينا منظور واحد، وهو: الكفاءة، والوطنيّة العراقيّة، والتفاني.

وكلُّ مَن يُثبـِت جدارة في خدمة العراق، وإعلاء صوته سيحتلُّ موقعاً مُتقدِّماً في الخارجيّة، وسيحظى بإسنادنا، وتقديرنا، واحترامنا مهما كانت خلفيَّته؛ فلا قلق لأيِّ عامل في الخارجيّة سواء كان في الوزارة أم في القنصليّات، أم السفارات.

نحن نستهدف بناء الخارجيّة العراقيّة، والاستفادة من إيجابيّات الماضي، وأخطاء الماضي؛ لتنهض وزارة الخارجيّة بمَهمّة استثنائيّة، وتستثمر الظرف الاستثنائيَّ في الظرف الحاليّ.

كما أنَّـنا لا ننحو باللائمة على دبلوماسيِّتنا الخارجيّة، وعلى سفاراتنا، وقنصلياتنا، ونـُحمِّلها الوِزر الأكبر فقد كان العالم في حالة انغلاق تجاهنا، وهذه مُشكِلة كبيرة قد لا تنعكس، ولا ترمي بكلِّ ما فيها من نقاط ومُحتوى على الدبلوماسيّة العراقيّة، وإنـَّما في كثير من جوانبها كان انغلاق العالم.

العالم اليوم لأول مرّة بدأ ينعطف، وينفتح، ويُريد أن يستمع؛ لذا أتت الفرصة، وعلينا أن نستثمرها.

 

-    هناك أشياء تهمُّ المُواطِن العراقيَّ، ومنها: السفر، والتأشيرة، والإقامة في بعض الدول. هل هناك تغيُّر في آليَّة العمل في هذا المجال بحيث يشعر المُغترِب أو المُواطِن العراقيُّ في الخارج بأنَّ لديه وزارة خارجيّة، وسفارات عراقيّة تـُتابـِع تفاصيل حياته، وتقوم بترتيب بقائه في هذه الدول؟

 

الجعفريّ: من دون شكِّ عملنا بمبدأ: (السفارة بيت الشعب في كلِّ مكان)، وسنعمل على ضرورة استقطاب أبنائنا في مُختلِف المناطق، وأن يعتبروا السفارة بيتهم، وملاذهم، وتـُسهِّل طلباتهم، خصوصاً أنَّ عدد الجالية العراقيّة في الخارج كبير جدّاً، وطلباتهم، ومشاكلهم، ومُعاناتهم كثيرة، وكبيرة جدّاً، وليس لدينا إلا أن نرتقي بمُستوى مُمثليِّاتنا، وسفارتنا، وقنصليّاتنا لتكون بمُستوى احتياجات العراقيّين، وقد بدأنا الاتصال ببعض الشخصيّات، ووصَّينا أعزائنا في مُمثـِّليّاتنا أن ينفتحوا على الإخوة، ويُسهِّلوا ما لديهم من طلبات.

كلُّ هذا وغيره موجود لدينا على مُستوى التوجُّه -إن شاء الله تعالى-، وسنـُهيِّئ مُستلزَماته؛ لجعله يتحرَّك على أرض الواقع.

التقيتُ بمجموعة من الإخوة العراقيِّين ضمن كتلة كبيرة من الجاليات الأخرى غير العراقيِّين تتطلـَّع، وتتوق لزيارة العراق، وبثـَّت همومها بأنـَّها تـُواجـِه عقبات في زيارة العراق؛ وهذا بالنسبة لنا فرصة طيِّبة تدرُّ علينا في الجانب المعنويِّ، وحتى الجانب الماديِّ الخير الكثير.

 

-         هل من تفاصيل دقيقة لملفات مُعيَّنة تـُريدون أن تـُناقِشوها مع هذه الدول؟

 

الجعفريّ: لدينا ملفات مُتعدِّدة رُبَّما تختلف من دولة إلى أخرى، لكنَّ الملفَّ الثابت هو الملفُّ الوطنيُّ العراقيُّ، فالملفات تختلف من بلد إلى آخر، لكن مادمنا نعرف الهموم العراقيّة، والأهداف العراقيّة المُعطـَّلة، والمخاوف العراقيّة المشروعة سنحضر في عواصم هذه الدول، ونـُسمِعهم صوتنا، ونسمع صوتهم.

قد تكون هناك بعض العقبات، لكنـَّنا سنعمل على تذليلها، والموسم المقبل موسم رائع، ومُنفتِح، فعلينا أن نستثمره.

نحن عازمون على جعل العراق يتفاعل مع جميع الدول بحُسن نيّة، وبمَحبّة، وثقة، وسيشهد مسرح الدول العربيّة، والإسلاميّة، وأوروبا، وبقيّة الدول حركة سريعة -بإذن الله تعالى- لغرض تداول الملفات المُعطـَّلة، والاستثمار بعلاقة جيِّدة من شأنها أن تدرَّ الخير على الأطراف جميعاً.

 

-    هل سيبقى الترتيب والتنسيق محصوراً بالحلف الدوليِّ لمُواجَهة الإرهاب أم إنَّ العراق سيتحرَّك في مجال أرحب على وفق مصلحته خصوصاً أنَّ هناك دولاً لم تـُشارِك في الحلف كإيران، وتركيا إلى درجة ما، وروسيا؟

 

الجعفريّ: طبيعة التحدِّي الذي يُواجـِهه العراق اليوم كبير جدّاً، ومُتشعِّب؛ وهذا يتطلـَّب استنفار كلِّ ما لديه من علاقات لتـُشكـِّل مُعادِلاً أمنيّاً لهذه التحدِّيات، فقد شهد العالم مأساة سبايكر، وكيف حصلت على مرأى ومسمع من العالم، وشهد العالم ما حصل من اعتداء على الأقليّات العراقيّة في مُختلِف المناطق بالشكل الذي يقشعرُّ منه الجلد خجلاً، وحياءً، وشهدوا كيف استُحِلـَّت، واستـُبيحَت مدينة الموصل أم الربيعين، وكذا بقيّة الجرائم؛ لذا نحن ليس لدينا تردُّد في أن نفتح كلَّ الآفاق من أجل أن نـُشكِّل مُعادِلاً أمنيّاً حقيقيّاً.

نحن نستثمر التحالف، لكننا لا نقف عند حدوده خصوصاً مع دولة مجاورة، وعندما تكون نيَّتها حسنة، ومدَّت يدها للعون كإيران، وكذا بقيّة الدول؛ لذا نحن لا نتردَّد في أن نـُوظـِّف كلَّ هذه الطاقات من أجل حفظ أمننا، واسترداد الأراضي المسلوبة، ودعم النازحين، وتقديم الخدمات بما يتناسب وحاجتهم الحقيقيّة.

كلـُّنا ثقة في الوقت الذي نحن نمدُّ اليد، ونتقبَّل المُساعَدة بالشكل الذي لا تتحوَّل فيه إلى تدخـُّل في شؤوننا، ويمسُّ حكومتنا، وسيادتنا، وبرلماننا، ودستورنا، وإنـَّما يُعبِّر عن تداخُل طبيعيٍّ بينا وبين دول الجوار الجغرافيّ.

نحن نملك رؤية مُشترَكة حول وجوب أن نـُوظـِّف علاقاتنا معهم بشكل جيِّد، وإيجابيٍّ.

يهمُّنا أن يكون الرائد في الحضور الأمميِّ والدوليِّ على الأرض العراقيّة هو دعم العراق، والوقوف إلى جانبه، ولن نتردَّد في استثمار كلِّ أنواع الدعم مع حفظ السيادة، وعدم التدخـُّل في شؤوننا الداخليّة.

 

-    هل خطاب الدبلوماسيّة العراقيّة استطاع أن يُوصِل هذه الصورة الكبيرة؛ لكي يتحرَّك الضمير الإنسانيُّ؛ لأنه لا يُستثنى لا البشر، ولا الحجر ممّا يحدث الآن في العراق؟

 

الجعفريّ: لا أستطيع أن أقول: إنَّ هناك خطاباً يرتقي إلى حجم المأساة التي حصلت في العراق. في الحقيقة تتعطـَّل الكلمات، وأشعر أنَّ القاموس يفتقر إلى توصيفات مُعيَّنة لحجم المأساة على الرغم من جزالة اللغة، وفصاحة الخطيب غير أنَّ ما حصل يهزُّ الضمير الإنسانيَّ، وأيُّ كلمة لا تستطيع أن تـُعبِّر عن المأساة التي حصلت في الموصل، وسبايكر، والاغتيالات، والقـُتـُول هنا وهناك، وقتل الأطفال، والاعتداء على النساء، لا أحد يستطيع أن يقول: ارتقى إلى المُستوى المطلوب، لكني أبذل أقصى الجهود من أجل إيصال رسالة العراق إلى كلِّ هذه الدول، ووجدنا آثارها، وبصماتها بانت في خطابهم، وفي لسان حالهم.

في منابر جدّة، وباريس، ونيويورك كان التجاوب رائعاً، ومُفاجـِئاً، وسارَّاً، واجتمعت كلمتهم على شيء اسمه (المأساة في العراق ذات طابع إنسانيّ، ومُورِست باسم الإسلام، والإسلام منها براء، وإننا لن نترك العراق وحده).

كلُّ الدول: ومنها: كندا، وأستراليا، وفرنسا، وأميركا، وبريطانيا علاوة على الدول الإسلاميّة، والعربيّة كلـّها اتهجت مُفرَدات خطابها بهذا الاتجاه.

نحن لا نـُعاني من أزمة تلقٍّ لخطابنا، ويجب أن نتكلـَّم بملء أفواهنا بأنـَّنا أمام مأساة إنسانيّة حقيقيّة تـُمارَس باسم الإسلام، والإسلام منها براء، والعالم كلـُّه يفقه هذه اللغة، وسنـُواصِل جهودنا، ونستثمر كلَّ الفرص سواء كانت على مُستوى المُؤتمَرات، أم اللقاءات الشخصيّة، أم وزراء خارجيّة، أم الإعلام.

سنجعل من هذه المأساة مادّة أساسيّة للتعامُل، ومدخلاً وخاتمة ًفي كلِّ لقاء: إنَّ هناك مأساة في العراق تتطلـَّب تجنيد كلِّ الطاقات من أجل إسنادها.

 

 

-    ما الرسالة الأخيرة التي وجَّهتها الدبلوماسيّة العراقيّة، أو تـُريد أن تـُوجِّهها إلى المُجتمَع الدوليِّ، أو التحالف الدوليِّ بحيث لا تتحوَّل هذه الاجتماعات والمُؤتمَرات إلى مادّة إعلاميّة استهلاكيّة، أو لمصالح خاصة لتلك الدول، وعلى العراق أن يحذر من أن يُصبـِح ساحة لمُواجَهة داعش، أو جبهة أماميّة للقتال نيابة عن العالم، وأنَّ على العالم أن يشارك في هذه الحرب، ويُساعِد العراقيِّين. هل من سقوف زمنيّة، أم مايزال الوقت مُبكـِّراً للحديث عن هذا الموضوع؟

 

الجعفريّ: أمَّا عن الرسالة فقد وجَّهتـُها في مجلس الأمن، وعلى هامش اللقاءات الجانبيّة بأنَّ حضورهم، وإسنادهم للعراق ليس الدفاع عن الإنسان العراقيِّ فقط -وهو حقٌّ مشروع، ونحن من دول الأمم المُتحِدة، وعندما تـُنتهَك حُرمة الإنسان العراقيِّ تكون الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، وكلُّ المُنظـَّمات الدوليّة على المحكِّ الإنسانيِّ، ووجدتُ تجاوباً جيِّداً-، وفي الوقت نفسه قلتُ: إنَّ هذه حرب بالوكالة للدفاع عن إنسانكم؛ لأنَّ عدداً غير قليل من داعش يأتي إلى العراق من بلدانكم نفسها، فما الذي يمنع هذا الذي يأتي من بلدانكم، وعاش الدمقراطيّة فيها، وتمرَّد على قِيَمكم، واستجاب لنداءات داعش التخريفيّة من أن يُمارِس هذا الدور في بلدانكم؟

نحن وإيّاكم في هذا المقطع، وفي هذه الزاوية في قضيّة مُشترَكة، والدفاع عن الإنسان بحجمه الكامل.

أمَّا عن التوقيتات فقد ركـَّز الجميع على أنـَّهم جادّون، ويتطلـَّعون إلى استثمار الوقت، فأحسُّ من خلال كلماتهم بأنـَّه لا تسويف، وقد أكـَّدتُ كثيراً على أنَّ هذا الكلام يحتاج إلى صدق ومصداقيّة على الأرض، ويجب أن تـُساهِم هذه الخطابات في صُنع شيء جديد نلمسه على الأرض.

 

-         دائماً يُعاني الحُجّاج العراقيُّون من مشاكل. هل تطرَّقتم بدرجة ما إلى هذا الموضوع؟

 

الجعفريّ: تـُوجَد مُشكِلة في ملفِّ الحجِّ، ومسألة العدد المُخصَّص للعراق، ونحن في حاجة إلى إضافة ألفي حاج إلى العدد، وأخذتُ على عاتقي -إن شاء الله- أن أتكلـَّم مع المسؤولين السعوديِّين فور لقائي معهم خلال اليومين المُقبـِلين مع الأمير سعود الفيصل، ومع أيِّ مسؤول سعوديٍّ أجد فيه بوَّابة لحلِّ هذه المُشكِلة على الرغم من ضيق الوقت، وآمل من الله -سبحانه وتعالى- التوفيق بأن نستطيع أن نتغلـَّب على مُشكِلة العدد الذي لدينا فيه نقص ألفي مُرشَّح للحجّ؛ حتى نـُعالِج المُشكِلة.

سأُخصِّص هذه المُفرَدة في جدول عملي عندما ألتقي وزير الخارجيّة.

 


العودة إلى صفحة الأخبار


 الرئيسية  |  الأخبار  |  إبراهيم الجعفري  |  تيار الإصلاح الوطني  |  رسائل الأيام  |  كلمات  |  الصور  |  المكتبة  |  الفيديو  |  اتصل بنا 
E-mail : med@al-jaffaary.net
جميع الحقوق محفوظة لـموقع الدكتور ابراهيم الجعفري©2010 - 2024
استضافة وتصميم وبرمجة ويب اكاديمي

Powered by web academy