|
لقاء قناة BBC عربيّ بالدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيَّة العراقيـَّة
الجعفريّ لقناة BBC عربيّ: نحن بلد منكوب ونبحث عن كلِّ الفرص التي تـُساهِم في إنقاذه وعُبُور هذه النكبة وبناء العراق ولسنا خجولين ونتكلم بلغة واحدة مع الجميع إلى أن يُعاد العراق ويتسنـَّم موقعه الذي ينسجم مع تاريخه
الاخبار | 10-04-2017
الجعفريّ: سبق أن أُثيرَ بخُصُوص الحشد الشعبيِّ اتهامات من هذا القبيل، وأثبت الواقع أنـَّها مُبالـَغ فيها، ورُبَّما حصلت حالات محدودة جدّاً في الموصل، ولدى التحرِّي من قبل الأخ رئيس الوزراء لم يثبت هذا الشيء، وليس له واقع، ورُبَّما سُجِّلت حالات استثنائيَّة -والحالات الاستثنائيَّة لا يصِحُّ أن تـُولـِّد منها انطباعاً عامّاً- الحشد الشعبيّ يتفانون من أجل إنقاذ المُواطِنين في الموصل، وإسعافهم، والحرص على حياتهم، وقد سجَّلوا مواقف مُشرِّفة. الحشد الشعبيّ جاء من عِدَّة محافظات إلى الأنبار، والفلوجة، والموصل لإنقاذ أهل هذه المُدُن.. هذا الكلام ليس له أساس من الصِحَّة، وإذا كان قد حصل شيء استثنائيّ فلا يصِحُّ أن يُقاس عليه، وقد هدَّد الأخ رئيس الوزراء الدكتور حيدر العباديّ أيَّ أحد بأشدِّ العقوبة عندما يثبت أنـَّه ارتكب جريمة بحقِّ أيِّ مُواطِن.
الجعفريّ: قطعوا على أنفسهم الوُعُود، ونحن إلى الآن لم نتسلـَّم شيئاً منهم، ولا من بعض دول العالم. يُفترَض أن نـُعِدَّ العُدَّة كيف نبني المستشفيات، ونـُهيِّئ المدارس، والأفضل أن تقوم الشريحة الاجتماعيَّة التي تنتمي للمدينة بإعادة بنائها.
الجعفريّ: ليس لدينا شُرُوط على أحد.. يكفينا أن تأتي المُساعَدات.. نـُريد مَن يُساهِم في بناء مُستشفيات، ومَن يُساهِم في بناء مدارس.. المُهمّ أن تأتي المُساعَدات لمُستحقيها. واجبنا أن نـُوصِل حاجات شعبنا.
الجعفريّ: أنا بصفتي طبيباً نذرتُ نفسي لخدمة الإنسان، وفي الوقت نفسه مبادئي تـُملي عليَّ أن أكون وفيّاً لكلِّ إنسان في أيِّ بلد.
الجعفريّ: الاتحاد الأوروبيّ وعدوا ببعض الأموال، لكنـّها لم تصل كلـُّها، وقطعوا وُعُوداً في اجتماعات باريس، واجتماعات أخرى بإيصال الاحتياجات الحقيقـيَّة. أمَّا بالنسبة للدول العربيَّة فنحن ذكـَّرناهم، وقلنا لهم: من الضروريِّ جدّاً أن تـُسمِعوا العراقـيِّين صوتكم خُصُوصاً أنَّ بعض الإرهابيِّين ينتمون إلى بلدانكم.
الجعفريّ: الكويتـيُّون موقفهم إيجابيّ، والإماراتـيُّون أبدوا استعداداً، وكذا السعوديُّون.
الجعفريّ: قدَّموا مُساعَدات منذ وقت مُبكـِّر، لكنَّ هذه المُساعَدات لا تسدُّ الحاجة.
الجعفريّ: أنا أعرف أنَّ المبالغ كبيرة، وهناك احتياجات مُتعدِّدة.. لدينا مُؤسَّسات خدميَّة، وإنسانيَّة، ومدارس، وأسواق، وكثير من الأشياء.. كيف نـُشجِّع المُواطِن النازح على أن يعود مرَّة أخرى إلى مدينته، ونحن لم نـُؤمِّن له خدمة طبِّية، ومدارس لابنه. ليس لديَّ رقم بالضبط، والرقم مُتحرِّك.
الجعفريّ: انطباعي على مُجمَل اللقاء أنـَّه كان جيِّداً، وإيجابيّاً، وأشاد بالقوات العراقـيَّة، وما حققته ضدَّ داعش، وعبَّر عن استعداده لدعم العراق.
الجعفريّ: أنا لم أسمع بهذا.
الجعفريّ: رُبَّما غلب على اللقاء التعارُف، وطَرْحُ الملفات بشكل إجماليّ، وقد طمأن العراق أنَّ أميركا تسند، وتقف إلى جانبنا، وتـُثمِّن الجُهُود التي بذلها العراقـيُّون، وتضحياتهم.
الجعفريّ: تربطنا مع أميركا اتفاقـيَّة الإطار الستراتيجيّ، وهي كإطار عامٍّ تدخل فيها أمور مُختلِفة كالجيش وغيره، ولكن لا يُوجَد حديث تفصيليّ في اللقاء.
الجعفريّ: من دون ذكر الأسماء؛ لأنـِّي لم أستأذن منهم.. هم عبَّروا عن وجهة نظرهم، لكنـَّهم غير مُستعِدِّين لأن يُعلِنوا عن وجهة النظر. عدما تحدَّثتُ في الخطاب الأوَّل ما رأيتُ أحداً استاء، أو رفض.. لا يهمُّني مَن يحمل المُبادَرة، بل يهمُّني المُبادَرة نفسها. قلتُ لهم: إنـَّها مُبادَرة شخصيَّة، ولم أنسِّق مع أيِّ الطرف السوريِّ، ولا أيِّ طرف آخر، وعندما التقيتُ بإخواني وزراء الخارجيَّة العرب كانت رُدُودهم إيجابيَّة، وأحسن ممَّا كنتُ أتوقـَّع، ولم أشعر بأيِّ رفض.
الجعفريّ: لا، ليس فقط لم أشعر به، بل إنَّ منهم مَن قال: هذه خطوة جيِّدة. أدعو زملائي وزراء الخارجيَّة لتحويل هذه المُبادَرة إلى مشروع، وأنا أعتقد أنَّ هذا الشيء ليس بعيداً عن التحقق.
الجعفريّ: لم يكن هناك حديث بشكل رسميّ عن وقت عودة سورية.
الجعفريّ: نعم، أنا أعتقد أنـَّنا قمنا بالخطوة الأولى، ويجب أن تكون هناك خطوة مُقارِبة أكثر من وزراء الخارجيَّة بأن يأخذوا على عاتقهم عمليَّة تقريب وجهات النظر بين الطرف السوريِّ والإخوة الأعضاء في جامعة الدول العربيَّة؛ حتى يُلملموا أطراف هذه المُشكِلة، نعم، هي تأخذ بعض الوقت، وتتطلـَّب بعض الجهد، وليس بين ليلة وضُحاها، لكنَّ المُهمَّ هو الخطوة الأولى. سورية بحاجة لأن تأتي إلى الجامعة العربيَّة، والجامعة العربيَّة بحاجة إلى سورية.. لا يُمكِن أن نستغني عن أيِّ دولة عربيَّة.. كلُّ واحدة من الدول العربيَّة لبنات الواحدة فوق الأخرى تـُكوِّن البيت العربيّ.
الجعفريّ: منذ زمن والسعوديَّة فتحت سفارة في العراق، وكانت زيارة للأخ عادل الجبير فمنذ عام 1990 لا تـُوجَد زيارة من الطرف السعوديِّ، والآن جاء وزير الخارجيَّة، والمأمول أن تكون هناك زيارة مُتبادَلة بين السعوديَّة والعراق.
الجعفريّ: جاءتنا إشارة كريمة عن إلغاء الدُيُون.
الجعفريّ: نلتقي كأيِّ إخوة، ونتحدَّث، وكان بين الأخ رئيس الوزراء وبين جلالة الملك اتصال هاتفيّ.. بالمُناسَبة: نحن نعمل عليها من قبل أن يُتوفـَّى خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبد العزيز.
الجعفريّ: إذا كان يُريد أن يقوله من باب السعي للتقارُب، وإعادة العلاقة فهذا ليس تدخـُّلاً.
الجعفريّ: يجب أن نصنع ما نعتقد به، ولا يكفي أن نقول: الدول العربيَّة مُنِيَت بوُجُود مشاكل، وتقاطعات، وحُرُوب، فنبكي على الظلام.. الظلام ينهزم حين نشعل شمعة.. يجب أن نتحوَّل إلى أناس مُعطين، ومُنتِجين.. أنا أتصوَّر أنَّ كلَّ مُشكِلة من المشاكل التي تـُهدِّدنا يجب أن نشتغل عليها، ونحلـَّها.
الجعفريّ: أمَّا عن وُجُود حشد شعبيّ في سورية فأنا لا أعرف.
الجعفريّ: هل تعنين أنَّ الطرف الجاني من الحشد الشعبيّ؟.
الجعفريّ: لا، زُوَّار.. اعتاد العراقـيُّون أن يزوروا السيِّدة زينب -سلام الله عليها- بين فترة وأخرى.
الجعفريّ: لا، إذا كان ثمّة أفراد ذهبوا إلى سورية، ويُقاتِلون، ويحملون السلاح فليس تعبيراً عن قرار الحكومة العراقـيَّة. ليس لدينا ازدواج في الخطاب، ولا نملك ناصية التحكـُّم بحركة كلِّ مُواطِن؛ لأنـَّنا نعمل وفق مقياس حُرِّية التعبير عن الرأي, وحُرِّية الحركة، ونتعامل وفق الدستور، وهو يُتيح للمُواطِن أن يُسافِر أينما شاء. الذين هاجروا من العراق بسبب الإرهاب لم يكن بقرار حكوميّ، وليس للحكومة أن تجبرهم على العودة.. نعم، نتمنى عليهم أن يعودوا.
الجعفريّ: بقيت في سورية ثلاثين يوماً فقط، لكني تردَّدتُ عليها.
الجعفريّ: التقيتُ به عام 1984، وكنتُ حينها رئيس المكتب التنفيذيِّ في المجلس الأعلى، وقبلها التقيتُ بمعمر القذافي، ثم ذهبتُ من طرابلس إلى دمشق، والتقيتُ بالرئيس الراحل حافظ الأسد ثلاث ساعات إلا خمس دقائق، ومع معمر القذافي ثلاث ساعات وعشر دقائق، وكان معي وفد.
الجعفريّ: سألني الرئيس حافظ الأسد: كيف وجدتَ القذافي؟ قلتُ له: تـُريد أن تعرف القذافي من خلال جوابي، أم تـُريد أن تعرفني من خلال تقييمي للقذافي.. أنت تلتقي به دائماً، وأنا التقيتُ به أوَّل مرّة، فضحك، وقلتُ له: لا ثابت في شخصيَّة القذافي.. ولكني ما قلتُ له انطباعاتي الأخرى، والآن أقولها، فالرجل مات: هو مُثقـَّف، ومُتحدِّث جيِّد، ولديه شجاعة.. هذه الثلاثة لم أذكرها لحافظ الأسد، ولديه عناصر قوّة، وعليه عناصر ضعف كثيرة.. سياسته أفضت إلى إزهاق حياته، وتجده يتجه يوماً إلى أفريقيا، ويوماً يتجه إلى جامعة الدول العربيَّة.
الجعفريّ: نعم، تحت الخيمة.
الجعفريّ: لا، بقينا في الضيافة في الخيمة، وكان الحديث ثنائيّاً، تحدَّثنا عن وضع العراق في ذاك الوقت، وإنجازات المُعارَضة، وتحدِّياتها، وإصرار المُعارَضة على التغيير، كما تحدَّثنا عن جرائم صدام. الرجل كان يستمع، ويسأل، ونحن نجيب عن الأسئلة، فسأل -مثلاً-: لماذا لا تستوعبون فلان شريحة في المُعارَضة، وهي شريحة اجتماعيَّة عراقـيَّة بحاجة لأن تستوعبوها.
الجعفريّ: لا، لو كان يُريد أن يقول حزب البعث لقال ذلك.. حزب البعث حكم العراق، وتسبَّب بكوارث للعراق، ونحن ضحاياه منذ كنا بالمُعارَضة كلُّ واحد منا طريد لمُخابَرات البعث.
الجعفريّ: ذكر شرائح سياسيَّة، قلتُ له: الفلاح العراقيّ لديه ثقافة عن هذه الشرائح، وماذا أمضت في العراق. أنت من أفريقيا، وتقول لي: فلان شريحة، وفلان شريحة، قد لا يكون كلُّ العراقـيِّين يقرأون الكتب، لكنَّ العراقيَّ مُثقـَّف؛ لأنَّ لديه موروثاً حضاريّاً ضخماً، وعميقاً في التاريخ يقرأ، ويُفسِّر، ويعرف كيف يتعامل مع الناس.
الجعفريّ: لا، تحاورتُ معه، وقلتُ له: نظامكم لا ينسجم مع ما كتبتموه في الكتاب الأخضر، فحاول البعض أن يُحاورني، ودخلنا في الحوار بشكل تفصيليٍّ، وقلتُ لهم: تقولون نحن جمهوريَّة اشتراكيَّة.. ما علاقتكم بالاشتراكيَّة، وأنتم تطبِّـقون التأمين على الشركات؟ قالوا: لا, قلتُ لهم توزِّعون في بلدكم حِصَّة؟ قالوا: لا.. فطرحتُ مجموعة من مُرتكَزات الفكر الاشتراكيِّ، فقالوا: ماذا بقي من الاشتراكيَّة سوى كلمات في الكتاب الأخضر؟.. وتكلمتُ في حقوق المرأة في الكتاب الأخضر، ورأيتُ أنـَّها شعارات.
الجعفريّ: حافظ الأسد مُستمِع جيِّد، ويُركـِّز، ومُثقـَّف جدّاً، ومُستوعِب لتجربته بحيث يستحضر أمثلة تاريخيَّة من وحي تجربته.
الجعفريّ: نعم، التقيته.
الجعفريّ: عام 1982، أو 1983.
الجعفريّ: كنا مجموعة، وكان السيِّد الإمام -تغمَّده الله برحمته الواسعة- واسعاً من حيث العلم، والتجارب، ومُتواضِعاً، وجلسته بسيطة، وكرسيُّه بسيط، ويشدُّ على يد مَن يذهب للتواصُل في خدمة العراق، وإنقاذ العراق من نظام صدام حسين، ويدعم بقوة، وهو عالم دين، ومرجع كبير، وقائد ثورة، ويتمتع بأخلاقيَّة عالية جدّاً.
الجعفريّ: نعم، التقيتُ به.
الجعفريّ: عندما نلتقي نتحدَّث، وهو يفهم العربيَّة، ويفهم العراق بشكل جيِّد.
الجعفريّ: ماذا تقصدين بـ(مؤثر في السياسة العراقـيَّة)؟ إذا كنت تقصدين أنـُّه يُؤثـِّر في السياسة العراقـيَّة كدولة جوار وفقاً لسياسة خارجيَّة، وعلاقات ثنائيَّة، فالجواب: نعم، مادام في الصالح العراقيّ، أمَّا إذا كنت تقولين: إنه يتدخل فيفرض أمراً، ويرفض آخر، فلا يتدخل.
الجعفريّ: يتردَّد على العراق.
الجعفريّ: مُستشار.
الجعفريّ: مُستشار عسكري، كما يُوجَد لدينا مُستشارون عسكريُّون من دول العالم من أميركا، وأستراليا، وكندا، وغيرها.
الجعفريّ: عندما فتحنا باب الاستشارة استقبلنا مَن يأتي، ونعطيه "فيزا"، ويتحرَّك بحُدُود المسموح قانوناً. العراق يُعاني من سقوط الموصل، والأنبار، وصلاح الدين ماذا ننتظر؟ هل ننتظر أن تسقط بقـيَّة المحافظات؟ تشكـَّل التحالف الدوليّ في الشهر التاسع عام 2014، فلا يُمكِن أن تمتدَّ يد لإنقاذ العراق، ونحن نقول: لا نـُريد.. هذه مُكابَرة، ورُكُوب على الرأس؛ لذا فتحنا باب العراق لكلِّ يد تمتدُّ لمُساعَدتنا، وقلنا بصراحة، وأشكلنا على التحالف الدوليِّ: لماذا لم يستوعب إيران؛ لأنـَّها دولة جوار جغرافيّ، وقدَّمت تضحيات.
الجعفريّ: اختلفنا مع تركيا على مسألة التدخـُّل، ومسِّ السيادة العراقـيَّة، وما رضينا عنها، وأبلغناهم، وكرَّرنا عِدَّة مرات.
الجعفريّ: التحالف ما جاء حتى يفتح لنا معارك مع دول الجوار الجغرافيِّ، وإنـَّما نشأ في رحم حاجة العراق؛ لوُجُود داعش على الأرض.
الجعفريّ: نحن ما شكـَّلنا التحالف حتى نحارب تركيا.. عندما كانت هناك مُبادَرة، وقبلنا بشُرُوط عراقـيَّة كان شيء اسمه داعش على الأرض، وإلى الآن نحن ما اقتصرنا عليه، فأيُّ دولة خارج التحالف تمدُّ يد المُساعَدة فنحن نـُصافِحها.. الصين ليست في التحالف، وقبلنا منها مُساعَدات، وكذا إيران. نحن بلد منكوب، ونبحث عن كلِّ الفرص التي تـُساهِم في إنقاذه، وعُبُور هذه النكبة، وبناء العراق بناءً سياسيّاً، وأمنيّاً، واقتصاديّاً قويّاً، ولسنا خجولين، ونتكلم بلغة واحدة مع الجميع إلى أن يُعاد العراق، ويتسنـَّم موقعه الذي ينسجم مع تاريخه. العودة إلى صفحة الأخبار |
|