|
الأولويات
قراءات | 12-06-2017
الأَوْلَوِيَّات لِكُلِّ إِنْسَانٍ وَبِأَيِّ مُجْتَمَعٍ اهْتِمَامَاتٌ تَشْغَلُهُ، وَأَهْدَافٌ يَسْعَى لِتَحْقِيْقِهَا، وَمَخَاطِرُ تَحُفُّ بِحَيَاتِهِ تَجْعَلُهُ مُنْهَمِكاً بِهَا، وَمُثَابِراً عَلَى إِنْجَازِهَا، غَيْرَ أَنَّهَا تَخْتَلِفُ فِي دَرَجَةِ أَهَمِّيَتِهَا، وَخُطُوْرَتِهَا؛ مِمَّا يَجْعَلُهَا مُتَفَاوِتَةً فِيْ سُلَّمِ الأَوْلَوِيَّات.. تَتَقَدَّمُ عِنْدَهُ أَهْدَافٌ، وَمَخَاطِرُ بِظَرْفٍ مَا، وَقَدْ تَتَأَخَّرُ بِظَرْفٍ آخَرَ، وَمِنْ غَيْرِ الْمَعْقُوْلِ أَنْ تَتَسَاوَى عِنْدَهُ كُلُّ الأَهْدَافِ، وَالْمَخَاطِرِ مِنْ دُوْنِ التَّمْيِيْزِ بَيْنَ الأَهْدَافِ الْخَاصَّةِ، وَالْعَامَّةِ، وَالْمَخَاطِرِ الْجُزْئِيَّةِ، وَالْكُبْرَى.. حِيْنَ يَعِيْشُ جَوَّ الاسْتِرْخَاءِ غَيْرُ أَنْ يَعِيْشَ جَوَّ الْمَخَاطِرِ.. وَأَنْ يَعِيْشَ تَحَدِّيَ الْبَلَدِ الأَمْنِيَّ، وَالاقْتِصَادِيَّ، وَالسِّيَاسِيَّ غَيْرُ أَنْ يَكُوْنَ مَشْغُوْلاً بِالأُمُوْرِ الشَّخْصِيَّةِ، وَالْعَائِلِيَّة.. مِنْ سِمَاتِ الْقُوَّةِ فِي الأُمَمِ الْحَيَّةِ مُرَاعَاتُهَا الأَوْلَوِيَّاتِ عَلَى مُسْتَوَى الأَهْدَافِ، وَالْمَخَاطِر.. فَاهْتِمَامَاتُهَا فِيْ تَوْفِيْرِ الأُمُوْرِ الْكَمَالِيَّةِ، وَالتَّرْفِيْهِيَّةِ، وَفِيْ ظُرُوْفِ الاسْتِقْرَارِ تَخْتَلِفُ عَنِ اهْتِمَامَاتِهَا فِي الظُّرُوْفِ الصَّعْبَةِ كَمَا عِنْدَ الْحَرْبِ، وَالتَّحَدِّي الاقْتِصَادِيِّ، وَتَفَشِّي الْفَسَاد.. حِسَابَاتُهَا بِالرِّبْحِ وَالْخَسَارَةِ تَخْتَلِفُ، وَكَذَا عَلاقَاتُهَا مَعَ الآخَرِيْنَ تَتَفَاوَتُ فِي أَجْوَاءِ الْحَرْبِ عَمَّا كَانَتْ عَلَيْهِ فِيْ أَجْوَاءِ السِّلْم.. حِيْنَ تَتَهَدَّدُ سَلامَةُ الْبَلَدِ، وَحِيْنَ تُهْدَرُ ثَرَوْتُهُ، وَتُسْتَبَاحُ سِيَادَتُهُ تَقْفِزُ لَدَى الْمُتَصَدِّيْنَ أَوْلَوِيَّاتٌ غَيْرُ تَقْلِيْدِيَّةٍ تَكُوْنُ فِيْهِ قِيَادَةُ التَّصَدِّي عَلَى غَيْرِ النَّمَطِ الْمُتَعَارَفِ عَلَيْهِ، وَأَسَالِيْبُهَا مُخْتَلِفَة.. مِثْلَمَا يَشْهَدُ الصَّفُّ الْوَطَنِيُّ إِعَادَةَ اصْطِفَافِهِ لِيَعْكِسَ تَرَاتُبِيَّاتٍ بِمُسْتَوَى التَّحَدِّي وَبِعِيْداً -بِالضَّرُوْرَةِ- عَنْ مَوْقِعِ الطَّعْنِ، وَالطَّعْنِ الْمُقَابِلِ، وَإِنَّمَا مِنْ مَوَاقِعِ الأَنْسَبِ، وَالأَقْوَى، وَالأَجْدَرِ بِالتَّصَدِّي مَعَ عَدَمِ التَّفْرِيْطِ بِأَيٍّ مِنَ الأَكْفَاء.. إِنَّ رَسْمَ الأَوْلَوِيَّاتِ لا يَعْنِي إِلْغَاءَ الْكُفُوْءِ الْمَوْجُوْدِ بِحُجَّةِ تَقْدِيْمِ الْبَدِيْلِ الأَكْفَأِ إِنَّمَا الأَوْلَوِيَّةُ تَعْنِي إِعَادَةَ تَرَاتُبِيَّةِ شَاغِلِي الْمَوَاقِعِ عَلَى ضَوْءِ الْحَاجَاتِ الْمُسْتَجِدَّةِ مِنْ دُوْنِ فُقْدَانِ الْمَعَايِيْر.. تَصَدِّي غَيْرِ الْكَفُوْءِ خَطَرٌ، وَتَرْكُ الْبَلَدِ فِي فَرَاغٍ قِيَادِيٍّ أَخْطَر.. لابُدَّ مِنْ إِحْدَاثِ الإِصْلاحِ بِمَعَايِيْرَ مَوْضُوْعِيَّةٍ تَنْسَجِمُ مَعَ التَّحَدِّي، وَالْحَاجَاتِ، وَالْمَخَاطِرِ الْمُسْتَجِدَّة.. الأُمَّةُ هِيَ ذَاتُ الأُمَّةِ الَّتِي تَخْتَارُ الْمُتَصَدِّيْنَ فِي الظَّرْفِ الطَّبِيْعِيِّ تَبْحَثُ عَنْ مُتَصَدِّيْنَ لِلْمَسِيْرَةِ فِيْ ظَرْفِ الْمَخَاطِرِ الاسْتِثْنَائِيَّةِ، وَهُمْ مِنْ ذَاتِ الْقَادَةِ الَّتِي تُوْلِيهِمْ الأُمَّةُ الثِّقَةَ لِيُشَمِّرُوا عَنْ سَاعِدِ الْجِدِّ لِلذَّوْدِ عَنِ الْبَلَدِ، وَخِدْمَةِ الشَّعْبِ، وَرَدِّ غَائِلَةِ التَّحَدِّيَاتِ عَنْهُ؛ وَبِذَلِكَ تُحَقِّقُ عُبُوْراً نَوْعِيّاً نَحْوَ الاسْتِقْرَارِ عَلَى الصُّعُدِ كَافَّة.. لِكُلِ ظَرْفٍ َقادَةٌ، وَلِكُلِّ قَائِدٍ مِيْزَاتٌ، لا عَالَمَ "لِلرَّجُلِ الْخَارِقِ" الَّذِي يُحَرِّكُ بِإِصْبَعٍ، وَيَقُوْدُ بِعَصَا، وَيَطِيْرُ بِجَنَاحٍ، وَيَنْطَحُ بِقَرْن.. الأُمَّةُ الْمُنْسَجِمَةُ مَعَ نَفْسِهَا تَسْتَمِدُّ الْقُوَّةَ فِيْ مُوَاجَهَةِ التَّحَدِّيَاتِ مِنْ ثَرَوَاتِهَا الْمَادِّيَّةِ وَالْمَعْنَوِيَّةِ، وَتَحْرِصُ عَلَى الارْتِقَاءِ لِلأعَلَى، وَعَلَى الْبِنَاءِ فِيْ شَتَّى الْمَجَالاتِ، وَتُوَظِّفُ خِيَرَةَ مَا لَدَيْهَا مِنَ الشَّخْصِيَّاتِ مِنْ دُوْنِ هَدْرٍ بِالثَّرْوَةِ، أَوْ الدَّمِ، أَوْ الْكَفَاءَات.. يَحْصُلُ هَذَا مِنْ خِلالِ: • رُؤْيَةٍ لِلْحَلِّ. • وَإِرَادَةٍ لِلإِنْقَاذِ. • وَقَادَةٍ أَفْذَاذٍ لِتَوْحِيْدِ الْمَسِيْرَةِ عُرِفُوْا بِالْحِكْمَةِ، وَالصّرَامَةِ. • وَقَاعِدَةِ شَعْبٍ يَسْتَقِرُّ عَلَيْهَا الْمَشْرُوْعُ. • وَأَدَاءٍ أَمْنِيٍّ يَرْقَى إِلَى مُسْتَوَى التَّحَدِّي. • وَبَرْلَمَانٍ يُرَاقِبُ، وَيُشَرِّعُ، وَيُنَوِّرُ الرَّأْيَ الْعَامَّ، وَيَتَنَوَّرُ بِهِ. • وَإِعْلامٍ بَنَّاءٍ يَبُثُّ رُوْحَ الثِّقَةِ، وَيُلْقِي الضَّوْءَ عَلَى الْحَقَائِقِ مِنْ دُوْنِ تَزْيِيْفٍ، أَوْ مُبَالَغَة.. • وَقِيَادَةِ أَرْكَانٍ تَتَوَلَّى إِدَارَةَ الْعَمَلِيَّاتِ فِي ظَرْفٍ أَمْنيٍّ حَسَّاسٍ.. الْكُلُّ عَلَى الْمَحَكِّ حِيْنَ يَكُوْنُ الْعِرَاقُ فِيْ مَعْرِضِ الْخَطَرِ فِيْمَا يَكُوْنُ الْمُوَاطِنُ الْعِرَاقِيُّ فِيْ مَعْرِضِ التَّضْحِيَةِ، وَتَكُوْنُ الأَوْلَوِيَّاتُ هِيَ الْمِقْيَاس.. الْفَسَادُ لا يُهْزَمُ إِلا بِمُعَادِلِ الْكَفَاءَةِ، وَالأَمَانَةِ، وَالاسْتِعْدَادِ لِلتَّضْحِيَةِ بِكُلِّ شَيْءٍ مِنْ أَجْلِ الْعِرَاق.. أَسْأَلُ اللهَ التَّسْدِيْدَ لأَيِّ مُتَصَدٍّ يَدْفَعُهُ الشَّعْبُ لِيَقُوْدَ حَتَّى يَجِدَنَا خَيْرَ إِخْوَةٍ وَجُنُوْد.. وَمَا لَمْ نَسْتَعِدَّ لِلتَّضْحِيَةِ، وَتَقَبُّلِ الأَكْفَأِ بِتَصَدُّرِ الْمَسِيْرَةِ لَنْ نَنْتَصِر.. الْقِيَادَةُ فَرِيْقُ عَمَلٍ. حَامِلُ الرَّايَةِ وَاحِدٌ، وَالسَّانِدُوْنَ لَهُ كُثُر.. مَنْ لَمْ يُمَارِسِ الإِسْنَادَ لِمَنْ يَقُوْدُ لا يَصْلُحُ أَنْ يَقُوْدَ بَدَلاً عَنْه.. هَذِهِ سُنَّة ُاللهِ الْمَاضِيَةُ فِيْ خَلْقِهِ، وَعِبَرُ التَّارِيْخِ الْعَاكِسَةُ لِثَوَابِتِه..
الجمعة 14/رجب/1437 |
|